مشروع إندماج يحاول كسر حواجز التواصل بين الأجانب والمحيط السويدي
    

إذا كنت تريد التدرب على التحدث باللغة السويدية، والتعرف على صديق يساعدك في ذلك، أو تريد الإلتقاء بالسويديين والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم، فأن ذلك ممكن بالطبع، فهناك سويديون يريدون أن يصبحوا أصدقاء لك، ويساعدونك على الإندماج في المجتمع السويدي، من خلال مشروع يُطلق عليه Flyktingguide يقوم على فكرة التواصل الإجتماعي والثقافي، والإلتقاء بين مواطني البلد الأصلي والأجانب والقادمين الجدد الى البلاد، بهدف تعلم اللغة ومعرفة المجتمع الجديد.

ربيع الديب: هدف المشروع تمكين القادمين الجدد الإندماج بمجتمعهم الجديد

يقول ربيع الديب المشرف على المشروع : " نحاول من خلال مشروع دليل المهاجرين Flyktingguide تمكين القادمين الجدد الإندماج بمجتمعهم السويدي، ومد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة، ومساعدة القادمين الجدد من غير القادرين على فعل ذلك بأنفسهم، وتقوية اتصالهم بالسويديين، بهدف تقوية لغتهم وتعريفهم بعادات وثقافات مجتمعهم الجديد. حيث يكون الدليل guide مفتاحهم الى المجتمع".

يضيف: " المشروع موجود في العديد من المدن السويدية وخاصة الكبرى منها، ونسعى الى توسيع جغرافيته ليضم مناطق اخرى، بعد النجاحات المبشرة التي حققها، هناك حالياً 272 دليلاً سويديّاً او أجانب من الذين يقيمون في السويد منذ زمن طويل، ونسعى حتى الصيف المقبل ان يكون لجميع المدن حولنا نفس المشروع، حيث ان Eskilstuna هي المدينة المنسقة وتساعد بقية البلديات".

وحول البدايات يقول: " بدأنا بالمشروع في المدينة منذ العام 2006، لكنه لم يكن فعالاً بشكل كبير، فحتى العام 2013 كان لدينا 90 دليلاً guider وخلال العام 2013 وبفترة ستة أشهر فقط تمكنا من زيادة العدد الى 272 دليلاً. المشروع استقطب الكثير من التربويين والسياسيين".

وحول كيفية الإتصال بهم، يضيف: " الراغب بالإنخراط في المشروع يمكن ان يتحدث الينا او يتصل بنا بنفسه او عن طريق مسؤوله، والمعلومات حول المشروع موجودة في أماكن عدة، حيث نعمل على نشرها من خلال مدارس تعلم اللغة SFI والكومون، وهناك قسم خاص بالمشروع في الموقع الإلكتروني لبلدية إسكلستونا هو Eskilstuna.se/ flyktinkguide.

سابقاً كانت المعلومات موجودة فقط باللغة السويدية، والان هناك معلومات عن المشروع باللغات العربية والانكليزية والصومالية. 

ازهر على اليسار ويوري على اليمين.jpg

أزهر نوري: تغيير إيجابي بعد إنضمامه للمشروع

أزهر نوري، عراقي وصل السويد في العام 2012، منخرط في المشروع ويتواصل مع أحد السياسيين في حزب البيئة السويدي، الذي هو الآخر عضو في المشروع. يقول أزهر لـ "الكومبس": " رغم أن زميلي مشغول اغلب الوقت الا اننا نتواصل عن من خلال الفيسبوك او على الهاتف. انا موجود بالسويد منذ ايلول 2012، وإنخرطت في المشروع من تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام 2013، أشعر بعد إنضمامي اليه أن هناك تغييراً إيجابيّاً، خرجنا مرات عدة سوية والتقينا باصدقاءه في البيت، لذلك انا اسمع دائما كلمات جديدة خارج نطاق المدرسة، وهذا ما ادى الى تحسن لغتي السويدية، كما ان التجربة تدفع بالانسان الى ان يتجرأ على الحديث مهما كانت امكانيته في اللغة".

