نصائح المرجعية ودقة وصف كيان داعش
    

شمولية النصائح لعدة مفاهيم تجعلنا نتامل في كلماتها لتشخيص القصد الذي اراد سماحة السيد السيستاني ان نلتفت اليه ونعمل به بل ولفت انتباهنا الى ما قد نكون غفلنا عنه ، وبين هذا وذاك كانت الغاية اظهار تكامل الاسلام في أي ظرف يمر به المسلمون، وفي النصائح جاء الوصف الدقيق لبعض الظواهر التي تاخذ طريقها في حرب الفتنة وهذه الحرب حالها حال حروب امير المؤمنين عليه السلام ايام خلافته ، ولان الامام عليه السلام وصف اعدائه في تلك الحروب وصفا دقيقا ، فلم يغرب عن بال السيد السيستاني دام ظله الا ان يصف اعداء الاسلام وصفا دقيقا من خلال تقديم نصيحة فيها قوة الكلمات لانهاض الهمم وتحريك المشاعر وتنبيه الفكر حتى يتحقق النصر باذن الله القادر المقتدر

 


في النصيحة (18) اقتطع هذا المقطع لما فيه من قوة البلاغة وسعة المعاني ووجازة الكلمات والنص هو "وكونوا أشدّاء فوق ما تجدونه من أعدائكم فإنكم أولى بالحق منهم ، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، اللهم إلا رجاءً مدخولاً وأماني كاذبة واوهاماً زائفة كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً ،حجبتهم الشبهات بظلمـائها وعميت بصائرهم بأوهامها"
يطلب من المقاتلين ان يكون اشداء وهذه الشدة تاتي من قوة الايمان وقوة الايمان عندما تكونون اولى بالحق وقد جزم سماحته بانكم اولى بالحق منهم وقوة الايمان تاتي من خلال معرفة حالهم وحال عدوهم ، فالاحباط ياخذ ماخذه لدى النفس التي اذا فكر صاحبها بانه يتالم اكثر من الطرف الاخر او يغتر ببعض الشعارات المزيفة لتهز ايمانه بالله عز وجل وهنا اشارة دقيقة يجب ان نتامل فيها وهي:
ايها المقاتلون الالم لا يفرق بين اطراف المعركة فلو تعرضتم للالم فهم كذلك يتعرضون للالم ، فلا تدعوا النفس الامارة بالسوء ان توسوس في قلوبكم بهكذا وساوس، انكم ترجون من الله ما لا يرجون هم ، فانتم ترجون النصر والحفاظ على البلد والمقدسات ونيل رضا الله عز وجل من خلال الالتزام والطاعة بفتوى السيد السيستاني دام ظله ، وهم أي الدواعش لا يرجون ذلك ، أي انهم لا يعرفون الله عز وجل ولا يفكرون بالمقدسات ، وهذا عموم الدواعش ولكن بالنسبة للذين يتبجحون باسم الاسلام فقد ذكرهم السيد بعد (الا ) الاستثنائية بقوله " اللهم إلا رجاءً مدخولاً " فالذين يدعون انهم يرجون الله هم الاقلية فالاكثرية هم الذين لا يؤمنون بالله عز وجل واما اصحاب الشعارات فهم الاستثناء والاقلية وهم منافقون بكل ما تحمل كلمة منافق من تعريفات وقد عرفهم السيد بكلمات وجيزة وكشف الغريزة وثبت الركيزة لتبقى نفوسنا عزيزة.
ايها المقاتل ان كان الداعشي يرجو الله مثلما ترجو الله انت فرجاءهم دخيل وامانيهم بدخول الجنة هي اماني كاذبة يوهمون بها اتباعهم وليس اضدادهم، والتوهم هو جعل الباطل حقا او الخيال حقيقة كالذي يعتقد بالسراب انه ماء وجاء التشبيه في هذا المحل بمحله عندما وصف الاوهام الزائفة بالسراب، واكمل السيد دقة الوصف بقوله حجبتهم الشبهات بظلمائها ، فالشبهة كما وصفها امير المؤمنين عليه السلام " وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لِأَنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَضِيَاؤُهُمْ فِيهَا الْيَقِينُ وَدَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللَّهِ فَدُعَاؤُهُمْ فِيهَا الضَّلَالُ وَدَلِيلُهُمُ الْعَمَى فَمَا يَنْجُو مِنَ الْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ وَلَا يُعْطَى الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ" ، الشبهة تشبه النور من جانب وتشبه الباطل من جانب والتقي يتجنبها الا ان الدواعش اخذوا الجانب المظلم من الشبهة لبناء اوهامهم هذه فعميت بصائرهم وقادوا انفسهم الى جهنم .
وللحديث بقية

سامي جواد كاظم

محرر الموقع : 2015 - 05 - 18