بهذه المناسبة قيل: إن الإمام السيد محسن الحكيم قدس سره لما ورد إلى حج بيت الله الحرام جاءه شيخ ضرير (معروف) ممن يعتقد بظاهر القرآن الحكيم (من المدرسة الوهابية)، ولا يؤمن بتأويل الآيات التي لا يستقيم تفسيرها إلا بذلك، فبعد مجاملات ودّية بين الطرفين، فتح الشيخ الضرير بحثاً حول الموضوع!..
فدار بين الشيخ والإمام الحكيم نقاش علمي جيد، هو هل يجب الاقتصار والجمود على ظاهر الألفاظ القرآنية، أم أن لها باطناً لا يفهمه إلا المتدبر العاقل، ومن يتمسك بنهج أهل بيت الرسول محمد (ص)؟..
أصرّ الشيخ (الأعمى) على رأيه بعدم جواز التأويل، وأن الألفاظ القرآنية هي ما نفهمه بظاهرها، فالله تعالى – حسب رأي الشيخ – سوف يُرى بالعين يوم القيامة (ونحن نقول: نعوذ بالله، تعالى عما يصفون).
ولما رآه الإمام الحكيم رحمه الله متعصباً على رأيه، ما كان منه إلا أن يقول للشيخ الأعمى: إذا كان ظاهر اللفظ ولا غير؟ إذن ما قولك في الآية الشريفة: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا}!؟.. سورة الإسراء/ 72
فسكت الشيخ ولم ينطق بكلمة !.. وهكذا بهتَ الذي عَمِي!