المرجعية والعرف الاجتماعي
    
عبد الرسول المالكي 
 
المرجعية هي الأب الروحي والمعنوي، الموجه للناس شرعياً وإجتماعياً، وصمام الأمان للدين والمذهب، وتمثل الإمتداد لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) ،وخليفة الإمام الحجه في الوقت الحالي. 
فالمرجعية الوالد الراعي لأولاده وأسرته الكبيرة،رغم وجود بعض المشاكل الأسرية بين الأولاد، ألا أنها تنظر نظرة واحدة متساوية لهؤلاء الأولاد، وتحيطهم بعطغها ورعايتها، رغم الصعاب والمشاكل والمعوقات التي تحول دون ذلك. 
لكن برغم العطف والرعاية المولاة من القلب الحنون والكبير بعطائه ،ألا أن بعض الأولاد لا تعجبهم توجيهات وتعليمات الأب، الذي أمضى تأريخه حرصاً ودفاعا عن أسرته، و تحمل من الصعاب الكثير في سبيل تذليل العقبات والمشاق التي فرضتها الأنظمة والقوانين السياسية القمعية عليه وأسرته. 
عندما وجهت المرجعية بحرمة إطلاق العيارات النارية في المناسبات والأفراح، امتعض الكثير من الناس بهذا الأمر ولم يأخذوه بمحمل الجد والإحترام، لأنه يأتي بالضد من العرف الإجتماعي و العشائري السائد، من إطلاق العيارات النارية في المئآتم والمحافل العشائرية. 
وعندما خطت المرجعية الخطوط الشرعية والرئيسية بمسائل الدية والفصل العشائري، 
وضرورة الإلتزام والتقييد بالدين الإسلامي الحنيف والشريعة المحمدية ،
لم تلتزم أغلب القبائل والعشائر بالتوجيهات والتشريعات الإسلامية ،لأنها تتقاطع مع الأعراف والتقاليد القبلية وقانون العشائر (السانية العشائرية).
هنا يأتي السؤال لماذا نتصرف نحنُ الأبناء هكذا تصرف نهانا عنه الدين والشرع وصدنا عنه الأب،
ببساطة لأننا نتعامل مع أبانا بما يداعب مشاعرنا 
ويناغم أهوائنا ،فما توافق من توجيه كان به،
وما لم يتفق أعرضنا عنه ورفضناه،برغم توجيه الوالد المتكرر والجاد، فمهما كبر الأولاد وأرتقوا في الحياة يبقون بحاجة إلى راعي وموجه،يسعى دائماً لإرشادهم وتقويمهم لما هو أصلح وأسمى.
محرر الموقع : 2017 - 05 - 14