من ثمار القمة السعودية قتل الشيخ قاسم!
    

عباس الكتبي

قلنا في المقال السابق، ان قمة التحالف العربي الاسلامي - الأمريكي، التي جرت في السعودية، هي قمة طائفية بأمتياز، تهدف بالدرجة الأساس، الى القضاء على التشيع في المنطقة، وأخماد صوته وفكره. 
لم يمض سوى يوماً واحداً من انتهاء القمة السعودية، الاّ وقام النظام البحريني، بتطويق دار الشيخ آية الله عيسى قاسم، ومن ثم اقتحامه، تزامن مع هذا الحدث، احتجاجات من قبل انصار الشيخ ضد هذا الفعل، جرح بعض وقتل بعض آخر، بعد الأعتداء عليهم من قوات النظام الحاكم. 
آية الله الشيخ قاسم، لم يكن ارهابياً ولا متطرفاً، كل في الأمر أنه دعم المتظاهرين السلميين، التي خرجت بالآلآف تجوب شوارع المنامة، مطالبة ال خليفة بإرجاع حقوقهم المستلبة، وتحقيق العدالة في الحقوق والواجبات، وتعديل التوازن الاداري والسياسي الظالم في البحرين. 
لكن هذا النظام الغاشم، لم يستجب لهذه المطالب، ولم يحتوي الأزمة، بحيث زاد ووسع من الهوة بينه وبين أبناء الشعب كثيرا،  
حتى قام هذا النظام الطائش، بقمع المتظاهرين، واعتقال الناشطين وتعذيبهم على اعترافات غير حقيقة، تمهيداً لمحاكمتهم صورياً، ومن ثم اعدامهم، وعندما احتج الشيخ قاسم، على افعال آل خليفة هذه، قاموا بسحب جنسيته، ليتم طرده من البلاد بعد ذلك، بالرغم من ان الشيخ وعائلته من السكان الأصليين للبلاد، وآل خليفة هم الوافدين، وكانوا عرب رحّل غزاة، غزو البحرين وسيطروا عليها، وهذا كله مثبّت تاريخياً.
الشعب البحريني متنوع، يشكل الشيعة فيه نسبة 70%، والسنة منه  نسبة السدس، فقام آل خليفة في الاعوام الأخيرة، بعملية تغيير ديمغرافي للسكان، فجنّس الكثير من أجانب السنة، وأدخلهم في مفاصل الدولة، والجهاز الأمني والعسكري، اضافة الى استدعاء قوات عربية من الجوار، لقمع وقتل ابناء الشعب البحريني، لماذا؟ لأن آل خليفة كانوا من الوافدين على البحرين!! والّا لو كانوا أصلاء، لما استدعى النظام قوات اجنبية لقتل شعبه!؟
نظام آل خليفة، يريد ان يسير على غرار آل سعود، في قتلهم للشيخ النمر - رحمه الله- ولكن نحذر هذا النظام، من القيام بهذا الخطوة الحمقاء والغبية، فالبحرين وشعبها، ليس كالسعودية، وأي محاولة أو اقدام على قتل الشيخ عيسى قاسم، ستكون نتيحتها وبال وبلاء على آل خليفة، وستخلّف نزاعات، وتوترات، وقتال في البحرين، وفي المحيط العربي المجاور. 
لذا على النظام الحاكم في البحرين، ان يتسّم بالعقلانية، ويتّزن في اتخاذ القرارات، والاّ سوف يذهب بالبحرين الى نار لا تنطفي. 
على بعض العقلاء من قادة العرب والمسلمين الذين اجتمعوا في قمة السعودية - كالسيسي- أن يُفهّم ابن خليفة، انه ليس كل من طالب ودعا الى انصاف الناس واعطاء حقوقهم، يعدّ متطرفاً وإرهابياً.
يبدو ان ابن خليفة، سيتخذ من قمة السعودية، غطاء لإرتكاب جرائمه، وسيقدم على خطوة مجنونة بقتل الشيخ آية الله عيسى قاسم. وهذا أول قطف لثمار القمة السعودية!!

محرر الموقع : 2017 - 05 - 23