الطلبة العراقيون فـي مصر يواجهون صعوبات كبيرة وينتقدون عدم وجود ملحقية ثقافية بسفارة القاهرة
    

تتولى السفارة العراقية بالقاهرة ادارة شؤون ما بين 50 الى 130 ألف وافد ومقيم حسب بعض التقديرات، من بينهم 2000 طالب وطالبة من العراقيين الدارسين في مصر، والذين يعانون من تحديات وصعوبات تعترض مسيرتهم الدراسية، بدءا من مراحل التسجيل، وحتى الالتحاق بالجامعات والمدارس، في ظل عدم وجود ملحقية ثقافية عراقية داخل السفارة العراقية بالقاهرة ترعى شؤونهم العلمية والتعليمية، وتسهل عليهم خطوات الالتحاق بالجامعات المصرية.

وفي زيارة سريعة لمقر السفارة بشارع عبد المنعم رياض، بمنطقة المهندسين بالقاهرة، حاولنا استطلاع أحوال العراقيين من واقع المشكلات التي تخص حياتهم، وحياة ذويهم ومعرفة علاقتهم بالسفارة العراقية في القاهرة، وبموظفيها والقائمين عليها، بقدر ما لها صلة بتذليل العقبات التي تواجههم، وقد تمكنا من اجراء حوار مع بعضهم خارج حرم السفارة.

التقينا أولا بالمواطن سمير كاظم الفلاحي، ومعه ابنته رويدا، طالبة الثانوية العامة، وهما من بغداد ويقيمان بمحافظة المنصورة؛ حيث أثنى الاثنان على علاقة المصريين بهم، مطلِقين دعاءً عفويا (مصر الله يحميها)، ولكن من ناحية أخرى شكا الفلاحي، في مقابلة مع "العالم"، من "صعوبة المصروفات الدراسية التي اتكبدها لأولادي الثلاثة، حيث يكلفني كل واحد منهم كوافد عراقي في مصر مبلغ 1500 جنيه مصري" متابعا ان "هناك تمييزا في معاملة العراقيين الوافدين من خريجي الثانوية العامة بالمدارس المصرية مقارنة بالطلاب المصريين، فالطلبة العراقيون عليهم دفع تكاليف أكثر".

وحكى الطالب العراقي أزهر محمد دياب، لـ"العالم" مشكلته، قائلا "انا من بغداد جئت لأقدم أوراقي للدراسات العليا بجامعة القاهرة، لكن هناك صعوبات لا حصر لها في إجراءات التقديم للالتحاق بالجامعات المصرية" مؤكدا ان "الدراسة في مصر للوافدين أكثر تعقيدا من باقي الدول العربية؛ حيث يصطدم الطالب بالكثير من الإجراءات التي لا يجد من يساعده في إنهائها".

ودعا دياب "إلى ضرورة أن تكون الإجراءات أكثر سهولة وسلاسة عن طريق الجامعة وخاصة موقعها الإلكتروني الذي يجب أن يوضح للوافدين كيف يلتحقون بالجامعة، وما هي الأوراق والمستندات المطلوبة للالتحاق، وما طبيعة الإجراءات القانونية للحصول على تأشيرة الإقامة لذوي المكفولين على الطالب، وكذلك ما يخص خطوات معادلة الشهادات الجامعية إلى غير ذلك". 

ولفت الى ان "المعلومات التي يستقيها الوافد العراقي من القنصلية العراقية بالقاهرة فقيرة جدا مقارنة بدول الخليج ودول أوروبا الشرقية وبعض دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وغيرها" مبديا تعجبه "من عدم وجود ملحقية ثقافية عراقية في دولة عريقة مثل مصر تقوم بواجبها في تعريف الدارسين العراقيين بطبيعة العراقة العلمية الموجودة في الدولة المضيّفة".

وبشأن معاملة السفارة العراقية معهم في مجال الحد من تلك الصعوبات، بين دياب ان "علاقة الطالب العراقي بسفارة القاهرة حتى الآن لا تعدو عن كونها علاقة ركيكة لا تحكمها إجراءات، وأنه حتى تليفونات واستعلامات السفارة ترد على العملاء بكلام مقتضب لا يفيدهم كثيرا، بل يكبدهم جهودا أكبر مما يطيقون عند الحضور لمقر السفارة" متسائلا عن "سبب عدم قيام السفارة العراقية بالقاهرة بتطوير موقعها الإلكتروني، وعن سبب عدم وجود (هوتلاين) على مدار 24 ساعة للرد على استفسارات المغتربين العراقيين". 

وكان آخر من التقينا بهم على مقربة من السفارة الثنائي العراقي المصري، مريم عامر (عراقية من اب عراقي متزوج من مصرية) و أحمد عبد اللاه (زوجها ويحمل الجنسية المصرية)، وكلاهما يقيمان في محافظة الإسكندرية، وكانا يسعيان للحصول على تأشيرة لمريم. 

وذكر عبد اللاه  أن "العيب الوحيد بخصوص السفارة العراقية في القاهرة، هو قلة التفاصيل التي يحصلون عليها عبر التليفون عندما يتصلون بالسفارة، وهو ما يكبدهم جهدا إضافيا عندما تتعطل مصالحهم نتيجة عدم معرفتهم بالمطلوب منهم قبل حضورهم لمبنى السفارة، لكنه أثنى على تعاملات موظفي السفارة من حيث اللياقة والتقدير ومحاولة إنجاز الإجراءات في أسرع وقت ممكن".

بينما طلبت زوجته، مريم "من المسؤولين العراقيين بالقاهرة التدخل لتخفيف العبء عن كاهل الأسرة العراقية فيما يتعلق بنفقات أبنائهم الصغار في المدارس الخاصة" راجية أن "يتم السماح لأبناء العراقيين بدخول المدارس الحكومية المصرية مجانا أو بنفقات مماثلة لما يدفعها المصريون". 

ولفتت ان "بعض العراقيين يضطرون لتسريب أبنائهم من التعليم لعدم قدرتهم على دفع نفقات المدارس الخاصة". 

محرر الموقع : 2012 - 09 - 16