القادة بين المعاناة وصعود الموجة
    

وسام ابو كلل

القائد هو ذلك الشخص الذي يبرز نتيجة ظروف معينة, يمر بها المجتمع , ليتصدى ويتحمل المسؤولية ويقود ذلك المجتمع الى ما يجنبه تلك المشكلة, سواء أكانت سياسية أو إقتصادية أو حرب مفروضة, إنحراف في المنظومة الاخلاقية وغيرها, يبرز ويقوم بدوره بكل قوة وأمانة لإنجاز ما وقع على عاتقه, فيكون بذلك عرضة لأمرين, محبة الناس ودعائهم له بالتوفيق من جهة, وحقد وكراهية من إهتزت مصالحهم من جهة اخرى .

القائد واحد من إثنين , فقائد ولد من رحم معاناة شعبه, قاسمهم الألم وتحسس البؤس, فكان كما كتب له, صبورا, نزيها, متواضعا, مثقفا, يؤثر على نفسه, همه الأخرة وسعادتها, غير طامح ولا طامع, كأن لسان حاله يقول : يادنيا غري غيري, لا تحده قومية أو عرق, ولا يؤخره مذهب أو دين, للقيام بواجبه, بل كانت نظرته العادلة تستوعب جميع الأطياف وتصهرها ببوتقة واحدة ليبني دولة عادلة, يأخذ كل ذي حق حقه .

القائد واحد من أثنين, عرفنا الاول, فمن هو الثاني؟ وكيف يكون ؟ ومن أين جاء, إنه نكرة وسط الجموع ساقتها الاقدار لتطفوا كزبد البحر على السطح, لا عن طريق مقدرة وتضحيات, وإنما هاج ما تحتها فدفعت الى الاعلى , هذا القائد من بنات اوى, يعطينا من طرف لسانه حلاوة, ويروغ خلفنا ليسقطنا في هاوية التمزق, والصراع,يحبب الينا انفسنا, شيطنة من نفسه ليقتل بعضنا بعضا, فيتفرغ لبناء قلاعه على آهات الثكالى وحسرات الارامل وجوع الايتام, وكأن لسان حاله يقول: أنا أنا ولا أحد غيري .

القائد بين يا دنيا غري غيري و أنا أنا ولا أحد غيري, فرق شاسع وكبير, فواحد يضرب جذوره في قلوب محبيه وإن أصبح حبه مشكلة عليهم, تشهير واقصاء وتهجير وربما الاغتيال والاعتداء والتسقيط, لكن ابدا الحب والثقة باقية, والاخر يكبل عقول اتباعه بدنانيره ودراهمه واغراءاته وعطاياه ومناصبه, فان قصر يوما تبعثر الناس من حوله فيصبح وحيدا طريدا, يطلب الماوى فلا يجد, ويلتمس العطف فلا يجاب .

القائد اذن اما صالح يروم البناء , او طالح يريد أن يمتص دمائنا حتى أخر قطرة, والمشكلة اننا المسؤولون عنهما, وبيدنا نرفع احدهما ونضع الثاني وتلك هي المشكلة, عندما نخالف من طولبنا ان نطيعه, ونصبغ السبابة بغير ما اراد .

 

محرر الموقع : 2017 - 05 - 28