هل سنسمح للفاشلين باعادة انتاج الخراب مرة اخرى باسم المدنية هذه المرة؟
    
هل تلاحظون التحول الكبير في خطابات رموز الطائفية السياسية العراقية الان؟ اصبحوا يتحدثون عن دولة المواطنة ونبذ المحاصصة الطائفية ... بعضهم سرق علنا وبوضح النهار شعارنا الذي نطالب به منذ سنوات وكانوا يستهزؤن به ( دولة المواطنة وليس دولة المكونات)... نعم انه انتصار لنضالنا الطويل والصعب امام الطائفيين الذين اسسوا لنظام المحاصصة الحزبية الذي انتج كل هذا الخراب والفساد والارهاب والفقر والتخلف والدمار الذي لحق بوطننا.. لكن السؤال الاهم .. هل هم جادون بطرحهم هذا؟ لو كانوا جادين فعلا لكان هذا نصرا للقوى المدنية الحقيقية، ولكنا الان متفاؤلون بانهم سيساهمون بالتغيير المطلوب نحو بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.. 
لسنا على هذه الدرجة من السذاجة لنصدق ذلك . على العكس، اننا نعتقد بما لا يقبل الشك انهم لايعلمون ماذا يقولون وانهم يرددون شعاراتنا ومطالبنا التي ننادي بها لانهم شعروا بانهم فشلوا فشلا ذريعا، وان المواطن العراقي لن يقبل خطاباتهم الطائفية بعد الان .. فهل يصدق عاقل ان من سبب كل هذا الخراب سيكون قادرا على اصلاح الامور بشكل صحيح وان الفاسد سيتحول الان الى مصلح؟
اننا على يقين ان لا احد يصدق بهم وبخطاباتهم مهما عملوا على تغييرها وسرقه شعاراتنا ومبادئنا التي ناضلنا من اجلها، لا احد ( سوى المستفيدين من نظام الخراب) يصدق انهم قادرون على بناء دولة حقيقية تحمي كرامة المواطن العراقي وتعيد له حقوقه وامنه وتؤمن مستقبل اجياله وتنهض باقتصاده وترفع من مستوى معيشة ابناءه ... ولهذا فان سرقتهم لخطابنا المدني الوطني لن يزيدهم سوى عارا فوق العار.
اما خطاب المرجعية اليوم الذي يصب في صلب مطالبنا الوطنية فهو تعزيز حقيقي لهذه المطالب وهو سند لنا في نضالنا الوطني ... هذا الخطاب والدعوة لنبذ المحاصصة الطائفية وكشف ملفات الفساد وقطع الامتيازات عن الذين شرعوها لانفسهم دون وجوه حق، هو دافع كبير لنا سيساهم في مواجهة الفاسدين بقوة اكبر.
لن يستطيع الفاسدون والطائفيون بعد الان ان يتمسحوا باسم المرجعية بعد ان نبذتهم مرة والى الابد ... لو كانوا يعقلون.
بقلم شروق العبايجي 
محرر الموقع : 2017 - 07 - 15