المرجعية تُطعن بأيادي ابنائها
    

امجد العسكري

 

المرجعية الدينية هي مفهوم شيعي معناه رجوع المسلمين الشيعة الى من بلغ رتبة الاجتهادوالاعلمية في استنباط الاحكام الشرعية، ومن اصبح مؤهلا لمنصب الإفتاء واصدر رأيهفي الاحكام الفقيه في كتاب يسمى "الرسالة العملية" يعبر عنه بـ " المرجع الدينياو "ايةالله العظمىفي المصطلح الشيعي، يرجع الشيعة الى مراجع التقليد لمعرفة الاحكام الفقيه.

 

 

 

كان دور المرجعيات الدينية المتعاقبة  على تاريخ العراق في الاحداث السياسية واضحا،ومع تغيرالنظام الحاكم، يتغير نمط الحرب التي تشنها السلطات ضد المرجعيات، اذا مااسترجعنا احداث ليست بالبعيدة عن متناول الذاكرة، نجد ان خطاب المرجعية كان يتضمنمفاهيم المشاركة في الانتخابات التي لطالما انتظرها الشعب العراقي، بعد خمسة وثلاثونسنة من الدكتاتورية والقمعية في ادلاء الراي واختيار الانسب، ركزت المرجعية فيمضامين خاطابتها، ان لابد من اختيار الرجل المناسب، وانها تقف بنفس المسافة عن جميعالكتل السياسية المشاركة في الانتخابات آن ذاك، بعيدا عن النظر بعين المصلحة الشخصيةوتقديم المصلحة العامة خدمة لصالح البلاد.

 

 الدول المعادية للمسلمين داخل العراق عامة والشيعة خاصة تدرك دور المرجعية الدينية،ومدى التفاف الشيعة حولها وتمسك بأوامرها، لذا عمدت تلك الجهات الى العمل علىزعزعت ثقة الشيعة بالمفهوم المرجعي وحلحلة الالتفاف حولها، بعد الفشل الذي عاشتهالدورات السياسية في قيادة العراق، وانتشار الفساد، واستنفار الشارع العراقي، فبدأالمغرضون والمبغضون، يوجهون اصابع الاتهام وجعل المرجعية السبب وراء اختيارشخوص غير مؤهلين لقيادة البلد، وكأن سماحة السيد "السيستانيهو الذي غمس سبابتهبالحبر الازرق وحدد مصير اكثر من 21 مليون نسمة، بمحض ارادته، متناسيا الشعبحرية الاختيار، حيث كان اختيار الشعب لممثليه في الحكومة على مبدأي الطائفية،والمحسوبية.

 

بعد قرار خروج القوات الامريكية المحتلة من العراق واعلان العراق كدولة قادرة علىادارة الامور بنفسها، بدأت المساعي الامريكي لاحداث ثغرات تكون ورقة ضغط علىالحكومة لاعادة قواعدها داخل الاراضي العراقية، ظننا منها ان دور المرجعية قد بات فيمهب الريح لما عانى الشعب من مرارة الفشل السياسي، بعد انتهاء مسلسل القاعدة وبطلها"الزرقاويلجيء دول الاحتلال الطامعة بثروات العراق وخيراته، الى اصدار النسخةالمطورة من تنظيم القاعدة فأوجدت الوباء الداعشي الذي دب كدبيب النار بالهشيم، وكانللمرجعية كلمة الفصل، وحسم الامور التي لو اركنت الى الحكومة المعاصره لمااستطاعت ان تقدم شيئا، فانهيار العسكري، والانسحاب الذي لم تعرف اسبابه الى الان،كان قد فتك بقوات الجيش الباسل، فأوجب "السيستاني" القادرين على حمل السلاحبضرورة ووجوب الالتحاق بساحات القتال والوقوف صفا مع القوات العراقية المنكسرة،فكان لله مايريد بسواعد عباده، وخابت مساعي الطامعين.

 

بمفهوم اعداء النجاح، من الممكن تفسير الحراك الاخير تجاه المرجعية ونجاحها في التحكمبجمع الشيعة على وجه الخصوص واللحمه الوطنية بشكل عام، لذا لا نستبعد عزيزيالقاريء ان رياح الفتن والتأويل ستهب بقادم الايام، فتصيب فاسد العقول وتقتلع من كانتجذوره رخوة، وحجبت عن بصيرته شمس الحق والتوفيق الرباني في ظل مرجعيتنهالرشيدة.

 

 

 

 

محرر الموقع : 2017 - 10 - 16