حملة لحث وسائل الإعلام على تجنب تبجيل الإرهابيين.. لا لمصطلحات “الدولة الإسلامية” و”الجهاديون” و”العقل المدبر”
    

أطلق ناجون من الإرهاب حول العالم حملة جديدة بهدف حث وسائل الإعلام على الحذر عند تغطية الأخبار المتعلقة بالإرهاب والإرهابيين 

 والابتعاد عن المصطلحات التي من شأنها تبجيلهم وإضفاء الشرعية على أعمالهم “الإجرامية”.

ووفقا لصحيفة “الغارديان البريطانية، فإن حملة #WordsMatter أو “الكلمة تهم” تطالب وسائل الإعلام باستخدام لغة فاترة بعيدة عن التشويق، وتجنب نشر صور الإرهابيين في ملابسهم العسكرية مع معداتهم القتالية، والابتعاد عن استخدام مصطلحات الحرب مثل “الجندي” و”الذئب الوحيد” و”العقل المدبر” و”فرقة البيتلز” التي تمجدهم ليس إلا، وفقا لناجين من اعتداءات إرهابية بدأوا حملة لتغيير المفردات المتداولة حول الإرهاب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إطلاق سلسلة من الأفلام القصيرة التي سيتم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ابتداءً من اليوم الثلاثاء، يصف خلالها الناجون من الهجمات الإرهابية بما في ذلك هجوم لندن في 7 يوليو/ تموز 2005، وتفجير أرينا مانشستر، وجسر ويستمنستر، والهجوم على ملهى باتاكلان الليلي في باريس، تجاربهم الشخصية والدور الذي يجب على وسائل الإعلام أن تلعبه في هذا المجال.

وتصف فيجن موراي التغطية الإعلامية لتفجير مانشستر، الذي قتل فيه ابنها مارتين هيت (29 عاما)، قائلة “أكره المصطلحات مثل” الذئب الوحيد “أو” ISIS” أو” ISIL” أو”داعش” أو “البيتلز” أو “الجهادي جون”.. مصطلحات كهذه تمجد الناس. “الدولة الإسلامية”، ليست دولة، إنها مجموعة من الأشخاص يقومون بأشياء مروعة”.

وترى زوي ألكساندر التي قُتل شقيقها نيك (35 عاما)، في هجوم باتاكلان في باريس في عام 2015، أن المصطلحات التي تصور تنظيم “الدولة” (داعش) وكأنها “براقة” “لها نتائج عكسية للغاية”. وتضيف “أعتقد أنها طريقة مدمرة أن نستخدم كلماتنا هذه بدلا من أن نتسم بالفتورة عند إعداد تقاريرنا”.

وتقول جوستين ميرتون سكوت، التي احتجزت مع زوجها توني، خلال هجوم باتكلان، إن مصطلحات مثل الجندي، والذئب الوحيد، والعقل المدبر تعطي الانطباع أن الهجمات نفذت لأسباب مشروعة. وتضيف أن المهاجمين يستخدمون هذه المصطلحات على “أنهم في حالة حرب معنا.. هي ليست حربا. هم ليسوا جنودا. هذه هي الدعاية التي يستخدمونها لأنفسهم. إنه ليس فيلم جيمس بوند. هذه المصطلحات تجعل الأمور تبدو أكثر بريقا مما هي عليه”.

وتم إنتاج هذه الأفلام من قبل مؤسسة تيم باري جوناثان بول للسلام، التي أقيمت في ذكرى الطفلين اللذين راحا ضحية الهجوم الذي وقع في وارينغتون عام 1993. كما ساعدت المؤسسة في تجميع قاموس مضاد للمصطلحات التي يستخدمها تنظيم “الدولة” (داعش). إذ يحث القاموس على استخدام مصطلح “الممثل الوحيد” بدلاً من “الذئب الوحيد” من منطلق أن “الذئب له دلالة إيجابية وبطولية ومن هنا يجب الحرص على عدم تمجيد النشاط الإجرامي”. وكذلك الحال بالنسبة لمصطلح “العقل المدبر” الذي ينطوي على إعطاء المبرر للمجرم، ومصطلح “الجندي” الذي يجب أن يستبدل بـ”الجاني”.

كما أن كلمة “الخلافة” تعطي شرعية كاذبة لتنظيم داعش لأنها ليست دولة، ويجب استبدالها بأرض “داعش”. ويحذر القاموس من استخدام كلمات مثل “الجهاد” و”الجهادي” و”العروس الجهادية” التي تتجاهل في كثير من الأحيان المعاني الدينية المعقدة للجهاد.

ويرى نيك تايلور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة السلام، أنه “إذا أردنا هزيمة المتطرفين العنيفين، فعلينا أن ننزع شرعيتهم ونقوض أي ذرة من المصداقية التي يعتقدون أنهم يحظون بها من خلال إظهار الاحترام للضحايا من عملياتهم الإرهابية، والشعور بالمسؤولية تجاه انتقاء الكلمات والمصطلحات لدى إعداد التقارير الإعلامية”.

محرر الموقع : 2018 - 09 - 25