تلقي الضوء على كيفية بدء تشكل النجوم والمادة المظلمة رصد إشارات يمكنها اكتشاف أسرار الكون الغامضة للمرة الأولى‎
    

تلقى العلماء إشارات من النجوم الكونية الأولى على الإطلاق، يمكن استخدامها لكشف أسرار الكون الغامضة، إذ يُلقي الاكتشاف الجديد الضوء على كيفية بدء تشكل النجوم، وكل ما يحيط بنا. ويمكن للنتائج المنشورة في مجلة الطبيعة، أن تكشف بعض الأسرار الأكثر مركزية في الكون: كيف تشكلت مجرتنا ونجومها، وأسرار المادة المظلمة، التي يُعتقد أنها تحيط بنا ولكنها غامضة.

ووجد العلماء الذين يدرسون الموجات الراديوية الآتية من أعماق الكون، إشارات خافتة وضعيفة من لحظة "ولادة النجوم الأولى"، بعد 180 مليون عام فقط من ولادة الكون، وأظهر هذا الاكتشاف تأثير تلك النجوم الأولى على الهيدروجين من حولها، وكذلك الضرر اللاحق بذرات الهيدروجين بسبب الأشعة فوق البنفسجية، ما أدى إلى انبعاث إشارة مميزة.

وقبل كل ذلك، كان الكون مظلمًا ومحاطًا بغاز الهيدروجين، ما أدى إلى التساؤل حول كيفية تشكل النجوم، وقال الدكتور ألان روجرز، أحد علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "هذه هي أول إشارة حقيقية لبدء تشكل النجوم، وبدء تأثيرها على العالم المحيط بها، وما يحدث في هذه الفترة، هو أن الإشعاع الناتج عن النجوم الأولى، سمح للهيدروجين برصده وامتصاصه، ما أدى إلى رؤيته في صورة غير معتادة، وذلك عبر ترددات الراديو".

وتبين النتائج أن الهيدروجين كان أكثر برودة في بداية الكون مما كنا نعتقد سابق، ولكن يمكن أن توفر معرفة السبب الكامن وراء هذا الأمر، حلا لفهم المادة المظلمة الغامضة، وفي حال تفاعلت المادة المظلمة مع المادة، التي نراها، يمكن أن نستنتج بعض التفاصيل الهامة حول الواقع الغامض. وفي الوقت الراهن، يعد الأمر مجرد اقتراح وطريقة لشرح البيانات غير المتوقعة، وبعض أسرار الكون الغامضة.

وأوضح رون إيكرز، وهو أستاذ مساعد في جامعة كيرتين "هذه واحدة من أكثر تجارب علم الفلك الراديوي تحديا من الناحية التقنية، وانتقل المؤلفون الرئيسيون إلى أبعد من ذلك بكثير عبر تصميم ومعايرة معداتهم، بحيث يصبح لديهم أدلة مقنعة على أن الإشارة حقيقية، في ظل بحث العشرات من المجموعات الأخرى حول العالم، عن مثل هذه الإشارة دون جدوى".

وكان العلماء حذرين بشأن الإشادة بالنتائج، إلى حين تأكيدها بدقة. وقال براين شميت، الحاصل على جائزة نوبل الفلكية "إن الكشف الواضح عن آثار النجوم الأولى في الكون، سيكون اكتشافًا ثوريًا".

محرر الموقع : 2018 - 03 - 02