اردوغان وأوثان البلد في خندق واحد‎
    

علي الحسيني. 
    بعد الانفتاح الكبير، والنجاح الملفت للنظر الذي حَققهُ رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، بالحركة الدؤوبة نحو الساحة العربية والأقليمية، والتي جنى العراق ثمارها سريعا، حيث حصل على ضمانات تلك الدول بمساعدة العراق، على الأصعدة السياسية والأمنية والإقتصادية.
    بدأت تدور رحى الإعلام العربي والمحلي سريعا، لتطحن إنجازات التحالف الوطني، وذلك عن طريق طمس الحقيقة وتحريفها، من داخل الوسط الشيعي المتخبط ومن خارجه، فقد لاحظنا تصريحات تؤيد الحكومة المحلية في كركوك لتستمر برفع علم الأقليم، كأول رد على تصريح رئيس التحالف الوطني لرفضه فكرة انفصال الأكراد معتبرا ذلك عمل غير صائب ولا يوجد له أي مؤيد سوى إسرائيل، حيث يؤكد كلام الحكيم أن العدو الأول للعراق خصوصا والأمة العربية والإسلامية عموما هو الكيان الصهيوني الإسرائيلي المنتفع الوحيد من تقسيم وإضعاف العراق وبلدان المنطقة.
    يعتبر اليهود مستغلا بارعا لسذاجة قادة أكثر البلدان العربية والأقليمية مما يسهل عليه تشتيت الرأي العام وتمزيق وحدتهم التي يخشاها كثيرا، مما سبق يتبين لنا مدى صغر عقول اعداء نجاح التحالف الوطني، وعِظَم حقدهم على رئيسه الناجح عمار الحكيم، بالرغم من أشتراكهم في الحكومة، وبالرغم من تصويت الحكومة الاتحادية بالأغلبية بوجوب إنزال علم اقليم كردستان فورا من فوق مبنى المحافظة، إلا إنهم يقفون بالضد من هذا الإجماع ويطالبون بتقسيم العراق علناً وبكل جهل بما يدور حولهم.
    قد رأيناهم قديما عندما طالب عبد العزيز الحكيم بأقامة الأقاليم لحفظ حقوق الشيعة وبناء واصلاح مناطقهم الفقيرة، خرجوا كغوغاء الجراد يصرخون تبا للخونة الذين يريدون تقسيم العراق، هذه مقولتهم فهم لم يفهموا أين تقع فائدة العراق، كيف يمكن أن تتعامل مع هكذا فئة لا يميزون الغث من السمين، يخرجون بثورات ضد الأصلاح الحقيقي بكل ثائرة، بعد ذلك تخرج نفس مجاميعهم تؤيد تمزيق وحدة العراق وهم يتسابقون إلى ميدان المظاهرات، فعندما أفتى المرجع بالوجوب الكفائي لقتال داعش غيروا أسمائهم ليصبحوا دعاة سلام، سلام مع من؛ لم نفهم.
  في الجانب الآخر رأينا تصدع الرأي التركي، بعد نجاح زيارة الحكيم لمصر وتونس، وتأكيد تأييدهم بدعم الحشد الشعبي والحكومة العراقية ومباركة هذه الانتصارات المتتالية على داعش، هذا الطفل المشوه الذي انجبته عدة حكومات أخرى ترعى الإرهاب في كل العالم، أنجبت هذا الطفل اللعين بمباركة فتوى جهاد النكاح، فجاء طفلا مشوها متعدد الآباء، وهم أولئك الشذاذ متحجرين الفكر والثقافة أعراب الخليج وتركيا المريضة المنفصمة بين تفسخ أوربا وتحجر دول السلفيين.
    يظهر بأن الرأي التركي جاء عليلا مصابا بالهلوسة والهيستيريا والهذيان الذي حل بأردوغان، فقد أطلق هذا العثماني تصريحاً تحفظ عليه طويلاً، خوفا من عواقبهُ الكثيرة، حيث اتهم الحشد الشعبي قائلا بأنه مجرد منظمة إرهابية، من الواضح بأن اردوغان فقد السيطرة ودخل في دوامة سياسية جرفته بعيدا، ليثبت للعالم أجمع مدى خوفه من هذه القوة المرعبة العقائدية الأنسانية التي تَقَبلها كل العالم ماخلا داعش وأذنابه ومناصريه، هؤلاء الذين أصبحوا صنفين، الدواعش أنفسهم الذين يقتلون ويذبحون ويبيعون نساء العراق في سوق النخاسين، او أقذر من داعش نفسها وهم من صنعوا داعش ودعموه، واستمروا بتغذيتهِ بأموال الأعراب المتحجرين.

محرر الموقع : 2017 - 04 - 26