لمواقف بعض ألمراجع فسد آلعراق:
    

زمن آخر من الأزمنة العراقية المحروقة .. أنه زمن المدعو ألسيد \"آية الله\" حسين الصدر الذي خان الدّين و الوطن و الشهداء و الشعب العراقي و طلائعه الذين إستشهدوا أو تغرّبوا بسبب مواقفه آلخيانية وتخاذله و تعاونه مع النظام البعثي الصدامي و مع الظالمين من أمثال آل سعود و آل نهيان و نبهان السفير السعودي الذي كان يمثل رأس حربة الأرهاب في العراق!

أنه أوّل شخص من عائلة الصدر العظيم الذي دعم الحكومة الأمريكية و من ثم حكومة المحاصصة العراقية التي ضمّت القيادات الحزبية الوطنية و الأسلاميّة مقابل بضع ملايين من الدولارات الحرام التي أعطيت له ليعيش بضع سنين أخرى في الذل ..

إن هذا المدعوا (حسين الصدر) الذي يعتبره أهل العراق اليوم أحد مراجع الدين العظام؛ له تأريخ أسود و مشين و مقرف لا يعرفه معظم أهل العراق بإستثناء ثلة قليلة من الذين شاركونا الجّهاد أيام المحنة و المواجهة في سبعينيات القرن الماضي, لقد غرّتهُ الدُّنيا و الشيطان و الشهوة فتعاون مع كلّ فاسد أثيم و أهدر دماء الشهداء و لعلهُ فوّت أكبر فرصة ذهبية كانت يُمكن أن تكون فاتحة خير و نجاة للعراق و سنتحدث عنها إن شاء الله.

في صيف عام 1979م زمن الرعب الملاحقة و القتل و الحرق على الهمسة و كعادة لنا نحن المؤمنين من أهالي بغداد و ضواحيها؛ كنا نزور الأمامين الكاظمين و نصلي المغرب و العشاء كلّ ليلة جمعة في الصحن الكاظمي خلف السيد (حسين الصدر) أو ربما غيره أحياناً كآية الله السيد إبراهيم الخراساني الذي وافاه الأجل في مدينة قم بعد تسفيره لأيران بداية الثمانينات حيث كان يمثل مرجعية السيد الخوئي في الكاظمية, و سبب صلاتنا خلفه – خلف حسين الصدر هو؛ ظنا ًمنا أنهُ من عائلة آل الصدر و كونه عالم و واعي و نظيف كما الصدر الأول و الثاني في الظاهر, و بعد إنتهائنا من الصلاة, و قُبيل دخولنا الحرمين الشريفين و كما إعتدنا كلّ ليلة جمعة لأداء مراسم الزيارة التقليدية و الصلاة الخاصة مع دعاء كميل بن زياد؛ قمنا بعد تخطيط دقيق مع مجموعة من الشباب المؤمن بعد إخبار السيد الصدر بذلك بعد صلاة المغرب .. بِنيّتنا بقيادة تظاهرة كبيرة حول الصّحن الكاظمي الشريف,  و فعلاً إنطلقنا و طفنا خلالها حول الأمامين الكاظمين مرّتين و نحن نُردد هتافات و شعارات قوية و هادفة ضد النظام البعثي .. منها على ما أتذكر: (ماكو ولي إلا علي و نريد حاكم جعفري) و كذلك (بآلرّوح .. بآلدّم نفديك يا أمام) و غيرها, بآلمناسبة منذ ذلك الوقت كرهت هذا الشعار إلى حدّ بعيد, و كنا قد خططنا بعد إلتفاف الناس حولنا بآÙ!
 �خروج من الصّحن إلى الشارع .. و كنا نتوقع و كما إتفقنا مُسبقا بأنّ وجود السيد و هو يتقدم المظاهرة سيكون دافعاً قوياً لجلب الناس و بآلتالي ستنتفض الكاظمية كلها و تسقط و من ثم ندخل بغداد و حتى محافظات العراق و ننهي كابوس البعث اللئيم و نظام صدام و نقطع دابر الظلم و الظالمين و الحروب و الدمار في العراق و المنطقة كلها ..

