مخاوف من عودة خلايا داعش النائمة إلى النشاط‎
    

صوت الجالية العراقية : بثت هجمات مسلحي داعش الأخيرة على القرى الكوردية في أطراف كركوك، الخوف في قلوب سكان المدينة، من أن تكون تلك العمليات جس نبض من جانب التنظيم، يمهد للبدء فجأة بهجماته وإيقاظ خلاياه النائمة. ويقول مدير سابق للشرطة في كركوك: "داقوق وطوزخورماتو سيكونان الهدف الأول لمسلحي داعش"، لكن المسؤولين العسكريين العراقيين في كركوك ينفون أن يمثل التنظيم خطراً على المدينة.

وقد وصف المدير السابق لشرطة أقضية ونواحي كركوك، العميد سرحد قادر، الأوضاع بأنها "سيئة" وينظر بجد إلى قلق سكان كركوك وضواحيها ويقول: "أعاد مسلحو داعش تنظيم صفوفهم لمهاجمة المنطقة، وتفيد معلوماتنا بأن داعش لم يخل المنطقة، وهو متواجد بكثافة في وادي زيتون في ناحية الرشاد، ووادي زركة في قضاء داقوق ووادي أبو خنابر في ناحية الرياض".

وكشف قادر عن المزيد من المعلومات المتعلقة بمسلحي داعش في تلك المناطق بالقول: "يهاجم مسلحو داعش بالتعاون مع كتائب صلاح الدين التي تضم العديد من الكورد، والعرب الشوفينيين، القرى الكوردية في المنطقة، ما نتج عنه اخلاء أغلب القرى الكوردية في أقضية داقوق والدبس وطوزخورماتو".

كما أشار العميد قادر إلى فقدان 12 كوردياً من سكنة تلك المناطق، إضافة إلى القتلى "لا أثر للمخطوفين حتى الآن، وليست هناك أية معلومات بخصوصهم".

وتفيد احصائيات مديرية شرطة اقضية ونواحي كركوك، بأن 265 متورطاً في أعمال عنف ودعم الجماعات المتطرفة عوقبوا قبل أحداث 16 أكتوبر الماضي، بالسجن وحتى بالإعدام، وأن 300 تم القبض عليهم ولم يصدر الحكم عليهم بعد، وكان أغلب أولئك من سكنة محافظة كركوك.

بعد أحداث 16 أكتوبر، عادت أوضاع الكورد في المناطق التي تعرف بـ"المتنازع عليها" إلى المربع الأول، حيث أن تهديدات الفصائل المتطرفة وعودة العرب الوافدين والأعمال الثأرية من قبل الجماعات المختلفة تصب جميعاً في صالح التغيير الديموغرافي وتقليل عدد السكان الكورد في المنطقة.

ويقول مسؤول منطقة كركوك في التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، حسن بارام، إن مسلحي داعش منتشرون على طول سلسلة مرتفعات حمرين وأنهم نظموا صفوفهم "في المثلث السني وكثفوا نشاطهم في المناطق الواقعة خارج إدارة اقليم كوردستان، وباتت المناطق العربية بيئة لنموهم".

واعتبر بارام تحركات داعش في تلك المناطق خطراً كبيراً وتوقع أن "يهاجم داعش عدداً من المدن" في ظل التطورات التي تشهدها الساحة العراقية حالياً، وقال إن "المعلومات تفيد بأن خلايا داعش النائمة قد تسللت إلى المدن وأن العرب الشوفينيين انخرطوا في صفوفها من أجل طرد الكورد من مواطنهم".

ونفى بارام أن تكون نشاطات مسلحي داعش عشوائية موضحاً أنهم "يعملون وفقاً لخطة وربما لن تواجههم عقبات، فليس لديهم نقص في الأسلحة لأنهم يستطيعون التزود بها من خلال مهاجمة الجيش العراقي وسلب أسلحته، تماماً كما حدث عند أول ظهور داعش عندما استولى على كميات كبيرة من السلاح والعتاد".

لكن نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك، ياسين عزالدين، ينفي أن يكون داعش الشبح المرعب الذي يجري الحديث عنه، وينسب اعمال العنف الأخيرة إلى "العرب الشوفينيين" وليس إلى داعش ويقول إن هؤلاء "وبمساعدة من دول إقليمية، يريدون تنفيذ سياسة التعريب تحت غطاء داعش، وينوون طرد الكورد وإخلاء قراهم".

ويرى عزالدين أن "الهدف الرئيس لمسلحي داعش هو مهاجمة الجيش العراقي"، ولم يذكر اسم اي من الدول الإقليمية التي أشار إليها، لكنه يصر على أنها هي الداعمة لتلك التحركات وأن هدفها هو إضعاف الكورد تماماً، ويقول إن القوات التي تهاجم القرى "قوات مدربة".

وأكد عزالدين أنه واثق تماماً مما يقول، وأضاف "الخطوة الأولى في عملية التعريب تبدأ بالقرى، والخطوة الثانية ستطال قضاءي داقوق وطوزخورماتو".

ويتذمر المسؤول في الاتحاد الوطني الكوردستاني ويقول معاتباً "لماذا توجد على كل تلة في منطقة شوان وغيرها مواقع عسكرية في مواجهة قوات البيشمركة، في حين لا يوجد أي تهديد لتلك المناطق، لكن المناطق الأخرى خالية من القوات العسكرية، إن هذا يفتح الباب أمام تنفيذ سياسة التعريب".

أما مسؤول محور غرب كركوك لقوات بيشمركة كوردستان، كمال كركوكي، فإنه واثق من أن الوضع في كركوك خطير جداً، ويقول: "نحن نرى كركوك بمثابة معسكر لقوات مختلفة ومتعددة من الحشد"، والسبب في تدهور الوضع الأمني في كركوك مرتبط بتدهور النظام الأمني الذي كانوا قد رسموه للمدينة وانهار بعد أحداث 16 أكتوبر.

ويقول كركوكي: "بعد سيطرة القوات العراقية والحشد على المدينة، تسلل كثير من عناصر داعش إلى صفوف الحشد الشعبي، ودخلوا المدينة بسهولة، ويوجد في محافظة كركوك حالياً أشخاص يتولون مسؤولية أمن المحافظة ومجلس محافظة كركوك، كانوا ذوي مواقع بارزة في صفوف داعش ولهم مناصب في ذلك التنظيم، ويعرفهم جميع المسؤولين جيداً، وهؤلاء هم سبب تعرض الوضع الأمني في المدينة للخطر".

وتحدث كركوكي عن اتصالات مع بغداد لعودة قوات بيشمركة كوردستان إلى جميع تلك المناطق، لإدارة الملف الأمني بصورة مشتركةـ لكنهم ليسوا مستعدين للعودة إلا بعد تطبيع الأوضاع و"يجب أولاً عودة جميع القوات التي جاءت إلى المنطقة، وعندها سنقرر"، موضحاً "نحن لن نعيد البيشمركة إلى تلك المناطق ما لم تكن عودة قوية، لن يعود البيشمركة أذلة إلى هناك، مثل بعض قوات البيشمركة التي تذل هناك حالياً وتتلقى الأوامر من الحشد الشعبي".



محرر الموقع : 2018 - 07 - 03