حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير: تأييد أحكام الإعدام وتأييد الحكم على آية الله قاسم وإبعاد أبناء الشعب له رسالة واحدة بأن زمن التسويات والتطبيع مع الكيان الخليفي قد ولى
    

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) 144/النساء/ صدق الله العلي العظيم.

 

أعلن محكمة التمييز الخليفية المسيسة عن حكمها الظالم التعسفي الفرعوني بتأييد حكم الإعدام بحق الشاب ماهر خباز، وتأييدها الحكم على سماحة آية الله العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم ، بإسقاط الجنسية وبتهم تتعلق بشعائر الأغلبية الشعبية الشيعية في البحرين، ونفي وإبعاد مجموعة من العائلات ، لتوجه رسالة للشعب وثواره وأحراره وشرفائه ومناضليه ، بأنها مستمرة في مشروعها المتوهم للقضاء على الثورة الشعبية ، والإستمرار في إستعباد شعبنا وإذلاله ، والإنتقام من صموده وإستقامته وثباته على مطالبه العادلة والمشروعة ، والإستمرار على المطالبة بثوابته الوطنية التي أعلنها في ثورة فبراير 2011م ، وأهمها حقه في تقرير المصير ، وإسقاط النظام ، وإقامة نظام سياسي تعددي ديمقراطي جديد يكون الشعب فيه مصدر السلطات جميعا.

فقد أيدت “محكمة التمييز” في البحرين الحكم بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وإسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم، ونقل عن مصدر قضائي قوله إن محكمة التمييز البحرينية أيدت اليوم حكم سحب الجنسية من الشيخ عيسى قاسم وحبسه لمدة سنة مع وقف التنفيذ.

وكانت سلطات آل خليفة أصدرت حكما أوليا في حزيران عام 2016 يقضي بإسقاط الجنسية البحرينية عن الشيخ قاسم بتهم وذرائع واهية فيما حكمت عليه في أيار من العام الماضي بالسجن لمدة سنة مع وقف التنفيذ ومصادرة جميع ممتلكاته.

ويشار إلى أن الكيان الخليفي الغازي والمحتل يواصل منذ عام 2011 إستهدافه للرموز الدينية والسياسية في البحرين في إطار محاولاته لمعاقبة البحرينيين على خلفية مطالبتهم بالإصلاحات السياسية والدستورية حيث قام بتعليق عمل جمعية الوفاق الوطني المعارضة وحل جمعيات دينية وسياسية منها جمعية العمل الإسلامي "أمل" والتوعية الإسلامية وجمعية الرسالة ، وجمعيات سياسية أخرى ومصادرة أموالهما إضافة إلى الاستمرار في ممارسة القمع بحق معارضيه.

ولذلك فإن الرسالة الوحيدة التي سيفهمها شعبنا وشبابنا الثوري الرسالي من كل تلك الأحكام القرقوشية والجائرة، والتي سيتخذ بمقتضاها قراره الإستراتيجي ، هو أن زمن التسويات والتطبيع وشرعنة الكيان الخليفي الغازي والمحتل قد ولى منذ زمن بعيد، وإن زمن الإستقرار والأمن والتعايش مع الزمرة الخليفية قد ولى وإنتهى في حياة هذا الكيان الغادر والفاقد للشرعية ، فلا يمكن أن يقترف الطاغية حمد وكيانه الخليفي كل هذه الجرائم التي يندى لها جبين التاريخ ، ومن ثم يبقى جاثما على صدر شعبنا ومقبولاً ، فقد فقد هذا الكيان الغاصب والمغتصب للسلطة كل مقومات البقاء والشرعية منذ تفجر ثورة 14 فبراير ، وإن كل قراراته وإجراءته الظالمة نخرت ولا تزال تنخر في جسده المتهالك ، ونحن بإنتظار سقوطه القريب والعاجل بإذن الله تعالى.

إن تأييد حكم الإعدام وتأييد الحكم على قامة من قامات الوطن من قبل الطاغية الفرعون حمد بن عيسى آل خليفة هي رسالة لخطاب التجمل وتجميل صورة الكيان الخليفي وطاغيته يزيد العصر الخليفي الأموي ، ولا يمكن لهذا الخطاب أن يقدح في حكم إعدام ظالم يطال بريء براءة الذئب من دم يوسف ، ولا يلوي على حكم متعسف بحق رمز كبير وقامة دينية ووطنية.

إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تطالب الذين يراهنون على وجود قلب أو ضمير لآل خليفة ، ولمن يتبناهم من الغرب كالإمريكيين والبريطانيين ، بأن يراجعوا أنفسهم وخطاباتهم التجميلية ورسائل إستعطافهم لذئاب آل خليفة ، فقد جاء الرد اليكم ولخطاباتكم وتوددكم للطغاة المستكبرين وفراعنة العصر، وهذه هي هداياهم كلما تجملنا وتحننا وتحببنا وتوددنا لعدم خدش مشاعرهم.

إن طغاة الرياض والإمارات وطغاة آل خليفة لا يؤمنون بحقوق الناس ولا حقوق الله حتى يرون العذاب الأليم.

كما تطالب حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير من دعاة الإصلاح والملكية الدستورية ، والذين يصرون على الذهاب الى هذا المشروع الواهم ، ومن لا زالوا يدعمون هذا المشروع الفاشل أن يفيقوا ويرجعوا إلى رشدهم ، فإن الإستمرار في دعم هذا المشروع الذي سيؤدي في النهاية لإعادة شرعنة لهيمنة آل خليفة، والذي إستمر لأكثر من سبع سنوات ، وبذلوا من أجله الكثير الكثير ، و أصروا عليه إصراراً كبيراً ، وعملوا على وضع الفرامل بين عجلات مشروع الشعب وشبابه الثوري والقوى الثورية المطالبة بإسقاط النظام ، بأن يراجعوا أنفسهم ويقيموا مشروعهم المطالب بالإصلاح والملكية الدستورية ، وماذا حققوا وجنوا من مكاسب تذكر في هذا الطريق خلال سبع سنوات من الإستثمار في هذا المشروع ، وأن لا يكونوا قيمين على جماهير شعبنا ويفرضوا عليهم بالقوة مشاريع وهمية تخديرية ، فإن الأمريكان والإنجليز وحكام الرياض قد إتفقوا وإتفقت مواقفهم وسياساتهم على دعم الملكية الشمولية المطلقة للكيان الخليفي ،وإنهم يطالبون كل من ينادي بالإصلاح والتعايش والمصالحة والتطبيع مع الكيان الخليفي بأن يقبل بالعودة الى ما قبل ثورة 14 فبراير.

لذلك تدعو حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير جماهير الشعب البحراني الثائر بتوحيد جهودها وجهادها ونضالها من أجل التأكيد على ثوابتها السياسية والوطنية ورحيل آل خليفة ، ومحاكمة الطاغية حمد وأزلام الكيان الخليفي وجلاوزته ومرتزقته وجلاديه ، والإصرار على تفكيك القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية وخروج كافة المستشارين الأمنيين والعسكريين الأجانب ، وخروج كافة جيوش الغزو والإحتلال وفي مقدمتها جيش الإحتلال والغزو السعودي والإماراتي.

كما وتطالب الحركة بتوحيد المعارضة البحرانية بكافة أطيافها السياسية من أجل تحرير الشعب من براثن الكيان الخليفي ، وعدم الإستمرار في حالة الإستعلاء من قبل بعض القوى السياسية وعدم الإستجابة لنداءات الوحدة والتنسيق، فوحدة المعارضة أصبح مطلب شعبي وجماهيري وضرورة تقتضيها المرحلة ، ومن لا يزال يصر على مشاريع التسوية والإصلاح والتطبيع وشرعنة الكيان الخليفي الديكتاتوري ، ومن لا زال يتوهم تحقق وعود ومشاريع الإصلاح والتسوية لـ«جيفري فيلتمان» مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى في ذلك الوقت ، ووعود الإصلاحات لـ ولي العهد الخليفي سلمان بن حمد آل خليفة المعروف بـ (سلمان بحر) ، فهو واهم تماماً ، فإن تلك الوعود الكاذبة قد تبخرت وإنتهت، ولم تكن سوى أوهام وسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً، وقد يفوته القطار ويبقى منزوياً ومنعزلاً عن الشعب وقواه السياسية، وإن جماهير الثورة وشبابها الثوري الرسالي ومعهم القوى الثورية ، وفي الذكرى السابعة لتفجر ثورة 14 فبراير قالوا كلمتهم الفصل وشعارهم للذكرى (باقون حتى يسقط النظام) ، والذي هو رد ثوري وإجماع القوى الثورية على رفض مشاريع التطبيع والتسوية مع الكيان الخليفي ، وعلى جماهير الشعب وقوى المعارضة بتوجيه الجهود لمقاومة الكيان الخليفي بكل الوسائل المشروعة حتى إجتثاث جذوره عن البحرين.

وإن مصير آل خليفة سيكون مصير فرعون وملأه كما جاء في الآية الشريفة في القرآن الكريم:(وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ).

 

حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير

المنامة – البحرين

29 يناير 2018م

محرر الموقع : 2018 - 01 - 29