الزَّكاةُ في الإسلام عبادة
    

محسن ظافر آل غريب

الزَّكاةُ في الإسلام عبادة مُتعلقة بالمال، ثالث أركان الإسلام الخمسة، فريضة بإجماع المُسلمين، بأدلَّةٍ مِنَ الكتاب والسُّنة، وإجماع المُسلمين، فمن القرآن مِثل: ﴿وآتوا الزكاة، وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾، ومِثل الحديث الشَّريف: بُني الإسلام على خمس منها: إيتاء الزكاة. واقترنت الزّكاة بالصَّلاة في 82 آية، وفي الفقه الإسلامي زكاة المال، وزكاة الفطر، والأموال الزّكويَّة ومقاديرها وأحكامها، تجب في النِّعم والذهب والفِضَّة وفي أجناس الزَّرع والثمار، وعروض التجارة والرّكاز والمَعدِن. فريضة شرعية ذات نظام متكامل، يهدف لتحقيق مصالح العباد والبلاد والتكافل الاجتماعي، وسدّ حاجة المُعوَزين، صَدَقة إلزامية، وليست مُساهَمَة خيرية، ولا تعتبر ضريبة، بل تختلف عنها، ولا خلاف في مقاديرها، وأحكامها إلّا في مسائل فرعية قليلة، يدفعها المُزكي، أو من ينوبه للمُستحقين، وإذا طلبها السُّلطان؛ لزم دفعها إليه، وتصرف في مَصارف الزَّكاة. ولا تصرف للجَّمعيات الخيريَّة، ولا لبناء المَساجد، والأعمال الخيريَّة. والخُمس مِن المَغنم شعيرَة إسلامية مِن الفرائض، نتيجة الحرب ودفعها لأصناف وردت في القرآن ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
 
الأقطار الإسلاميَّة الثلاثة: العِراق والسَّعوديَّة والجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة، تمتلِك أكبر احتياطي مِنَ ريع نِفط العالَم فضلاً عن استثمار الأوقاف وعائِدات السّياحَة الدِّينيَّة، اليوم رُغم استشراء العَوز!.
 
الرَّحالَةُ الأشهَر «ابنُ بَطّوطَة» المولود في طنجة بالمغرب الأقصى (1303- 1377م) زارَ هذه الأقطار، في مُقدّمَته الشهيرَة «تُحفة النُّظار في غرائِب الأمصار وعجائِب الأسفار» (تُرجمَت إلى اللُّغات الانجليزيَّة والفرنسيَّة والألمانيَّة) أوردَ فيها: «الأوقافُ بدِمَشق وبعضُ فضائِل أهلها»؛.. فالأوقافُ لا تُحصَر أنواعُها ومصارفُها لكثرَتها، فمِنها أوقافٌ على العاجزينَ عن الحج، وأوقافٌ على تجهيز البناتِ إلى أزواجِهنَّ. وأوقافٌ لفكاك الأسارى، وأوقافٌ لأبناءِ السَّبيل يُعطونَ مِنها ما يأكُلونَ مِنها ويلبسونَ ويتزوَّدونَ لبلادِهم، ومِنها أوقافٌ على تعديل الطُّرق ورَصفِها لأنَّ أزقة دِمَشق لكُل واحِدٍ مِنها رصيفانِ في جنبيه يَمُرُّ عليها المُترَجُّلونَ ويَمُرُّ الرُّكبانُ بين ذلك، ومِنها أوقافٌ لسوى ذلكَ مِن أفعال الخير.    
 
 
 
 
 

 

محرر الموقع : 2017 - 11 - 21