يضيف: "اخذني مرة الى مبنى الجامعة في Eskilstuna، وعرفنّي على طريقة الدراسة والمكتبة الموجودة فيها. نتحدث في الغالب عن مواضيع البيئة. اكثر المواقف المحرجة، تحدث في بعض المرات عندما لا يكون لي مفردات أستخدمها في موقف معين، فأحاول عن طريق الحركات والاشارات، ما يخلق مواقف طريفة في بعض الاحيان، لكني ارى ان ذلك يعزز علاقتي باللغة وبالشخص الذي التقيه".

ازهر حاصل على شهادة جامعية في الاقتصاد من العراق ويسعى الى تعديل شهادته في السويد.

ابتسام شيخ محمد : أتعلم الكثير من زميلتي في المشروع وأتواصل معها إجتماعيّاً

إبتسام شيخ محمد، تدرس في مدرسة SFI لتعلم اللغة السويدية، مشاركة في المشروع، قالت لـ "الكومبس": "انا في السويد منذ ثلاث سنوات، لكني كنت في اجازة امومة ولم أبدء بدراسة اللغة الا قبل ستة اشهر. ولم يكن لديّ اي اتصال مع السويديين، أتواصل مع زميلتي في المشروع وهي مفتشة مدارس خاصة في مدينة Eskilstuna، لي إتصال مستمر بها، وتعلمت منها الكثير عن المجتمع الجديد".

تضيف: " أتصل بها في بعض المرات، ونحدد موعداً للقاء في حال كان لديها وقت لذلك، نخرج سوية ونتحدث باللغة السويدية، ودعوتها يوماً في بيتي وجاءت الى بيتنا وتعرفت على اولادي وتحدثت معهم وتعرفت على الاكل الذي نعمله وأحّبت الاكل كثيراً. نتحدث عن بلدي سوريا والآثار التاريخية الموجودة فيه".

وحول تأثير ذلك على لغتها السويدية تقول: "أشعر أن لغتي السويدية أصبحت افضل. طلبت منها الحديث معي ببطئ، كي اتمكن من فهم ما تتحدث به ولبت طلبي. وعندما يصعب علي النطق بكلمات معينة اعتمد على القاموس وابّين لها الكلمة التي اعنيها وهي تنطقها لي وتعلمني كيفية لفظها وكتابتها". 

ربيع الديب.jpg

ناشط إجتماعي: المشروع فرصة ثمينة للقادمين الجُدد

الناشط في مجال الإندماج بالمجتمع رضوان أحمد قال لـ " الكومبس " في معرض تقيمه لهذا المشروع: "أرى من المهم جداً على القادمين الجدد الإنخراط في مثل هذه المشاريع، فهي فرصة ثمينة للتواصل مع مواطني البلد الأصلي، ولمعرفة قوانين البلد، وقيم المجتمع الجديد، وهذا المشروع يسحب مختلف الحجج والذرائع التي يسوقها بعض القادمين الجدد، لتبرير عدم تعلمهم اللغة، وإندماجهم في المجتمع الجديد، من قبيل ان "السويديين غير إجتماعيين"، أو "أين نلتقي السويديين؟؟ لا يوجد فرصة للقاء بهم!".

وأضاف أحمد: "صحيح ان تعلم اللغة والاندماج ليسا بالبساطة التي قد يتصورها البعض، لكن عديدين وصلوا السويد من قلب بلدان انهكتها الحروب والصراعات الدموية، إستطاعوا تذليل الصعوبات وتعلم اللغة ومعرفة الحد الأدنى من قوانين الحياة العامة والمجتمع الجديد، واعتقد ان هذا المشروع مهم جدا، وينبغي تعميمه وتبنيه ليس فقط من قبل البلديات، وإنما حتى من الجمعيات والاندية الاجتماعية والثقافية للجاليات العربية، لان فائدة المشروع هي للجميع".

لينا سياوش

الكومبس

محرر الموقع : 2014 - 03 - 20