الحذار من حب الدنيا ودنيا هرون
    
بقلم ... السيد محمد الطالقاني 
في محاضرة للشهيد السعيد محمد باقر الصدر عام 1979 ميلادية مع طلاب بحثه الخارج  في وقت كان النظام البعثي المقبور يتسلط على رقاب الامة بالحديد والنار ,وكان شهيدنا الصدر يتحدث يها عن حب الدنيا حيث قال : ((  إن الله سبحانه وتعالى لا يجمع في قلب واحد ولاءَين. إما حب الله وإما حب الدنيا، حب الله والدنيا لا يجتمعان معاً في قلب واحد. فلنمتحن قلوبنا)).
هذه المحاضرة كانت درسا مهما ليس لطلبة العلوم الدينية وانما لكل المؤمنين وقد كتب عن هذا الامر الكثير ممن جعلوا من الشهيد الصدر قدوة لهم .
واليوم وبعد ان مر على هذا الخطاب قرابة تسعة وثلاثون  عاما وقد  زال النظام الطاغوتتي الذي كان جاثما على رقاب الامة , ودارت  الايام ويصبح من كان يتخذ من الشهيد الصدر قدوة له متنفذا في ادارة الحكم الجديد في العراق وتتحقق  نبؤة الشهيد الصدر عندما قال في تلك المحاضرة حيث قوله (رض): 
((علينا أن نحذر من حب الدنيا، دنيا هارون الرشيد كانت عظيمة. تعلمون أي دنيا غرق فيها هارون الرشيد! أي بذخ وترف كان يحصل عليه هارون الرشيد! نحن نقول إننا أكثر ورعاً من هارون الرشيد، أَتْقَى من هارون الرشيد، عجباه!! نحن عُرضت علينا دنيا هارون الرشيد؟ يا إخواني، يا أعزائي، هل عرضت علينا دنيا هارون الرشيد؟ كان هارون الرشيد يلتفت إلى السحابة يقول لها: أينما تمطرين يأتيني خراجك. في سبيل هذه الدنيا قام بسجن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام. هل جربنا أن تُقبِل علينا هذه الدنيا ثم لا نسجن موسى بن جعفر؟ إنّ هذه الدنيا، كلّفت هاروناً أن يسجن موسى بن جعفر. فهل وضعت هذه الدنيا أمامنا لكي نفكر بأننا أتقى من هارون الرشيد؟))
وهكذا عرضت على الذين تسلموا مقاليد السلطة في العراق  دنيا هرون وتمسكوا فيها ولم يبالوا للحذر من حب الدنيا بل غرقوا في هذا الحب فشاع فيهم الفساد المالي والفساد الاداري وامتد الامر بهم  الى الفساد الاخلاقي واصبح القدوة الذي كانوا يتباهون به يوما ما في خبر كان حتى تمر ذكراه مر السحاب دون ان يعطى حقه من  الذين تسلقوا الى السلطة بفضله  .
ونحن نعيش اقترابنا من الانتخابات القادمة والمرجعية الدينيىة العليا قد اكدت على رفض انتخاب اولئك الذين غرقوا في دنيا هرون وحذرت منهم اشد تحذير,لذا يجب على  الذين يجدون في انفسهم الكفاءة والنزاهة ممن يريددون ان يجربوا حظهم في الانتخابات المقبلة  ان يجعلوا من كلام الشهيد الصدر هذا درسا لهم ,والا ستكون نهايتهم  ايضا كالذي سبقهم ممن غرق في حب الدنبا واشترى دنيا هرون ,ومن يتق الله يجعل له مخرجا والعاقبة للمتقين
محرر الموقع : 2018 - 02 - 13