الفلسَفةُ كالتَّصوّف عقيدَةٌ فاسِدَةٌ
    

 

 

الفلسَفةُ كالتَّصوّف عقيدَةٌ فاسِدَةٌ

----------------------------

 

 

 

الفلسَفةُ كالتَّصوّف عقيدَةٌ فاسِدَةٌ لَدى بعض الإسلامِيّين، مُفرَدَةٌ مُركَّبة «Philo» تعني باليونانيَّة حُبّ و«Sophy» تعني حِكمة، أي حُبُّ الْحِكْمَة، «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا» (سورَةُ البقرة 269) وتدورُ حَولَ محاور(الكون والوُجود والعقل الكُلّيّ المُطلَق الخالِق والمخلوق) «عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ» (سورَةُ الرَّعد 9) وَالشَّهَادَةِ= المَشهودُ المَلموسُ بحَواسِ الإنسان القاصِرَة في قبر الطّينِ البَدَنِ، تتحَرَّر بالرُّوح الحَيّ إلى رحابِ آفاقِها بالموتِ، والنّاسُ نِيامٌ حتى إذا ماتوا انتبَهوا، اللهُ يُخاطِب الإنسانَ «لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ» (سورَةُ ق 22)، وتفسيرُ الفلسَفة بغير مُعالَجَة لألغاز ما وراء الطَّبيعة مَاوَرَائِيَّات أو الغَيْبِيَّات Unseen (في الأصل لفظ يوناني meta معناه وراء أو بَعد، و physika معناه طبيعة) بتوصيف “ كارل ماركس” المادي لِمِثالِيَّةِ جَدَل “ هيجل ” الأثيريَّة آخر ما توَصَّلَ إليه العِلم «وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا» (سورَةُ الكهْف 54).. 

 

العدل الإلهيّ لا الماركسيّ بَدأ بروح مشرق الشَّمس حيثُ فريضَة الإسلام بطَلَب العِلم ولَو في الصّينِ وصولَاً إلى أوَّل أقطار الاتحاد الاُورُبي فنلندا، إذ بعد انهيار الاتحاد السُّوفيتي في العَقد الأخير للقَرن الماضيّ ازداد ازدهار الاقتصاد الفِنلنديّ في مُعدَّل مُضطَرد السِّرعة الفلَكيَّة لم يبلغه بلد إلّا يابان الشَّمس المُشرقة، شِعار علَم اليابان شهيد وشاهِد «عار Shame» الجُّور الرّأسمال الإمبرياليّ العالَمي الجَّشع المُتوحِش الأشعبيّ الذي لا يشبع. جعالَة فيء فنلندا الشَّعبويّ للفُقراء= 31 % مِن دَخلها الوَطَني مُخصَّص للحِماية الاجتماعيَّة. 

 

في البَدءِ كانَ الفتح ثمَّ كلِمَة التوحيد الإسلام وَحدَة الكلِمة، كان غزوّ قبائِل الجّاهليَّة ثمَّ توحيد الإسلام في إيلافِ قريش، لم يتدَخل رَجُلُ الدِّينِ مُباشَرَةً في شَأن الدُّنيا، بيدَ أنَّهُ بمَجَسّاتِهِ يُراقِب بصَرامَةٍ عن كثب ثمَّ يتدخل بهالتِهِ العَليَّة بمَجَسّاتِهِ، للتقييم والتقويم. عام اتفاق سايكس بيكو 1916م وافق مولِد اُستاذ الدّراسات الشَّرق أوسَطيَّة اليهوديّ الأنجلوأميركيّ Bernard Lewis القائِل بأنَّ الفتحّ الإسلاميّ عربيّ الأصل والأهل حَلَّ بفضل تقاتِل امبراطوريَّتيّ الفُرس والرُّوم بينهما حَدّ الإعياء والتَّداعي، رَجُلُ الدِّينِ في الخلف وحديثا الإسلام “ خالِد بن الوَليد يشأم وعَمرو بن العاص ” يمصر، يتقدَّمان بالفتح.

