اللُّغة والشِّعر قبل سقوط الدَّولَة العُثمانيّة عشرينات القَرن 20م
    

أمين ظافر الغريب

 

بَدءً بالسَّنَة مائة للهجرَة شِركَة خلافة بني العبّاس وموالي خراسان فارس، وبَعد ثلاثة عقود انتصَرت الرّايات السُّود واللُّغة العربيَّة البَليغة الثانية مشفوعة بمُفردات مُستَعرَبَة كالَّتي في القُرءان، راجع: التكملة للمعاجم العربية من الألفاظ العباسية، د. إبراهيم السامرائي؛ في الشِّعر ألفاظٌ مِثل: باقة= حزمة، مرقة: الحساء، الحضرة= دارة الخلافة، شال= رفع، الرزَّة= حلقة القفل، برّاج= صاحب برج الطيور، خطف= مشى مسرعاً، تكشَّف= صار فقيرا، الطنز= السُّخرية، الرَّوزنة= الروشن (الرازونة). و ألفاظٌ أعجمية مِثل: جلاب (ماء ورد)، طيلسان، مِهرجان، نيروز، پيمارستان (المَشفى)، الجّام (كأس الخمر) التخت (لوح من خشب يجلس عليه أو توضع عليه الثياب)، هيولى، قيراط. تراكيب مِثل: كيفية، ماهية، هُوية، نفساني، ربّاني، روحاني مِنَ اللُّغة الآرية (تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان: 2/ 41؛ الأدب العربي في العصر العباسي، د. ناظم رشيد: 81)  وطريقة العجم الشعرية تقوم على الاشتغال على المعنى وعدم الاكتراث كثيراً باللفظ. ويرجع ابتداع هذا الاسلوب إلى طبيعة اللغة الفارسية وغيرها من اللغات الأعجمية التي تعاني قلة الألفاظ وتعوض عن ذلك بالاتساع في المعنى. ونرى كثيراً من ألفاظهم نتاج لصق لفظين لتكوين كلمة جديدة، مثل: (چوار= أربعة) و(پايه= رِجل) وباللصق تتكون كلمة جديدة (چوارپايه= سرير)، و(رۆشن= ضوء) و (بير= عقل) وباللصق تتكون (رۆشنبير= مثقف)، و(دڵ= قلب) و(پيشه= صنعة) وباللصق تتكون (دڵپيشه= ماهر)، وفي الانجليزية (hand= يد) و(some= بعض) وباللصق تتكون كلمة (handsome = وسيم). بينما في اللغة العربية للإبل ألف اسم، وللأسد خمسمائة، وللحية مائتان، وللحجر سبعون. واللفظة صارمة الدلالة على معناها، فيقولون: قرِمتُ إلى اللحم، وعِمتُ إلى اللبن وظمئت الى الماء(راجع: أدب الكاتب، ابن قتيبة: 85). واعترف العتابي الشاعر بلفظية العربية ومعنوية الفارسية قائلاً: " اللغة لنا والمعاني لهم" (تاريخ بغداد، ابن طيفور (لايبسك، 1908- 87). والحَداثة الشِّعريَّة تجاوَزت تكامل مَعنى بيت القصيد الواحِد بصَدره وعَجزه بذات مَبناه، أحدَثَ أبو العَتاهية:

 

(يا ذا الذي في الحُبّ يلحى أما/ والله لو كلفت منه كما/  كلفتُ مِنْ حُبٍّ رخيم لما/ لمت على الحُبّ فذرني وما/ ألقى فاني لَستُ ادري بما/ بُليت إلّا إنني بينما/  أنا بباب القصر في بعض ما/ أطوف في قصرهم إذ رمى/ قلبي غزالٌ بسهام فما/ أخطأ بها قلبي ولكنَّما/ سهماهُ عينانِ لهُ، كُلّ ا/ أراهُ قتلي بهما سلَّما)، والمَقطوعَةُ الفنيَّة قصيرَة النَّفـَس، فخر المُتنبي الشَّهير (الآثار الباقية عن القرون الخالية، أبو الرَّيحان البيروني 181- 183):

 

