الحلقة الاقوى
    

رضوان العسكري

كثيراً ما نشاهد ونسمع الاعلام المعادي للمجلس الاعلى، والإستهداف المستمر لهم، منذ سقوط نظام البعث الفاشي والى يومنا هذا، دون الاحزاب الاخرى، وهذا لا يعني إن الاحزاب الأخرى لم تتعرض لتلك الهجمه ذاتها، ولكنها ليست بحجم ما يتعرض له المجلس، لكن السؤال: هل لأنهم فشلوا في الحكم؟ فهم لم يتولوا الحكم اطلاقاً؛ ونقصد هنا رئاسة الوزراء، ام الفشل الذريع الذي لحق بوزرائهم؟ مع العلم الجميع يهمس في اذني انصارة ليأمرهم بالهجوم على وزراء المجلس الاعلى، بتدليس الحقائق وتصويرها امام العامة بالفشل.

 لنبين بعض ما فشل به وزرائهم، "عادل عبد المهدي" خلال سنة ونصف تقريباً رفع منسوب إنتاج العراق من النفط، ليكون اربعة ملايين ونصف برميل يومياً، بدل ثلاث ملايين  برميل، منذ اكتشاف النفط في العراق سنة 1920 والغاز المصاحب للنفط يحرق، حتى تولى المنصب فقام ببيع الغاز ولأول مرة في تاريخ العراق، "بيان جبر" وبنفس الفتره جعل وزارة النقل من وزارة خاسرة الى وزارة رابحة، حيث قام بتوزيع الارباح السنوية على موظفين الوزارة ولأول مرة في تاريخ الوزارة بعد السقوط، "عبد الحسين عبطان" ما تم انشائه من ملاعب محلية ودولية لم تنشئ الوزارة 3%  مما قام به خلال فترة توليه الوزارة،ام فساد سياسييهم؟ وهذا غير مجود فلو كان موجوداً لنشر غسيلهم على السطوح كما يقول المثل المصري، والاسباب كثيرة لا يسع ذكرها.

المجلس الاعلى هو التيار الوحيد الذي كان يمتلك جناح عسكري لمقارعة نظام البعث العفلقي، وهذا واقع وليست نبوءة، التيار الوحيد الذي قدموا قادته ذويهم ضحايا، جزاء معارضتهم للنظام، ولا يستطيع احد إنكار هذا الشيء.

وبما إنه وقف بوجه البعث في وضح النهار، حتماً سيكون البعث عدوه الاول، عندها لم يترك ايتام البعث اي وسيلة للهجوم عليهم، بإستخدم كافة السبل المشروعة والغير مشروعة للنيل منه، اما الاحزاب الاخرى المنافسة له (الإسلامية واليسارية)، فأسست جيوش اليكترونية مهمتها التسقيط والنيل من المجلس وقادته.

منظمة بدر خير دليل، فعندما كانت تحت لوائه كانت تتهم بالخيانة والعمالة، اما بعد خروجها منه اصبحت بدر الجهاد والتضحيات! وصِفَ هادي العامري بشيخ المجاهدين بعدما كان شيخ العملاء على حد وصفهم، اما الشيخ الصغير وباقر الزبيدي فكانت مواقع التواصل الإجتماعي تعج بالهجوم عليهم كل يوم وليلة، وبمختلف السبل من فبركة وتزييف وتشويه للحقائق، اما اليوم فلا نقرأ ولا نسمع بأسمائهم اطلاقاً وذلك لإبتعادهم ظاهراً عن المجلس الأعلى بعض الشيء، على الاقل في الوقت الحالي، فلم يتطرق لهم اي احد لا من بعيد ولا من قريب.

تبنى مشاريع عديدة قُبِلت بالرفض المسبق، منها( قانون الأقاليم) الذي تمت محاربته من الكل ليبكي عليه اليوم الجميع، و(انبارنا الصامدة) الكل ادرك لكن بعد فوات الأوان إنها لو طبقت لحقنت دماء ابناء الشعب العراقي، ولما حدثت مجزرت (سبايكر) ولا جريمة سجن (بادوش)، كانت المبادرة بأربع مليارات على مدى اربع سنوات، لكن العراق دفع ما يقارب (260) مليار، عند سقوط المحافظات الغربية، فقتل ونهب واغتصب وسبي سكانها امام مرئ ومسمع العالم بأسره، وما تم نهبه من اسلحة واعتدة تابعة للجيش والشرطة، لم يجرء احد على ذكر حجم اموالها، ناهيك عن الآليات والمعدات العسكرية تقدر بمليارات الدولارات، بالإضافة الى دمار كافة البنى التحتية في المحافظات الغربية، واليوم الإعلام المأجور سلط كل قوته وإمكانياته في سبيل اسقاط (التسوية الوطنية)، كل هذا التسقيط ليس لأنها مشاريع فاشلة ولكن لأنها مشاريع المجلس الأعلى لا اكثر ولا اقل لكي يتم افشالها حتى لا تحسب لهم اذا طبقت و نجحت.

اما عن علاقاته الإقليمية والدولية، فلم يشاهد المواطن العراقي في يوم من الأيام ان (عمار الحكيم) زار اي دولة ورفض استقباله، او لم يكن الإستقبال بالمستوى المطلوب، فالكل يشاهد حفاوة الإستقبال والترحيب والإحترام الذي يحضى به.

اما حجمهم وتمثيلهم فهم التيار الوحيد الذي كان نموه في الإنتخابات السابة 300%، مع انه لم يشارك في الحكومة السابقة لا من قريب ولا من بعيد، واكتفى بأن يكون معارضاً فقط، لهذا يكون المجلس الاعلى الحلقة الأقوى، لأنه لو تعرض اي حزب او تيار او حركة لما تعرض له لم نجد له اي وجود في الساحة السياسية العراقية، فالاستهداف المستمر لهم يدل على قوتهم وتأثيرهم في العملية الساسية، وهذا ما جعل الجميع يستهدفهم بالمباشر دون غيرهم.

محرر الموقع : 2017 - 05 - 14