إيران والسباق الانتخابي القادم
    

عمار العامري

   أسابيع أو أيام تفصلنا عن الحدث الأهم, في تحديد مسار مستقبل الشرق الأوسط, السباق الانتخابي في إيران يعد من المنعطفات الرئيسة, ما يواكب مع تطلعات الغرب أو تهدى من روعهم, التنافس بين المحافظين (الأصوليين) والإصلاحيين (المعتدلين) بالإضافة لدور المستقلين, سيرسم مصير إيران والمنطقة عامة, وفقاً للسياسات المصيرية والرؤى المستقبلية المنظورة.

   على مدى العقود الماضية من عمر الثورة الإسلامية, أختار الإيرانيون أحد عشر رئيساً, تناوب اختيارهم بين محافظ وإصلاحي, وفقاً لمقتضيات مصلحة البلاد, فالرئيس لا يحدد مستقبل السياسات العامة للجمهورية, إن السياسات المصيرية والرؤى المستقبلية في إيران, هي من تحدد هوية الرئيس المنتخب, فكلما كانت الظروف تحتاج إثبات قوة إيران الإقليمية, ومواجهتها التحديات الخارجية, لاسيما الأمن, كان الخيار الانتخابي لمصلحة المحافظين.

   بينما نجد بوصلة الخيارات تتوجه نحو الإصلاحيين, والأكثر اعتدال منهم, عندما تحتاج البلاد إلى التهدئة والالتفات للشؤون الداخلية, لاسيما الاقتصاد والأعمار, ومنح الحريات, ودعم توجهات الشباب, كون الجمهورية الإيرانية تعاني من ظروف اقتصادي, فرضته عليها أمريكا, بعد انتصار الثورة, ما جعلها تعتمد شبه كلياً على مواردها الداخلية, بمساعدة بعض الأصدقاء, حتى حققت أكبر نصر لها في الاتفاق النووي مع الغرب.

   الدورة الانتخابية المنصرمة, كانت الظروف تدعو الجميع للانفتاح, وتقليل الضغط على الشارع الإيراني, بسبب الظروف الداخلية, فالسياسة العامة للبلاد فرضت وجود التيار الإصلاحي على سدة الحكم, على الأقل لسحب البساط دبلوماسياً من إقدام الغرب, وتخفيف الأعباء على المواطن, من خلال فتح أبواب الاستثمار, إلا إن الإيرانيين لم يلتمسوا شيء من وعود روحاني, كما صرح بذلك منافسيه, حيث أخذت حظوظه تتراجع.

   قبيل توجه الشعب الإيراني لاختيار مرشحيه, بدأت الساحة تكشف عن ملامح المسارات, التي على ضوءها سيتم اختيار المرشح الأبرز؛ أهمها التحديات الخارجية, ووصول جبهة اليمين المتشدد في واشنطن للبيت الأبيض, ما يجعل إيران في تحدي لاختيار نظير له, للأوضاع الإقليمية دور في اختيار من يستطيع مواكبتها, على إن يعيد ثقة الشعب بالنظام, من خلال تحسين الأوضاع الداخلية, ومعالجة البطالة والفساد.

   يبدو إن معسكر الإصلاحيين تراجع في دعمه للرئيس الحالي, الذي لم يوفي بوعوده كما يتهمه أنصاره, فالاستطلاعات الأولية تشير؛ إن نسبة 30% من الشعب سيقف مع مرشح الإصلاحيين, والنسبة نفسها ستكون داعمة لمرشحي المحافظين؛ إبراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف, خاصة بعد إعلان الجبهة الشعبية دعمها لهما, فيما تقف الأصوات الرمادية والبالغة 30% أيضا على التل, بانتظار من يقدم وعود أكثر.

   يضاف لذلك إن 10% أنصار نجاد, أعلنوا عن عدم دعمه لأي من المرشحين, لذا فأن الأصوات المتأرجحة ستكون هي الفيصل بذلك, ويبدو إن الإعلام الإيراني بدأ يروج لمرشح المرشد الأعلى "رئيسي"؛ بوصف (رجل المرحلة), باعتباره رجل اقتصاد وتدبير, وكونه محافظاً قادر على مجاراة البيت البيض, بالدفاع عن الأمن القومي الإيراني.

 

 
 
محرر الموقع : 2017 - 04 - 26