يوم الغدير، وختام الرسالة
    

امجد العسكري

 

سار يتخطى الرقاب، وعيناه تتفحص الوجوه، مبتغاه كان  اكمال رسالته،فتصفح قلوب المسلمين، فرى للمبغضين قلوبا قد تفحمت حسدا، وللمحبين قلوباقد تهللت فرحا، سار والملائكة يسيرون خلفه، وعين الله تبصر مافيالمضمون، والخالق عالم بما يكتمون، خطواته كانت تنذر افئدة المنافقين بأنايامهم باتت معدودة، وحقيقة حقدهم صارت مكشوفة، فباطن القران الكريم قداعلن ما يسرون، وعلى الرسول ان يظهر ما يخبئون تحت اسلامهم الواهي،فالاصنام لاتزال قائمة في نفسوهم، كل خطواته كانت بسم الله، وانفاسهالحمدلله، ومايعلمه في قادم ايام حسبنا الله،

 

على صرحا ليس كصرح نمرود، وطوفان المسلمين ليس كطوفان نوح، ارتفعصوته، ورفع يده فظهر بياض ابطه، ماسكا بيده الصراط المستقيم، وفي كلماتهالجنة والنعيم، فقال والمسلمين في كلامه مذعنين منصتين، هذا "يس"، هذا "نٓومايسطرون، هذا مني بمنزلة موسى وهارون، انا وهو من شجرة وانتم منشجرا مختلفون، هذا باب العلم، هذا المتصدقون وهم راكعون، هذا بيان الدين،هذا "علي وانت تعرفون، من بعدي بحبه يعرف المنافقون، وببغضه يتميزالطيبون والخبثيون،

 

اكمل والمؤلفة قلوبهم مضطربة، فكلمات الرسول كانت ملهمة، وعلى تفسيرهاكانت العلماء متفقه، فمن كنت مولاه فها هو مولاه، اللهم عادي من عاده،واخذل من خذل حكم الله، بحبه تثاب النفوس وتعاقب، وبولايته لن تظلوا بعديابدا، ( بخ بخ لك ياعلي) قالها المستبشرين فقد عرفوا ان لارسول بعد الرسولولا امير بعد "علي"، (بخ بخ لك ياعلي) تمتم بها اولئك الذين لم يتغلل الايمانالى قلوبهم، فزادهم يوم الغدير كفرا الى كفرهم،

 

وصفه الرسول بالقران الناطق، وذكر فيه من الفضل ما مالم يذكر به احد منخلق الخالق، فقد علم المسلمين مشربهم، وان "عليا" خلف لرسولهم، بعد اناخذ الله العهد منهم لبيعة "علي" وعلم كل حجر ومدر انهم اقروا بالبيعة، وانعليا صوت الحق، ورافع راية الهدى، لم تطب نفسوهم ولم تنطفئ قناديلبغضهم، منذ غدير خم والمتآمرين على صهر الرسول، وبعل الزهراء البتول،قد وضعوا خطة الانقلاب، وكسر عصا المسلمين، هناك قد رسموا خارطةالانشقاق، وانتظروا يوم نقض الميثاق،

 

دُفنت معالمهم كما دفن كفرهم، زرعوا بذور التفرقة، وغرسوا بدع الانشطار،فدون التاريخ سوء افعالهم، وتناقلت الاجيال قبح نواياهم، في قبورهم حيثاقامت عليهم الديدان، و"علياً" صرحا تلوذ بقبلته النائبات، يستهويني قولالشاعر "عبدالحسين الاميني"  في ختام قصيدته:

 

فقالت: اكل الذي قد قلت في رجل

فقلت: كل الذي قد قلت في رجلِ

قالت: فمن هو هذا الفرد سمه لنا؟

فقلت ذلك امير المؤمنين علي

 

 

محرر الموقع : 2017 - 09 - 11