بالصور ::: حرّفيٌ عراقيّ حولته خبرته في صياغة الذهب الى فنان في السُويد !
    

: للنجاح مذاقات مختلفة. فقبل خمسة أعوام وصل إقدام رشيد خضير الى السويد. لم يكن حينها مسلحاً بأية شهادة أكاديمية، تمنحه فرصة التنافس على عمل، يؤمن من خلاله عيشه، غير حرفيته الممتازة في صياغة الذهب والفضة التي ورثها عن أجداده في العراق، ما فتح له أبواب النجاح على مصراعيها، ومهدّ له الطريق لحصد ثمار خبرات العمل التي صقلها في بلده.

قصة خضير ووصوله الى السويد، وهي قصة تشاركه فيها أجيال من العراق، نشأت من الظروف المريرة التي عاشها البلد طوال عقود من الزمن ولا زالت مستمرة، والتي منعته من مواصلة دراسته والحصول على شهادة عالية يتسلح بها.

يقول خضير في حديث لـ "الكومبس": عندما وصلت السويد لم أكن أملك من الشهادات ما يجعلني منافساً قوياً في سوق العمل، غير حرفة صياغة الذهب والفضة التي ورثتها عن أجدادي وخبرتي العملية في التصميم الصحفي لصحيفة محلية في العراق.

الا ان خضير وهو من الطائفة المندائية في العراق، وفي غضون ثلاث سنوات فقط، تمكن من معادلة مهاراته في صياغة الذهب والفضة وتحويلها الى شهادة أكاديمية في السويد، وبالإضافة الى مشاركته في صنع جائزة Gumboll 3000 الدولية التي تقدم لأفضل مراهن، بالمشاركة مع زميله وإستاذه الفنان النرويجي الشهير Ole K Bydal.

1 (1).jpg

 

يملك خضير الآن شركة IQ Silversmide في مدينة بوستاد Båstad، كما يدير ورشة عمل، يُدرس فيها الطلبة فن الصياغة.

وصل خضير مع زوجته الى السويد عن طريق الأمم المتحدة في العام 2008، وبدأ بدراسة اللغة السويدية، لكنه وبتواضع جميل، يصف نفسه بإنه لم يكن متفوقاً ولا سريعاً في تعلمها، بحكم ميله الى المواد العلمية بشكل أكبر، الا إنه وفي نفس الوقت كان مدركاً لأهمية تعلم اللغة، كونها المفتاح الذي يؤهله لدخول المجتمع.

يقول خضير: عندما وجدت نفسي ضعيفاً باللغة، طلبت دراسة فصل إضافي، إستفدت منه كثيراً، بحكم إختلاطي بطلبة عرب وسويديين، ساعدوني في تقوية لغتي ومن خلالهم ايضاً تمكنت من الحصول على مقابلة عمل مع صحيفة محلية.

 

2 (4).jpg

من أعماله

"فرحة الحديث بالسويدية أنسّتني عدم حصولي على فرصة العمل "

يقول خضير، يتوقع السويديين ان غالبيتنا، نحن المهاجرون العرب لا نتحدث بصراحة عما نجيده او نبالغ في تقدير كفاءاتنا، وهذا ناتج عن تراكمات تجارب سابقة.

ويتابع: قدمت على عمل كمصمم فني في صحيفة محلية في بوستاد، وعند وقت المقابلة، تفأجات بأن عليّ أن أتحدث بنفسي باللغة السويدية دون مترجم. سعادتي لم تكن في إنني أنجزت المقابلة على أكمل وجه لوحدي فقط، بل إنني أبرزت كفاءتي في العمل الذي قدمت له، ولكني لم أوظف حينها، لاني لم أملك شهادة في الصحافة السويدية ولا في التصميم الفني، كشرط للعمل.

يقول خضير: سعادتي بأني أنجزت مقابلة العمل لوحدي دون الحاجة الى مترجم، أنستني تماماً عدم حصولي على الوظيفة.

1c.jpg

 

التعرف على الفنان النرويجي Ole K Bydal

يبين خضير، أنه تعرف على الفنان النرويجي Ole K Bydal من خلال زميل مصري يُدعى حسان الهنيدي، يكن له التقدير والإمتنان على دوره في فتح أفاق جديدة له.

يقول خضير، سألني الهنيدي إنه ينوي تقديمي الى فنان نرويجي مشهور، لكنه قبل ذلك أراد التأكد فيما اذا كنت سأخيب ظنه في كوني صائغ أجيد عملي أم لا، فكانت النتيجة إنه وبعد أقل من اسبوع واحد في العمل، إتصلOle بالهنيدي، مبدياً إعجابه بعملي، ومن حينها إستمريت بالعمل معه.

وكان المجلس البلدي، ولإهتمامه بإمكانيات خضير، إقترح عليه عمل إختبار في فن الصياغة بدل الدراسة الجامعية التي كان يفكر بها، وهذا ما حصل. فقد نجح خضير بالإمتحان بإمتياز، ما آهله للحصول على شهادة أكاديمية بوستاد للصياغة، التي عادلها بتجربته وكفاءته بالعمل، وبذلك يعتبر من القلائل جداً الذين تمكنوا من معادلة خبرته بشهادة أكاديمية في فن الصياغة.

يتولى خضير الآن، تدريس مجاميع طلابية، بالتعاون مع مدرسة فوكسن سكولا Vuxen skola التي تعاقدت معه، حيث يقيم دوراته التدريسية في ورشة العمل التي كان يعمل فيها مع زميله الفنان النرويجي، بعد سفر الأخير الى موزنبيق.

يقول خضير: لست أنا فقط من يعلم طلبتي فن الصياغة، بل هم من يعلمونني ايضاً اللغة السويدية. قصة خضير، هي قصة أخرى، تُثبت ان الفرص ممكنة ومتاحة في السويد في حال من ثابر وكّد وأجتهد!

لينا سياوش

الصور بعدسة : ميثم الجيلاوي.

 

8.jpg

الكومبس

محرر الموقع : 2014 - 03 - 31