خريطة العمل الوطنية في خطاب المرجعية رابعاً : رعاية المُضحين لأجل الوطن
    
عمار جبار الكعبي 
الوطنية او الادعاء بحب الوطن ليس شعاراً نرفعه في أوقات الرخاء ، ونتنكر له في أوقات الشدة ، الوطنية ان تبذل وقتك و وجهدك ومالك وجسدك وروحك اذا ما اقتضى الامر ، لتخفف عن وطنك او تدفع عنه شراً محيطاً به ، ومن ابرز التحديات التي وضع أمامها الوطن على مر تأريخه هو داعش ، لما لهذا التنظيم من عقيدة منحرفة قائمة على أساس القتل والسبي والسرقة والتجهيل ، فكان التصدي لها من اشرف وأعمق تجليات الروح الوطنية التي امتلكها ابناء العراق 
التضحية لأجل الوطن بالغالي والنفيس ، يجب ان يقابلها رد للجميل تجاه هؤلاء المُضحين ، والا فانهم كانوا اكباشاً ليحتفظ البعض بمنصبه ، وهذا يدفعنا الى الحديث عن حقوق هؤلاء المُضحين وخصوصاً من منتسبي الحشد الشعبي والاجهزة الامنية الاخرى وعوائلهم ، والمعروف ان هؤلاء الابطال اغلبهم ان لم يكن جميعهم من الطبقة الفقيرة والمسحوقة ، بينما يتنعم بأموال الوطن ابناء الذين لم تمسهم حرارة الصيف وبرد الشتاء ، حينما كان ابطالنا يفترشون الارض ويلتحفون السماء في شدة برد الشتاء ، ويصعقون من شدة حرارة الصيف ، ليدافعوا عن وطنهم ومقدساتهم ، فأين الانصاف حينما يتم تخصيص المليارات الى عجلات وحمايات المسؤولين وعوائلهم ، بينما تطلق الذرائع بحجة التقشف حينما يكون هنالك حديث عن تعويض المُضحين والمتضررين ! 
اذ اشارت الى ذلك المرجعية الرشيدة في خطبتها الاخيرة بتاريخ ١٤/ تموز ، حينما اشارت الى جملة من الأمور التي يتطلبها الاصلاح الحقيقي لمرحلة ما بعد الانتصار ، والتي كان من ضمنها تعويض المتضررين والشهداء ، حيث قالت ان رعاية الجرحى والمعوقين وعوائل الشهداء وتوفير الحياة الكريمة لهم هي من ادنى حقوقهم الواجبة على الجميع وفي المقدمة الحكومة ومجلس النواب ولا يصح التذرع عن التقصير في حقهم بقلة الموارد المالية فان هناك العديد من الابواب التي يمكن تقليص نفقاتها لتوفير ما يفي بذلك، وقد تم تخصيص رواتب وامتيازات لاناس لم يتحملوا من الاذى والمعاناة في سبيل وطنهم بمقدار يسير مما تحمله هؤلاء الاعزاء فاتقوا الله فيهم واعلموا انكم تساءلون عنهم .
محرر الموقع : 2017 - 07 - 17