الأعراب وعقدة النهوض
    

أشار القرآن الكريم الى حقيقه لم ينتبه لها الكثير الا وهي عقدة أخفاء نجاح الغير , والرغبه بالأنكفاء على النفس عند الأعراب , وهذا ما حدى بالرسول محمد (ص) أن (يحرم التعرب بعد الهجره) اي الرجوع الى تلك البيئه المنتجه للتوحش والسلبيه, حيث أعتبر الرسول أن الرجوع للصحراء بعد أن دخل أهلها الأسلام هو نوع من الرده , وله كل الحق في ذلك بأعتبار الصحراء بيئه غير متصالحه مع المدنيه ومع كل ماهو أنساني وحضاري . وها نحن اليوم وبعد الف وأربعمئة عام يرتد الكثير الى حالة التعرب المنهي عنها على لسان الرسول الكريم (ص) . أن حكام المنطقه العربيه يأبون الأصلاح عبر تحالفات غير مقدسه لقوى الفساد الدولي والأقليمي والوطني للنيل من كل حاله قد تشكل تهديد للوضع الراهن المتسم بالفساد والأنبطاح لقوى الشر والظلام.
نلاحظ في المنطقه العربيه أن هناك رؤوس قطعت , لا لأنها خائنه أو منحرفه ولكن لأنها طالبت بحق الأمه بالعيش الكريم , وهذا هو السبب في قطع رأس اية الله العظمى محمد باقر الصدر من قبل صدام والشيخ باقر النمر من قبل النظام السعودي هذا على سبيل المثال وليس الحصر, لا لذنب  أقترفوه هؤلاء الشهداء الا لأنهم نادوا بمشروع شحن الأحساس الشعبي بضرورة التغير وخلق واقع جديد رافض لكل قيم الأنبطاح والأستسلام المذل والتطلع لصناعة واقع جديد ومتطور.
أن قادة هذه المشاريع صفوا على وجه السرعه وأتهموهم بالعماله والتأمر على دولهم لأنهم شكلوا قاعده تنطلق منها قوه تهدد استقرار النظام العربي التقليدي, وهو نظام بائس وذو بنيه متهرئه توشك على الأنهيار عند أول صيحه .
أن الأنظمه العربيه القبليه بدأت تنتقل من أتهام الأشخاص بالعماله للأجنبي الى أتهام أقليات وطوائف بالعماله كما تتهم اليوم الطائفه الشيعيه بالعماله لأيران , وهذا ينطبق على الطائفه الزيديه في اليمن . ما يحدث في البحرين اليوم من أعتقالات وأتهامات لا يبتعد عما ذكرنا بأنها أقليات تعمل بالضد من الأمه وكأنما الأمه عاشت وتعيش بخير هذه الأنظمه التي أشبعوها ذلآ ومهانه على طول وجودها. أنها حقبه شرسه تمر على الأمه بقيادات أباحت لنفسها التعاون مع أسرائيل رافعه غطاء الحياء لتكشف عن عهرها وخيانتها للألم عدو لهذه الأمه ,والأدهى هذه المره أن حكام الخليج هم من يدفعوا فاتورة العماله والتآمر وهذا شرط لا يقبله حتى السفهاء.
أن القياده السعوديه لا يهمها مصير الأسلام ولا العروبه لأن أغلب أفراد هذه الأسره غارق للأذنيه بالرذيله , ولم يعرف عنهم الألتزام الديني , ومن يريد المزيد من هذه المعلومات فليطلع على ما نشرته مجلة البلاي بوي الأمريكيه ,فهي من تكفلة أرشفة عهرهم وسلوكهم النزوي المنحرف , وما رفعهم  شعار الطائفيه وحجة الدفاع عن المذهب السني الا عملية ذر الرماد بعيون مواطنيهم لغرض توطيد سلطانهم على مقدرات المملكه الغنيه بالنفط , وفعلا وبسبب عملية التجهيل الممنهجه لهذا الشعب المسكين قد صدقوا خزعبلاتهم وأغروهم بالموت لأجل تثبيت سلطانهم .
أن ما يؤرق حكام الخليج والسعوديه هو أنتصار تجربة حزب الله و ويعتبروها سابقه خطيره لمنطقه أشبعوها هزائم وأنكسارات ,حتى كادوا أن يركعوها , ويمرروا عيها مشاريع الأستسلام المذل الذي يوفر لحكام المنطقه فرص أستمرار أكبر على سدة الحكم , ويخلقوا بيئة توريث للحكم لأكثر من جيل من أبناءهم.
ان حزب الله خلق حاله نهضويه تبعث على الفخر والأعتزاز في روح الأمه ,,حاله مؤهله لقلب واقع خيم عليه الذل والهوان , نتيجه السياسات الأعرابيه لحكام المنطقه , وهي سياسات جعلت من هذه الشعوب أشبه بالقطيع الذي يقاد الى حتفه .
أن النخب السياسيه التي تحكم معظم العالم العربي لا تريد لشعوبها أن تعي حجم الكارثه التي يعيشوها لكي تبقى أسيره لها وان هب نسيم من الوعي على هذه الشعوب بفعل أفراد لهم صفة القياده , ترى هؤلاء الحكام يسوقوا لهذا القائد الجماهيري أتهامات ما أتى الله بها من سلطان,فكم من نعتوا بالزندقه , وأخرين بالخوارج , والآن ينعت بالطائفي والمجوسي ووو. لقد قرر الأعراب على هذه الأمه أن تركع وان تكون هذه الشعوب قوائم لكراسي سلطانهم , وان تعيش هذه الأمه حالة اللا وعي ,حتى لترى أن هناك تحالفآ شيطانيآ تقوده هذه الزعامات لمواجهة أي حاله توعويه , نهضويه يمكن أن يشرع بها بعض أفراد او شعوب هذه المنطقه , وان ما حدث من أجتماع للشر بقياده أمريكيه سعوديه الا نذر تحذير لكل من تسول له نفسه برفع شعار لا للوضع القائم.
أياد الزهيري

محرر الموقع : 2017 - 05 - 28