لكن الذي حدث .. و الذي لم نكن نتوقعه, هو إنّ السيد ألمدعو آية الله العظمى حسين الصدر و للأسف الشديد خاننا و بلا حياء و ضمير و إنسحب سريعأً فور آلأنتهاء من الصّلاة الثانية راجعاً لبيته من دون أن يخطو خطوة واحدة معنا, و قد حاولت أقناعه قبيل الخروج من باب الصحن و حتى التوسل إليه بآلبقاء و ضروة نصرة الحقّ و هذه الجماهير المعذبة المسكينة التواقة للحرية .. و ها هي قد إنتفضت أمامنا و بعفوية لمجرد سماعها لأول هتاف منا, و إن وجودهُ سيكون له أثر كبير في إعطاء زخم للناس و تحريكهم و تعبئتهم, لكنه كان يرتجف و يترقب خائفاً و لم يستطع حتى من الرّد عليّ, و مع ذلك أكملنا الأنتفاضة لوحدنا و نحن مصرّين كما نويت و مجموعتي الجهاديّة إمّا على تحقيق النصر أو الشهادة, و و الله لقد  إضطرب البعثيون و أجهزة الأمن و المخابرات الجبانة على كثرتهم و أسلحتهم و قد واجهناهم بأياد خالية و صدور عارية إلا من الأيمان بآلله و بآلعدالة و الحقّ و الأيمان بآلله و بدين و ربّ الأمام الحسين(ع).

و بسبب كثرة جلاوزة النظام الذين بدؤوا بآلتجمع  بعكسنا نحن حيث تفرق الناس عنا, كما تدخل المخبرون الذين كان النظام قد زرعهم في كل بيت و شارع و محل و كذلك تدخل قوات الشرطة و النجدة و المنظمات الحزبية البعثية و الجيش الشعبي؛  إلى أن إنتهت تلك الأنتفاضة المظلومة التي لم يتطرّق لها أحد , لا من دعاة اليوم و لا من وطنّي اليوم و لا من غيرهم حتى بعد إستلام السلطة إكراماً لذلك السيد العميل الجبان الذي يعتبر الآن و جهاً و ركنا من أركان الدعوة و الحكومة العراقية المتحاصصة ..

و من المؤسف جدّاً أن أجهزة الأمن قبضوا حينها على مجموعة من الشباب المؤمن الذين كانوا حفاةً لفقدان أحذيتهم بين المتظاهرين فتمّ كشفهم بعد إنتهاء المظاهرة و هكذا إنتهت تلك الأنتفاضة العظيمة و بقي هذا السيد(حسين الصدر) للآن كما أساتذته التقليديون عاراً على الأمّة و دُعاة اليوم الذين حموه و إعتبروه أحد قادتهم في يومنا هذا للأسف الشديد, بينما لا يصلح أن يكون حتى إماماً لمسجد .. لأنّه أميّ جبان لا يفقه شيئا من المعرفة و العلم و النبل و آلشجاعة و آلفكر الأنساني سوى مسائل الحيض و النفاس و الشك في الركعات ومسائل الطهارة قبل الجماع.

و لا تستغربوا من موقف هذا السيد الخائن و لا من غيره من المواقف المشينة بحقّ أعلام و دعاة الأمس المجاهدين - و ليس دعاة اليوم المتحاصصين - من الذين قدّموا أسوء صورة عن الأيمان و الأسلام و الوعي و التأريخ, بعد ما أثبتوا بأنّهم لا دين لهم خصوصا بعد كفرهم العمليّ بدين الصدر الأول المظلوم الذي إستوزروه للأعلام لإستحمار الناس من أجل نيل بعض حطام الدنيا!

و لذلك .. لم يبق من دّعاة ألأمس الحقيقيين اليوم سوى بعدد الأصابع .. بعدد من أيّدوا علياً بعد وفاة النبي(ص)؛ و لهذا مُحي الدِّين و الوعي و الأخلاق و الشرف في العراق .. و إنتشر الفساد و الظلم و آلزّنا و إنحط الناس إلى أبعد الحدود للأسف. بفضل سلوك الحكام الأميين فكرياً, و السياسات الأستكبارية التي إستهدفت أسس و قيم و أركان الحياة العراقية و آلمباني التحتية و القوة الأقتصادية و المالية المتمثلة بآلنفط الذي رُهن حتى آخر قطرة منه ..
إن جذور الفساد و الأنحراف الأخلاقي و الأدبي و العلمي و الفكري و الأقتصادي في العراق هو بسبب نهج بعض المراجع الذين لهم تأثير فعّال في العراق و الأمة, و كما شهدنا ذلك في فتوى السيد السيستاني ضد داعش, و لذلك صحت مقولة المعصوم(ع) الذي قال؛ [مثل العالم(المرجع) في الأمّة .. كمثل الرأس من الجسد , إذا صلح الرأس صلح الجسد و إذا فسد الرأس فسد الجسد] و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
مُفكّر كونيّ

محرر الموقع : 2017 - 11 - 17