اين المشكلة في الانتخابات
    

هذا سؤال يجب الاجابة عليه   اين المشكلة  في وعي المواطن الناخب في الدستور  في قانون الانتخابات

الحقيقة المشكلة في وعي المواطن في فهم المواطن للانتخابات في فهم قيمة واهمية صوته   هل يعلم   انه شرفه وكرامته ومقدساته  وانسانيته فالتنازل عنه  تنازل  عن شرفه وانسانيته ومقدساته

قرأت مقابلة مع مواطن اسرائيلي خارجا  من احد المراكز الانتخابية  وكان هذا ينتمي الى حزب اللكود وكانت الانتخابات برلمانية ومجالس بلدية

فرحب به الصحفي وقال له  طبعا انتخبت حزب الليكود فرد المواطن انتخبت الاثنين

استغرب الصحفي كيف ذلك

فرد  المواطن انتخبت  حزب العمال في البرلمان لانه حزب له ارتباطات وعلاقات عالمية في كثير من الدول العالم وبهذا يمكنه خدمة اسرائيل من خلال هذه العلاقة

وانتخبت حزب الليكود في المجالس البلدية لانه اكثر خبرة في مجال الخدمات في داخل اسرائيل

لا شك اننا بحاجة الى مواطن واعيا بهذا المستوى   وهذا ليس مستحيل ربما هناك صعوبة بعض   الشي وخاصة في بداية الامر

لهذا على الذين يريدون للعراق الخير وللعراقيين السعادة ان يتوحدوا وفق خطة موحدة  لتحرير عقل  المواطن من كل القيود والشوائب التي لحقت به  وترسخت في عقله خلال حكم   الرأي الواحد الحاكم الواحد الحزب الواحد

فالتغيير والتجديد  لا يأتي بالكلمات والمواعظ وانما يأتي  بخلق آليات جديدة وضع جديد حالة جديدة  قيم واخلاق جديدة

لاشك  قد تهيأت  للعراقيين بعد التغيير  التحرير في 2003  آليات جديدة حالة جديدة وضع جديد تهيأ لهم دستور ومؤسسات دستورية وحرية رأي  كل محافظة تختار من يمثلها بحرية وهؤلاء يشكلون  البرلمان الذي يختار رئاسة الجمهورية ويختار الحكومة وهو الذي يراقبها ويحاسبها ويقيلها اذا عجزت ويحاسبها اذا  قصرت

كما لكل محافظة مجلس محافظة ومحافظ مختار من قبل  ابناء المحافظة وحدهم بحرية مهمته  ادارة شؤون المحافظة الادارية والامنية

كما لكل حي من احياء المحافظات مجلس بلدي مختار من قبل ابناء الحي مهمته خدمة الحي الادارية

 للاسف اننا غير مهيئين للديمقراطية لاحترام الرأي والرأي الاخر مما  أسئنا لها    وبالتالي الحقنا الضرر والاذى بشعبنا ووطننا

فالديمقراطية الحرية لها آلياتها وقيمها واخلاقها كما للدكتاتورية والعبودية لها آلياتها وقيمها واخلاقها

  للأسف الشديد اننا تعاملنا مع الآليات والاوضاع الديمقراطية  بقيم واخلاق الدكتاتورية    هذا ما حدث في العراق بعد عملية التحرير والتغيير والتجديد في العراق بعد 9-4-2003

 هذا الانتقال  المفاجئ والسريع من حكم الفرد الواحد والرأي الواحد الى التعددية الفكرية والسياسية الى حكم الشعب    بدون تجربة مسبقة  بدون معلومات مسبقة  وكل واحد تحرك حسب رغبته ووضعه مما ادى الى تصادم وتصارع تلك الرغبات والاوضاع  فادى بنا الى الفوضى وتفاقمت السلبيات وساد الجهلاء والفاسدون  وهكذا  اخذ بعضنا يغرق بعض بدلا من مساعدة احدنا الآخر

من هذا يمكننا القول ان   وراء هذا الفشل الذريع في الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية هو اننا غير مهيئين  لاستخدام آليات الديمقراطية ودون مستواها  بل نحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت  حتى نتمكن من التعامل بها

لان القيم والاخلاق الدكتاتورية هي السائدة والغالبة في عقولنا وفي اعرافنا فلا تزال القيم والاعراف العشائرية التي التي تحكمنا

نحتاج الى  ممارسة الى وقت حتى نتخلى  من قيم واخلاق الاستبداد والدكتاتورية والتخلق باخلاق وقيم الديمقراطية

وهذا يتطلب اولا الغاء وازالة آليات وظروف الاستبداد  ووضع آليات وظروف الديمقراطية الجديدة

ثانيا رفع مستوى وعي المواطن    والعمل على تغيير فهمه

 وهنا  يأتي دور القوى والتيارات الديمقراطية  المدنية  في ترسيخ ودعم الديمقراطية  وخلق القيم والاخلاق الديمقراطية في نفوس وعقول المواطنين واستئصال قيم واخلاق الاستبداد والدكتاتورية

   على القوى  والمجموعات التي تستهدف بناء عراق ديمقراطي   يحكمه القانون والمؤسسات القانونية يحكمه الشعب  و اقامة دولة تضمن للعراقيين جميعا المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة

ان توحد نفسها في جبهة واحدة في تيار واحد وفق خطة واحدة وتتحرك وفق هذه الخطة وتنزل الى الناس  لا ترغمها على اعتناق ارائها بل تفهمها  كيف تطرح افكارها ووجهات نظرها كيف تقول نعم وتقول لا وفق قناعتها الخاصة لا خوفا من احد ولا مجاملة لاحد  

فاذا تمكنتم من تحقيق هذه الحالة يعني وضعتم العراق على طريق الديمقراطية الصحيح  

علينا ان ندرك ان كسب اصوات الناس بالضغط سواء التهديد او الترغيب او الخداع جريمة كبرى بحق الشعب والوطن وبحق الجهة التي تفعل ذلك

كونوا صادقون باقوالكم وافعالكم

مهدي المولى

محرر الموقع : 2017 - 09 - 20