كيف تستطيعين تَخطي الحُب؟
    

يُضفي الحب نكهة إيجابية على حياتنا اليومية والمهنية. وأظهرت الدراسات العلمية أنّ العديد من الأشخاص يتحسّن نتاجهم في العمل عندما يُغرَمون. ولكن ماذا لو اكتشف أحد الطرفين أنه يعيش خدعة في إطار هذا الحب، أو أنّ حبّه مجرّد وَهم؟! إنّ هذا الحبّ يتحوّل إلى ألم وتعب عندما يقرّر الشريك التخلّي عنه. فكيف يمكن لأيّ شخص أن يتخطّى حباً كان من المفترض أن يكون كحب «روميو وجوليات» أو حب «عنتر وعبلا»؟.

 

ما هو الحب؟

هو من أسمى المشاعر الإنسانية وأصدقها، وهو إحساس يجتاح الإنسان ويميّزه عن الحيوان، على رغم تأكيد العديد من الدراسات أنّ الحيوان أيضاً يعرف مبدأ الحب ويفهمه.

وهو شعور بالانجذاب والإعجاب بين شخصين، ومن المعروف أنّه يقلب حياة الإنسان رأساً على عقب، أي يغيّر حياته، ويجعل كلّ أوقاته جميلة. الحب هبة سماوية، قد تغمر قلب الانسان بالسعادة والرضى، وقد تقلب حياته إلى آلام لا نهاية لها، وعذاب مرير إذا لاقى جفاء ممّن يحبّ.

فماذا إن لم يكن هذا «الحب» حقيقيّاً؟ طبعاً يترك فراغاً كبيراً، وبعض الأشخاص يطلبون المساعدة لنسيانه. ولكن كيف يمكن مساعدة الذات لنسيان حب؟

لماذا يصعب الفراق؟

عندما يعيش شخصان قصة حب، تربطهما علاقة قوية وأحاسيس تصِل إلى مراحل بعيدة ومتقدّمة، يصبح من الصعب أن يبتعد أحدهما عن الآخر بسبب اللهفة والعاطفة، وخصوصاً أنهما قد وصلا إلى درجة عالية من التعلّق واعتادا على بعضهما كثيراً. فكيف يستطيع الإنسان نِسيان شخص أحبّه؟

هناك أسباب كثيرة قد توصِل المتحابّين إلى الافتراق، إذا لم يحتكم أحدهما إلى المنطق والنضج والوعي. ومن هذه الأسباب:

اختلاف العادات، نمط التفكير المختلف، الفرق في الآراء والأذواق وغيرها من الأسباب، خصوصاً فيما يتعلّق بالاحترام والتعامل الإيجابي وحريّة الرأي والطباع المتغايرة في شخصية كلّ منهما. وطبعاً، يصعب على الطرفين الابتعاد والتخلّي عن مسيرة الحياة والعشرة والتعلّق التي جمعتهما معاً.

بعض النصائح خلال فترة الانفصال

هناك بعض الخطوات والنصائح التي يمكن اتّباعها لتخفيف ألم الإنفصال عن الحبيب، على رغم أنّ الفراق ليس سهلاً. وهذه بعض الخطوات العملية التي تساعد على تجاوز قصّة حبّ من طرف واحد:

• أولاً، يجب أن تتذكري الأوقات الجميلة مع الشريك، والأوقات الحرجة والصعبة أيضاً التي كان يمكن أن تزداد سوءاً إذا لم يتمّ الفراق. فكّري وتخَيّلي العواقب والنتائج السلبية لعلاقتكما لو استمرت.

• ثانياً، عندما تشعرين بالحزن حاولي أن تبكي، فالبكاء يساعد على تفريغ الأحاسيس والعواطف. وحاولي التخلّص من كلّ الأغراض التي تربطك بالشريك، مثل الصور والتذكارات والرسائل. وطبعاً لا تنسي أنّ النضج الفكري والعقلي مهمّ جداً في هذه المرحلة، إذ يصبح أداة مهمّة لفهم ترابط الأحداث التي أدّت إلى الفراق.

• ثالثاً، حاولي ممارسة الرياضة أو أي نشاط تحبّينه. فالابتعاد عن الأمور الروتينية واليومية يساعد في التطلّع إلى آفاق جديدة ويسهّل عليك التعرّف إلى أشخاص جدد. وتنظيم رحلة مع اشخاص تحبّين رفقتهم يمكن أن يعيد البهجة إلى قلبك، كما أنّ التعرّف إلى أصدقاء جدد والتسكّع معهم يساعدك على تخطّي العلاقة الفاشلة، بالإضافة إلى سماع الموسيقى وقراءة كتاب ممتع ومجالسة أصدقاء متفهّمين وإيجابيين يخفّفون من حزنك.

• رابعاً، لا تندمي أبداً على علاقة، بل تذكّري أنّ ما حدث كان جيداً، وأنّ هذه العلاقة كانت لها إيجابيات. ولا تنسي أنّ الإنسان يتعلّم من أخطائه. ولا تتجاهلي أنك كنت قد مررت بأوقات جيدة، وشعرت بالفرح والاطمئنان، ولكن في بعض الأحيان من الأفضل الإنفصال على الاستمرار في الشعور بالحزن واليأس. كما ليس من الضروري أن تكوني السبب لخسارة هذا الحب أو يكون شريكك هو السبب، ولكن قد تكون أحداث الحياة وظروفها هي التي حكمت بالابتعاد.

• خامساً، لا تستعجلي في إيجاد شخص بديل. الكثير من الأصدقاء والأحبّاء يقدّمون النصائح، منها إيجاد شخص بديل للشريك القديم. يجب معرفة أن ليس من السهل إيجاد شخص لبدء علاقة جديّة معه، فعندما تشعرين أنك مستعدة لبدء علاقة جديدة من دون أن تكون بمثابة ردّ فعل على العلاقة القديمة، إبحثي عن شخص يلائمك، خصوصاً على الصعيد الشخصي. تذكّري علاقتك الماضية وحاولي الاستفادة من أخطائك ومن أخطاء الشريك لتفادي تكرار المشاكل عينها.

• سادساً، كوني واقعية ولا تستسلمي لمشاعرك فقط، فالحب مزيج من المشاعر والمنطق وهو ليس فقط أحاسيس. والآمال الزائفة تكون عادة سبباً للمشاكل لعدم استمرار العلاقة.

 

محرر الموقع : 2018 - 07 - 30