تنظيمات عربية واسلامية متضامنة مع داعش تشن هجوما منظماً وعنيفاً ضد الحكومة العراقية في اوروبا
    
رعد ثامر الصافي/ هلسنكي
 كشفت مصادر مقربة لكوادر حزب البعث المحظور في العراق عن لقاءات منسقة جمع قوى معارضة للحكومة العراقية مقيمة في شمال اوروبا وانعقاد اجتماعات سرية موسعة آخرها كان في العاصمة الفنلندية هلسنكي بتاريخ 12/1/2014. وقد شارك في الاجتماع قيادات واعضاء حزب البعث المنحل في العراق، وتجمعات منظمة تنضوي تحت امرة القاعدة، واعضاء تدعي انتماءها لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، بالاضافة لمشاركة ممثلين عن منظمات سلفية تعمل سراً كخلايا نائمة تنتسب لجاليات دول عربية مقيمة في الدول الاسكندنافية. كما شارك في الاجتماع شخصيات دبلوماسية عراقية مهمة بارزة رفضت العودة الى العراق، الى جانب شخصيات دبلوماسية عراقية لا زالت تعمل في السفارة العراقية المعتمدة لدى فنلندا.
 
وخلال اللقاء تناول المجتمعون عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك حيث استعرض ممثلين عن تنظيم داعش في ضوء تصديها للعمليات العسكرية الموسعة التي تشنها القوات العسكرية العراقية في الصحراء الغربية بمحافظة الأنبار وامتدادها على طول الحزام الحدودي مع سوريا، ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، التابع لتنظيم القاعدة. وشدد السيد (ابو ايهم) سوري الجنسية على ضرورة تكاتف الجهود لافشال مخطط الحكومة العراقية والتصدي بكل السبل ضد ما سماها عمليات استئصال المكون السني في العراق ومحاربة الدين الاسلامي بترسانة عسكرية امريكية وروسية مشتركة تلتقي في سابقة لا مثيل لها في تاريخ الصراع الغربي والشرقي في المنطقة. حسب قوله. كما دعا ابو ايهم كل القوى المتضامنة مع الدولة الاسلامية في العراق والشام الى تعزيز الجهود والعمل وفق خطة تنسيقية موحدة ومنظمة قادرة على الاستجابة مادياً ومعنوياً لردع المخطط الدولي للقضاء على الاسلام بيد ميليشيات ايرانية منضوية تحت قوات الجيش العراقي وبمباركة الحكومة العراقية التي تنفذ بدورها ارادات ايرانية وامريكية في المنطقة. كما طالب ابو ايهم على ضرورة جمع التبرعات العاجلة وتسهيل ايصالها الى التنظيم عبر وساطات وقنوات استقطاب المجاهدين المنتشرة في المدن الغربية من العراق. حسب تعبيره.
وفي الاطار نفسه، تحدث في الاجتماع ممثلا عن حزب البعث العراقي المحظور (ه . ف) والذي لا يزال يحمل صفة دبلوماسية و احد اهم موظفي سفارة جمهورية العراق في فنلندا، حيث شارك في الاجتماع برفقة موظفين آخرين من السفارة وخارجها، القى خلالها كلمة السيدة رغد صدام حسين التي تضمنت بلائحة من التوصيات التي تهدف الى الاسهام في تعزيز وتطوير العمل المشترك بين التنظمات المجاهدة في خندق واحد ضد الهجمة العراقية الايرانية الامريكية التي تستهدف عموما القضاء على الهوية العربية الاسلامية، وعلى وجه الخصوص، المكون السني الاصيل. ونقل السيد (ه . ف)  في قراءته لكلمة رغد صدام حسين دعمها لجميع الجهود المقاومة ضد حكومة الاحتلال الايرانية والامريكية من خلال تحديد سبل نضال مشتركة وستراتيجية معارك ضاربة تستدرج الحكومة العراقية لاستنزافها في حرب مواجهة على جميع الجهات عراقياً واقليمياً ودولياً وبشتى الطرق.
 
