التطرف والبيتكوين .. وجهان لـ"عالم بديل"‎
    

ربطت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بين أحداث العنف العنصرية التي وقعت في أغسطس الماضي في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، وعملة البيتكوين الافتراضية.

وذكرت الصحيفة أنه بعد أحداث شارلوتسفيل الدموية، لم تشدد شركات التكنولوجيا قواعدها ضد خطاب الكراهية فحسب، بل منعت العديد من المتطرفين من استخدام خدمات استضافة المواقع، ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعي، وأنظمة الدفع عبر الإنترنت.

وقال خبراء إن العائدات التي جناها العنصريون الأميركيون من استثماراتهم في عملة البيتكوين الرقمية يمكن استخدامها لتوصيل رسائل سياسية، وتنظيم فعاليات، والحفاظ على مواقعهم على الإنترنت، رغم محاولات شركات التكنولوجيا لتجنبهم.

لكن الأمر الذي أثار مخاوف شركات التكنولوجيا هو تصريح سبق أحداث شارلوتسفيل لريتشارد سبنسر، العضو البارز في اليمين المتطرف، وهي حركة تتبنى آراء عنصرية ومعادية للسامية، قال فيه إنه سيعلن البيتكوين "عملة بديلة" لدولة من العنصريين البيض التي يسعى إليها.

ويلجأ العديد من المستثمرين والمتطرفين العنصريين على حد السواء إلى ما يعرف بـ"تعدين البيتكوين"، وهي عملية تتطلب أجهزة حاسوب بمواصفات خاصة ومعالجات قوية.

وكان اليمين المتطرف نظم مسيرة احتجاجا على اقتراح بإزالة تمثال للجنرال روبرت إي لي، الذي قاد القوات الكونفدرالية المؤيدة للعبودية أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، في أغسطس الماضي، مما تسبب في حدوث اشتباكات أدت إلى مقتل امرأة وإصابة 20 آخرين.

وبعد أحداث شارلوتسفيل، تبنى القادة السياسيون المتطرفون وخبراء أعضاء بالحركات العنصرية أيضا خطابا موحدا يحث على ضرورة تبني البيتكوين كعملة بديلة، في إطار سعيهم للعمل خارج نطاق سيطرة الحكومة والسياسات المتغيرة لشركات التكنولوجيا الأميركية.

 

وسرعان ما استجاب أفراد اليمين المتطرف العنصري إلى الدعوة، وشرعوا في شراء عملات البيتكوين الافتراضية، محققين عوائد كبيرة بفضل ارتفاع أسعار العملة وتداولها في بورصات عالمية، رغم التقلبات الحادة في سعرها مؤخرا.

ولاحظ المراقبون تضاعف قيمة البيتكوين 4 أضعاف، منذ أن خرجت حركات النازيين الجدد إلى الشوارع في أغسطس الماضي.

وفي بعض الأحيان تخطت العملة توقعات المحللين وشهدت صعودا قياسيا، فبعد أن كانت قيمته في مطلع العام الحالي لا تتعدى ألف دولار، تجاوزت قبل أيام 19 ألف دولار.

وفي غضون أشهر أضحى المتطرفون، الذين استثمروا في بيتكوين بعد التضييق على نشاطهم السياسي، وكأنهم فائزين بجائزة يانصيب.

محرر الموقع : 2017 - 12 - 28