ذي قار.. جرحكِ حسيني وبإمتياز
    
قيس النجم
(الطيور بعكس البشر تؤمن أن الحرية أهم من الخبز) وهنا يكمن السؤال، لماذا هذه الأهمية؟ وإذا كان مطلوباً منك أن تكتب رسالة ترتيب، للخراب الذي حل بذي قار، فهناك ضجيج مؤلم يزلزل أركان صدري، حيث خرج مرضوضاً من تفجيرات مطعم فدك، فتلك الكلمة تؤلمني وتحرك غصة في قلبي، لأنها مرتبطة بسيدة نساء العالمين.
نحن في زمن لبس السافل والديوث لباس الشرف والعفة، وأصبح القاتل حاكماً وآمراً وناهياً، ويتحكم بحياة المواطنين، حتى ظن أنه يستطيع أن يحيي مَنْ يريد، ويميت مَنْ يريد، وكأنه أصبح إلهاً  في الأرض، وجموع من المغفلين السفهاء يصفقون له، ويدافعون عن إلههم المزيف، الى متى هذا الإستهزاء والإستهتار بحياة الناس؟ ومن ثم نقول جاء الربيع، فيرد علينا داعش بمصيبة كمصيبة ذي قار.
ثمة عربة طفل هنا، وثمة كرسي لعجوز، أراد شاب ذي قاري أن يطعم أسرته في أحد مطاعم الناصرية، لكنه سمع دوياً كطنين النحل في خلية العسل، فارتد شهيداً هو ومَنْ معه، وكأن لسان حاله يقول: لا يمكن أن تضيع الحياة من بعدنا لأننا الآن بجوار الله نزهر، لذا خذوا مبادئ الشهادة والكرامة، والحق الفدكي القديم والجديد، وإعتلوا صهوة القداسة، وأبنوا عليها كرامات جديدة تليق بأبناء العراق، ولا تزيلوا ذكرياتنا، فبين زوايا المكان تناثرت دماؤنا، لتحكي قصص طفولة بريئة، وشموخ أمهات، وعنفوان آباء.
 مهما تعاقبت علينا فصول الدمار، والإرهاب، والفساد، فإن أجراس الشهادة تدق نواقيسها، لتعلن خطابها الأبيض، حيث إلتحفت الأجساد بأكفانها، معلنة رحيلها ذلك اليوم على يد شراذم العصر الأوغاد، ولتوجه عتاباً شديد اللهجة، بسؤال لم نجد له جواباً الى الآن متى ستتوقف مظلومية فدك؟ وما يجري على أبواب العراقيين من مواكب الدموع والدماء.
أكثر مشهد يؤلم، هو أن تذبح الطيور الصغيرة من دون رحمة، وهي ترقص من شدة الألم، وتجدهم حينها يحلمون بالسلام، حيث مضوا سريعاً نحو سعادة تسع الكون بأكمله، بعد أن يلاقوا في عليين سيد الشهداء، ليشكوا له مظلوميتهم.
 
 ختاماً: سيروا في ركب الشهداء أيها الأبرياء، نحو تجدد العزاء في كربلاء، لترسموا يوماً كعاشوراء، بسبب الأفعال القذرة لدواعش العصر السفهاء، والساسة البلهاء.
محرر الموقع : 2017 - 09 - 15