 وعبر الدبلوماسي المرموق (ه . ف) بأسمه واسم معظم رفاقه في السفارة وفي جميع دوائر وزارة الخارجية العراقية وباسم كل منتسبي حزب البعث من اهالي الموصل الذي ينتمي لهم، عن أسمى معاني الاعتزاز والفخر بالبطولات الفذة والتضحيات السخية للمجاهدين. واكد في كلمته الارتجالية والحماسية على اهمية الدور الذي يلعبه اعضاء حزب البعث المنتشرين في معظم دوائر وزارة الخارجية العراقية، اذ يشكل تواجد البعثيين وفقا لحساباته، ثلثي موظفي الخارجية، حيث يتبوء معظمهم مناصب مرموقة في الوزارة وبدعم لا يشهد له مثيل من قبل شخصيات ذات مناصب كبيرة، سهلت على كوادر حزب البعث متابعة تحركات الحكومة في كل مفاصل الدولة عبر قنوات غير مرئية وتظافر عمل تنسيقي سري يتمركز  في وزارة الخارجية العراقية. واضاف ان المقاومة قد انتقلت اليوم الى مرحلة جديدة في تكوينها وصيرورتها وفي أدائها المبارك وفي تنظيمها وتمويلها وخبراتها العلمية والفنية وعمق تجربتها. وانها حققت مستوى عال في أدائها التكتيكي والعملياتي وفي برامجها وتخطيطها الستراتيجي. واكد (ه . ف) ورفاقه البعثيين المشاركين في الاجتماع، على دور تنظيمات المقاومة التي بلغت مبلغ الكمال ولن تستطيع أي قوة في الأرض النيل منها او التأثير عليها.  كما تطرق ايضا الى خطة المواجهة ضد الحكومة العراقية دولياً وبنقاط مكثفة واهمها:
1.      تسليط الضوء دولياً على انتهاكات الحكومة العراقية لجميع المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان وتعريتها خاصة امام الشعوب الاسكندنافية وعن مساعيها العسكرية التي تهدف الإبادة والقتل والتدمير المنظم لبنية المكون السني الاساسية، وذلك من خلال المعارض الفوتغرافية والمقالات والمشاركات في وسائل الاعلام الاسكندنافية.
2.      التعاون مع منظمات المجتمع المدني الفنلندية والعربية والاسلامية والتنسيق المشترك في تظاهرات واسعة مستمرة مع التشديد على مشاركة النساء والاطفال فيها باكبر عدد ممكن، وأن يكونوا متصدرين لها لكسب تعاطف المجتمع الاسكندنافي والدولي على حد سواء.
3.      تأسيس غرفة عمليات تنسيقية مشتركة ذات ترابط حلزوني اولى مهامها ايصال الخطط والمعلومات والاوامر واتخاذ الاجراءات المناسبة وفقا للظروف والاحداث والامكانات.
4.      تأسيس صندوق طوارئ خاص بالتبرعات يضمن تحقيق النقاط اعلاه.
ومن جانب آخر ، حمل ممثلي منظمات المجتمع المدني العربية والناشطة في الدول الاسكندنافية مسؤولية الحكومة العراقية تداعيات الازمة واعتبار عملياتها العسكرية التي تشنها ضد تنظيمات القاعدة وداعش في الانبار حرب ضد الانسانية وضد الدين الاسلامي وضد الهوية العربية ــ حسب تعبيرهم ــ  داعين الجميع الى اتخاذ مواقف موحدة تهدف الى مواجهة الحكومة العراقية وافشال عملياتها واحراجها دولياً. كما دعت من جانبها استعداد الجالية العربية والمسلمة في الدول الاسكندنافية للخروج قريباً في تظاهرات موسعة بالتعاون مع منظمات صديقة ناشطة في ساحة تواجدها تهز في مسيراتها ميادين واسعة في دول الشمال.
كما تطرق المتحدثون عن سبل تعزيز العلاقة فيما بينها وتنسيق نشاطاتها بما يحقق في أداءها الاهداف المرجوة مع الالتزام الكامل بتوصيات الاجتماعات السابقة التي ترتكز على محاور مهمة ومنها تحديد واضح ودقيق للمهام والمسؤوليات المناطة بالجهات والأطراف ذات العلاقة في اطار التعامل مع المخرجات بما يساعد في عملية المتابعة والتقييم والتنفيذ لتلك التوصيات وبصورة منتظمة ودورية.
 
وأكد المشاركون في الاجتماع استمرارهم في إجراء الاتصالات مع القوى والشخصيات المهمة في المجتمعات الاسكندنافية لتأمين مشاركتها في اطار التحالفات الضرورية مع القوى والشخصيات المدنية الأخرى، وللعمل سوية من أجل تغيير نتائج العمليات العسكرية الدائرة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وتسجيلها لصالح التنظيم والقوى المتضامنة معه.

ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسات الاجتماعات التي عقدتها وتعقدها هذه التنظيمات بالتعاون مع شخصيات دبلوماسية عراقية عاملة في البعثات الدبلوماسية العراقية المعتمدة لدى الدول الاسكندنافية. وتهدف هذه الاجتماعات لاعداد برنامج موسع يعمل على احراج الحكومة العراقية دولياً واستقطاب تعاطف شعوب اوروبا للوقوف ضد العمليات العسكرية الدائرة رحاها في المنطقة الغربية والحدود السورية. كما تهدف هذه الاجتماعات الى مناقشة الخطط العمل المشتركة، لاسيما بعد قيام التنظيمات الاسلامية والعربية القومية بتشكيل لجنة عمل تنسيقية موحدة واكثر فعالية تلبي مطالب القوى السياسية للمكون السني و جميع القوى والشخصيات المتآلفة والمتضامنة معها كماً ونوعاً في اطار تصديها لحرب الابادة، كما يسمونها!
محرر الموقع : 2014 - 01 - 15