(أَيَّ مَحَلٍّ أَرتَقي/ أَيَّ عَظيمٍ أَتَّقي؟/ وَكُلُّ ما قَد خَلَقَ اللهُ وَما لَم يَخلُقِ/ مُحتَقَرٌ في هِمَّتي/ كَشَعرَةٍ في مَفرِقي!)، غزل بشّار بن بُرد (بدائع البدائه 41): (إِنَّ الَّتي زَعَمَت فُؤادَكَ مَلَّها/ خُلِقَت هَواكَ كَما خُلِقتَ هَوىً لَها/ بَيضاءُ باكَرَها النَعيمُ فَصاغَها/ بِلُباقَةٍ فَأَدقَّها وَأَجَلَّها/ حَجَبَت تَحِيَّتَها فَقُلتُ لِصاحِبي/ ما كانَ أَكثَرَها لَنا وَأَقَلَّها/ وَإِذا وَجَدتُ لَها وَساوِسَ سَلوَةٍ/ شَفَعَ الضَميرُ لَها إِليَّ فَسَلَّها)، والفلسَفة ومُزدَوَجَة الأمثال (تاريخ الإسلام 24/ 21): (حسبك مما تبتغيه القوتُ * ما أكثر القوت لمن يموتُ)، المُبتدى المُنتهى بذات الحرف المُعجَم (تاريخ اليعقوبي 2/ 354؛ تاريخ مدينة دمشق 37/ 199، 66/ 135): (أَبقَيتَ لي سَقَماً يُمازِجُ عَبرَتي/ مَن ذا يلذُّ مَعَ السَقامِ لِقاءَ/ أُخفي وَأُعلِنُ بِاِضطِرارٍ أنَّني/ لا أَستَطيعُ لِما أُجِنُّ خَفاءَ)، فضلاً عن فنّ المُوَشَّح الشَّهير والشِّعر التعليمي. الشَّعبيّ الماجن- الزّاهِد: رَغيفُ خبز يابسٍ/  تأكله في زاويَهْ/ وكوزُ ماءٍ باردٍ/ تشربهُ مِن صافيَهْ. بحرُ البُطولَة الطَّويل يليه البَسيط، فأنشَدَ المُتصَوّف مُحيي الدِّين بن عربي (تُرجمان الأشواق، 43- 44):

 

لَقَد صارَ قَلبي قابِلاً كُلَّ صورَةٍ * فَمَرعىً لِغِزلانٍ وَدَيرٌ لِرُهبانِ

 

وَبَيتٌ لِأَوثانٍ وَكَعبَةُ طائِفٍ *  وَأَلواحُ تَوراةٍ وَمُصحَفُ قُرآنِ

 

أَدينُ بِدَينِ الحُبِّ أَنّي تَوَجَّهَت *  رَكائِبُهُ فَالحُبُّ دَيني وَإيماني.

 

رثاء المدن، أوَّل من رثى إسحاق بن حسان الخريمي (ت 212هـ) بغداد في فتنة الأمين والمأمون، 135 بيتاً، تاريخ الطّبري): قالوا ولمْ يلعبِ الزَّمانُ ببغدادَ وتعثـرْ بها عواثرُها.  

 

وابن الرُّومي (ت 283هـ) البصرة حين استباحها وأهلها الزُّنج، مُستهلُّها: ذادَ عن مُقْلِتي لذيذَ المنامِ * شُغلُها عنهُ بالدموعِ السّجامِ.

 

شِعرُ التَّبكيتِ والتَّنكيت والﮔدية والفَقر والرَّخاء والتسجيل والبسمَة والبيئة والمُسمط والدُّبيت ومُلَمَّع جَمع لُغتين. 

 

لَجأ المأمون إلى إيران فمدحه أبو العبّاس المروزي (ت200هـ) باللُّغة الفارسيَّة:

 

كَس برين منوال ﭙيش از من ﭽنين شعري نـﮔفت/ مر زبان ﭙارسي را هست تا اين نوع بين/ ليك زان ﮔفتم من اين مدحت ترا تا اين لغت/ ﮔيرد از مدح وثناء حضرت تو زيب وزين (ما قال قبلي أحد شعراً على هذا المنوال/ فاللُّغة الفارسيَّة، مُذ كانت تختلف عن هذا النَّمط/ لكنّي قلت لك هذا المدح حتى تأخذ هذه اللُّغة/ حُسنها وجمالها مِن مَدحِكَ).

 

سالجان= ديديم بالشين Didem Balçin مولودَة العاصِمة انقرة في 18 أيار 1982م أرطغرل Diriliş Ertuğrul= إنجين ألتان * حليمة= إسراء بلجيك

https://www.youtube.com/watch?v=vFFRhCKAoVg

https://www.youtube.com/watch?v=jjePr_DN-V0

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2017 - 07 - 15