صحوة موت ام عودة للحياة؟
    

رضوان العسكري

عندما تصل حالة المريض الى الموت السريري، نرى على وجوه ذويه الحزن واليأس، مما يجعلهم يفقدون الامل بعودته للحياة، الا بحدوث معجزة تعيده للحياة، فيستبشرون بعودته الى اهله وعائلته، ويعود الامل الذي فقدوه الى نفوسهم، مع هذا يبقى هناك حذر شديد مخفي، لا يمكنهم اظهاره للعلن، خوفاً من ان تكون تلك الصحوه صحوة موت كما يعبر عنها.                                                                                                 

هذا هو حال (التحالف الوطني) للأسف الشديد، ففي السنوات السته الماضية، كان يعاني من موت سريري، وصل به الحال إن الشارع العراقي، نَسِيَ من هو رئيسه, ومن هي الكتل المنضوية تحته, وما هي آليات عمله, وما هو الغرض من وجوده, وما هي سلطته وقراراته بإتجاه الحكومة المركزية والحكومات المحلية.

 

نعم كان هناك تفكك واضح في كتله، وتشتت القرار وفقدان التوازن في تصريحات بعض نواب، مشاكل وتناحر ومزايدات بين الجميع، غياب واضح لدور رئيسه شبه المجهول، ونادراً ما نسمع ان هناك اجتماعاً يعقد له، وإن حدث فلا احد يعرف ماهي قراراته التي اتخذها، حتى نَسِيَ حاله إنه الكتلة الأكبر، وصاحب كلمة الفصل في القرارات المصيرية، والحديث طويل وعريض يصعب ذكر تفاصيله المؤلمة.

 

في يوم (5/9/2016) تم الإعلان عن رئيس جديد للتحالف الوطني، حاملاً معه الأمل في عودة الحياة للتحالف، بعد رقوده الطويل على سرير الموت، نتيجة سلسلة اجتماعات مطولة حول اختيار رئيساً له، واول عمل قام به الرئيس الجديد، تشكيل وفد برئاسته للحوار مع الكتل التي لا زالت مبتعدة عنه، وكانت هناك نتائج ايجابية، وتمت مأسسته وتشكيل هيئة رئاسة وعشر لجان بداخله, آليات عمل جديدة, نظام داخلي لعمله المستقبلي، بدء برسم خارطة طريق على اسس صحيحة، حتى استشعر المقابل انه الكتلة الاكبر وانه صاحب القرار في المستقبل، كل هذا بفضل الرئاسة الجديدة، الا إن الشارع العراقي بدء يشكك بحسن نوايا الجميع، وكان حديثه بأن التحالف لا يمكنه ان يقدم شيء لنا، غير بحثهم عن المغانم والمصالح الحزبية, وكل هذا العمل انما عمل شكلي لا فائده مرجوه منه.

 

بدء (التحالف الوطني) بحركة محورية بإتجاهات متعدد، كان من اهمها تشكيل وفد من التحالف، ليقوم بجولة إقليمية لبعض دول الجوار والدول العربية، واطلاعهم على ماهية التحالف, وكشف الحقائق حول ما يجري في العراق، وما هي حقيقة الإرهاب الداعشي, وإيصال رسالة مفادها "إن الحرب التي يخوضها العراق ضد الإرهاب هي نيابةً عن العالم بأسرة" كما قام رئيس التحالف والوفد المرافق له، بزيارة المحافظات الوسطى والجنوبية، واللقاء مع الحكومات والمجالس المحلية، بحظور نواب البرلمان الممثلين لتلك المحافظات، والإطلاع عن كثب على المشاكل والمعوقات التي تعاني منها تلك المحافظات، لوضع الحلول الناجعة لها.

 

لأول مرة في تاريخ (التحالف الوطني)، ان يعمل على عقد اجتماعين موسعين، لمتابعة مطالب المحافظات، وإيجاد الحلول الواقعية لها، حيث ضم المؤتمر رئاسة التحالف, وبعض نواب البرلمان, والوزراء, والحكومات المحلية, ورؤساء مجالس المحافظات، للإستماع لكافة المشاكل ومعالجة بعضها آنياً حسب اهميتها، وجهاً لوجه مع الوزراء المعنيين، لكي يتم الوقوف على الحلول الحقيقية لتلك المشاكل، وهذا بادرة خير ورسالة إطمئنان لشارع العراقي، الذي فقد الأمل بحكومته وممثليه.

 

لكن يبقى السؤال من سيخلف الحكيم لرئاسة التحالف؟ هل سيستمر عمل التحالف على هذا النحو الذي خطه الحكيم؟ هل سنشاهد رئيسه القادم مع وفده وهو يكمل ما قام به الحكيم؟ ونشاهد زيارات جديدة لبقية دول الجوار ودول المنطقة، هل سيقوم بمتابعة عمل الحكومات المحلية والعمل على تذليل العقبات امامهم؟ هل سنشاهده وهو يحاسب وزرائه داخل التحالف كما حدث في الايام الماضية؟ ام يعود لينام على سرير الموت مرةً اخرى؟ ماهي اسباب عدم نقل تلك المؤتمرات من قبل الاذاعات والقنوات العراقية؟ هل هو الخوف من ان يحسب هذا للحكيم؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير يتحدث بها الشارع العراقي، عن عمل رئاسته القادمة.

محرر الموقع : 2017 - 05 - 17