"الأسر الانتحارية".. تكتيك داعش الجديد‎
    

هزائم متتالية مني بها تنظيم داعش خلال الأشهر الأخيرة، على إثرها بدأ التنظيم الإرهابي في التخلي عن تكتيكاته القديمة وتبني أخرى جديدة.

في إندونيسيا، استهدفت أسرة مكونة من ستة أفراد ثلاث كنائس في مدينة سورابايا، ثاني أكبر مدن البلاد (13 آيار/مايو)، وأسفر الهجوم الانتحاري عن مقتل 13 شخصا وإصابة نحو 40 آخرين.

لم تمر ساعات، حتى وقع هجوم انتحاري آخر استهدف مركزا للشرطة في المدينة ذاتها على يد أسرة مكونة من خمسة أفراد، مسخدمين في ذلك دراجات نارية مفخخة.

تشير أصابع الاتهام إلى "الجماعة الإسلامية" في إندونيسيا، والتي تربطها/ربطتها علاقات قوية بتنظيم داعش والقاعدة. تبنت الجماعة من قبل تفجيرات بالي في عام 2002، والتي أسفرت عن أكبر مجزرة شهدتها إندونيسيا في تاريخها، بمقتل 202 شخص.

العشرات من "الجماعة الإسلامية" كانوا قد سافروا إلى سورية بعدما دعاهم زعيم داعش أبو بكر البغدادي. وعاد كثيرون على وقع الخسائر الكبيرة التي لحقت بالتنظيم.

وأفادت الشرطة الإندونيسية بأن العائلة التي نفذت الهجوم الانتحاري في قسم الشرطة، كانوا من بين مئات الإندونيسيين الذين عادوا من سورية مؤخرا.

 

آثار تفجير الكنيسة

أسلوب جديد

تقول الباحثة في الشأن الإندونيسي بمعهد "راند" ربيكا زيمرمان، لـ "موقع الحرة"، "إن الهجمات الأخيرة تعد أسلوبا غير مسبوق من قبل داعش. هذه المرة الوضع مختلف، فالأمر ينطوي على استخدام أفراد أسرة كاملة كوحدات انتحارية، وليس حتى كوحدات قتالية".

إحباط هذا النوع من العمليات صعب، حسب زيمرمان "خاصة أنهم لا يستخدمون الرسائل الإلكترونية أو الهواتف قبل الشروع في العملية الانتحارية".

وتوضح "لا أعتقد أن هناك من استخدم هذا النمط من العمليات في التاريخ الحديث، لكن الكارثة في الاعتياد على رؤيتها لاحقا باستمرار، فتنظيم داعش لن يفوت وسيلة جديدة تحدث ضررا واسعا أو تسبب صدمة ورعبا بين الناس".

من ناحية أخرى، يقول الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي لـ "موقع الحرة"، إن هذه العمليات تهدف لإرباك أجهزة الأمن ودوائر المعلومات في إندونيسيا.

ويصف الهاشمي هذه العمليات بنادرة الحدوث، ولا يسبق للتنظيم أن استخدم أسرا بأكملها في هجمات انتحارية كتلك.

ويوضح الهاشمي، "يمتلك التنظيم تبريرات فقهية يسميها اجتهادات، تسوغ له ارتكاب مثل هذه العمليات الانتحارية التي يستخدم فيها النساء والأطفال، ومعظم هذه التبريرات لا دليل عليها من النصوص الدينية".

 

محرر الموقع : 2018 - 05 - 15