عُلُوُّ كعبٍ بكعبهِ، اسمِهِ كعبُ وبأبيه زُهير بن أبي سُلمى وببُردَةٍ
    

محسن ظافر آل غريب

 

عُلُوُّ كعبٍ بكعبهِ، اسمِهِ كعبُ وبأبيه زُهير بن أبي سُلمى وببُردَةٍ

------------------------------------------------------------

 

عُلُوُّ كعبٍ بكعبهِ، اسمِهِ كعبُ وبأبيه زُهير بن أبي سُلمى وببُردَةٍ خلَعَها عليه الرَّسولُ الأكرمُ لَمّا اعتذرَ إلى الرَّسول بلاميَّتِهِ مِنْ بحر البسيط ومُستهَلُّها (بانت سُعادُ!) خُمِّسَت وشُطِّرَت وعورضَت وتُرجمَت إلى الإيطاليَّة وعلى يَدَيّ عضوُّ المجمع العِلمي العربي المُستشرق رينيه باسِّيه René Basset (1271- 1342ه‍ 1855- 1924م) ترجَمَها إلى الفرنسِيَّة مِن آثاره: «الشِّعر العربي قبل الإسلام» (باريس 1880م) اشترك في اللّجنة الأُولى التي أصدرت دائرة المعارف الإسلامية [ "باسيه، رينيه" المُوَسَّعَة العربية المُيسَّرة شبكة المعرفة الرّيفية 1965. اُطِّلع عليه بتاريخ 2 تشرين الثاني 2011م]، أسلَمَ بينَ يَدَيِّ الرَّسول، كعب بن زُهير؛ كُنيتهُ المُضرَّب وَضَعتهُ اُمُّهُ كبشَة السُّحَيمِيَّة ودَوَّنَ وفاته «خيرُ الدِّين الزَّركلي» في (أعلامِهِ) سَنة 26هـ 645م، رائِعَته (58) بيتاً، ثلاثيَّة الشُّعَب: بين أبياتها (1 - 12) غزلُ مُستهَل عصره، أبياتها العُشرون (13- 33) وصفُ ناقته رفيقة ليل صحرائه، وتتمَّتها (34- 58) اعتذاره:

 

بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ

 

أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ

 

إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ * مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ

 

(ثلاثية البُردة) حسن حسين، ط1 1400هـ، دار الكتب القطرية، الدَّوحَة)، على نهجها قصيدة البُردة (الإمام مُحَمَّدسعيد البوصيري الصّنهاجي، شَهَد عام 1258م دخول المغول بغداد) تقعُ تقع في عشرة فصول تبدَأُ بالغزل وشكوى الغرام وتُختَم بالنَّجوى في طَلَب الحاجات:

 

مُحَمَّدُ سَيِّد الكونينِ والثقليـ*ـنِ والفريقينِ مِن عُربٍ ومِن عَجَمِ هُوَ الحَبيب الذي تُرجى شـفاعَته*لِكُل هولٍ من الأهوال مُقتحم.

 

ألهمت البُردَةُ أمير الشُّعراء أحمد شوقي، وشَدَت أُمُّ كلثوم بها:

 

ريمٌ على القاع بين البانِ والعَلَمِ * أحَلَّ سَفكَ دمي في الأشهر الحُرُمِ.

 

والشاعر «تميم البرغوثي» وَضَعَ البُردةَ 200 بيت تُحاكي حال العِراقييّن:

 

ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا * وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

 

يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ  *  قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا

 

(«لهوا بها وددا»: لهوا بها ولعبا، ودد، على وزن غد، اللَّعِب واللَّهو والمِزاح، الحديثُ الشَّريف: «لَستُ مِن ددٍ ولا ددٌ مِنى»)، وَهَـذِهِ بُــرْدَةٌ أُخْـرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ * أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ وَاْنْـ*ـــصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَا تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي «مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا»

 

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى * أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا

 

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى * أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا

 

مُسْتَعْصِمَاً بِرَسُولِ اللهِ أَنْشَدَها * يَرُدُّ مُسْتَعْصِمَاً بِاللهِ مُفْتَقَدَا

 

رَأَى العَوَاصِمَ تَهْوِي كالرَّذَاذِ عَلَى * رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا

 

مِنْ بَعْدِ شَامٍ وَبَغْدَادٍ وقُرطُبةٍ * اسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا

 

وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا * فَفِي الفُرَاتِ لَهُمْ خَيْلٌ وَفِي بَرَدَى

 

وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا * مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا..

 

أهداها إلى والِدَته الرّاحِلَة «رضوى عاشور» الرُّوائيَّة أُستاذة الأدب الانجليزي في جامِعَةِ عين شَمس المصريَّة:

https://www.youtube.com/watch?v=5YY0ASEgS_8

محرر الموقع : 2017 - 09 - 11