فلسفتي بين عين الإبصار وعين البصيرة –ج1
    

المهندس أنور السلامي

رفعت رأسي إلى السماء أقلبها يمينا وشمالا, وقلت يا رب أتسمح لي بزيارتك, أني اشتقت إليك, وفي سؤالي هذا كأني طفل صغير يطلب من أمة زيارة الباري, ونحن نعلم إن مثل هذا الطلب مستحيل, وفق مفهومنا البسيط أي (المفهوم المادي) فالباري لا تحده حدود, كما في قوله تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ  وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)سورة النور الآية (35),  لذلك على الأم أن تكون مٌلمّه ببعض المعلومات الدينية وتجيب ولدها بهذا القول: (سُئل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هل رأيت ربك؟ فقال (عليه السلام): وكيف أعبد ما لا أرى؟! قالوا: فكيف رأيته؟ قال: إن كانت العيون لا تراه بمشاهدة العيان، فإن القلوب تراه بحقائق الإيمان), إذا على الأم , إفهام صغيرها بان الباري يّعرف عن طريق ما نؤمن به من الحقائق, فإنها سوف تنعكس على سلوكه, وكذلك عندما نتأمل السماء والإنسان والحيوان والنبات والمخلوقات المجهرية والجبال والبحار, كلها تشير إلى وجود مدبر وخالق, كما في قوله تعالى : (وَفِي الْأَرْض آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ( 20) وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) سورة الذاريات, الآية (21) وفي قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) سورة آل عمران الآية (190), وفي عجالة ننتهي من أثبات وجود الله وننتقل إلى إثبات وجود النبوة, واقصد بها نبوة الأنبياء جميعا دون تخصيص, بما أن الله موجود فهو (الخالق) ويٌحب أن يّعرف, فيخلق ما يشاء ليسبحة ويعبده, وكما في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)سورة النور الآية (41), وخلق الإنسان لنفس الغرض, والحديث القدسي يشير إلى ذلك (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف), ولكن كيف يخبرهم إنه الله , إذا عليه أن يرسل الرسل لينا ليخبرنا بتعاليمه, لكي نتبعها, لان مسألة الوجود هي موجودة بالفطرة أصلا كما في قوله تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الروم الآية(30), إذا كان على الباري إرشاد الناس أليه, بواسطة الرسل, كما في قوله تعالى (تلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) سورة البقرة الآية (253),  ولكن بقي شيء واحد, هل بعد رحيل آخر نبي, ينتهي الفيض الإلهي, وينقطع الإنسان نهائيا عن ارتباطه بالسماء, وكذلك كيف اهتدى الناس إلى الخلافة, هل كانت مجرد صدفة , أم كانت هناك مقدمات, وأدلة قطعيه لمثل هذا الموضوع.

ابقوا معي للحديث بقيه

 

 

محرر الموقع : 2017 - 05 - 14