 

التوحيد وَحدَة الكلِمة رُوّادٌ ومُعجَبون، أكبر شاه المغوليّ وَحَدَ مِلَل ونِحَل شِبه القارَّة الهِنديَّة فاُعجبَ بهِ نادر شاه الأفشاريّ التركمانيّ واُعجبَ بالشَّريف المُرتضى الذي عاشَ في العهد البويهيّ في بغداد وبالاتفاق مع الخليفة العبّاسيّ القادِر بالله وسَعى لتوحيد شيعة وسُنة العِراق وإيران وتُركيا في دَولَةٍ إسلاميَّة واحِدَة وجعل المذهب الجَّعفريّ خامس المذاهِب الأربعة واُعجب فيه اليوم داعية توحيد العِراق وإيران وتركيا تقي مُدرّسي في كربلاء، لكنَّ اُصول الدِّين لدى السُّنة ثلاثة هي التوحيد والنبوَّة والمَعاد، يضيف إليها الشّيعة العَدل والإمامَة تترَتب على ذلك شهادَة ثالثة للإمام عليّ في الأذان، عليّ جدّ جعفر لأبيه وأبو بكر جدّه لاُمّه وجعفر جايلَ الإمامين مالك وأبي حنيفة ويجلّانه، ثمَّ جاءَ ستالين فاُعجبَ صدّام بشاربهِ فسعى لِصَهر رفاق الحزبين المُتصارعين الشُّيوعيّ والبعث في بوتقةِ الجَّبهة القوميَّة التقدّميَّة.

 

 

 

اللّاأدريَّة لائِكيَّة لا ملائِكيَّة، لا دِراية لَها بالمَلَك الوَحي ولا دِربة مَلَكة لَها على بَداهَةِ إيمانِ المَخلوق بوجود الخالِق ورِدَّة غارِقة بالماضَويَّة الإغريقيَّة حَبيسَة صَدر ليس عامِر بالإيمان لطَبيعَةِ قصور حواسِه الإنسيَّة قبلَ تحرّر الحَواس بالموتِ مِنْ قبر الطّين البَدَن، واللَّحد لُغةً= «الإلحاد Deviant»، ومُفرَدَة Atheism مُقتبَسة مِنَ الُّلغة الإغريقيَّة ἄθεος تعني «لا إله!..» قاصِرَة أيضاً عن كمال كُلِّ العِبارَةِ بمَنطِقِ المَناطِقة طامِن الجَّأش لآية الْكُرْسِيّ الكريمَة: «اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ» الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (سورَةُالبقرَة 255).

 

والفلسفة في الحضارة الإسلاميَّة إبان القَرن 2 للهجرة، تسرَّبت بواسطة المُسلمين إلى الأصل العَقدي "باختلافِ الدَّوافع"، وظهرَت طوائف المُتكلّمين المَناطِقة ومَن تمَنطَقَ وتزَندَق، والمُعتزلَة الذين تسلَّحوا وتمَترَسوا بترسانة مَتاهات ضَلالات مُصطَلَحات وكلِمات المَنطق، «وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ» (سورَةُ الكهْف 46، مَريَم 76) “ كلِماتُ رَبّي”.

 

المَنطق مَنظومَة قوانين وشروط ضروريَّة لاسصنباط حُكم صحيح يقبله العقلُ الرّياضيُّ مِن مُقدِّمات قضيَّة صُغرى وكُبرى صعودَاً إلى حَصيلَة حُمولَة نتائِج مُحتمَلَة مُوَظَّفة للرَّد على اللّاأدريّين والقدَريّين والمُشَكّكين بالشُّبهات مِن أصحاب الدّيانات الأُخرى وبعض أصحاب المَذاهب الإسلاميَّة الهائِمينَ بين النَّقلِ والعَقل، واعتبروا فيلَسوف العَقل المُسلِم ابنَ رُشد اُنموذج فساد العقيدَة. كما أوَّلوا  الآيات القرءانيَّة بنصوص وتمائِم الأدلَجة، وظَهَرَت في حاضِرَة البصرَة المُنفتِحة رَسائِلُ أُخوان الصَّفا خِلّان الوَفا والمُتصوّفة، واعتمدوا التجربة الذاتية لِبلوغ الحقيقة والمُؤمِن أحَقُ بها ضالّتهُ ولَو كانت على قارعة الطّريق في الصّين، فريضة كالحجّ «وَلِلَّهِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (سورَةُ آل عُمران 97)، والجّهاد كِفائيّ وعين، كإفشاءِ السَّلام أمرَ بهِ الإسلام لِإشاعَة الودّ بين أبناء الإمام الغزاليّ مِن طَرَف، وجماعة الفلسفة مِن أمثال الكِنديّ وابن سينا والفارابيّ مِن طَرَفٍ آخر في كتاب “ تهافت الفلاسِفة” للغزالي، رَدَّ عليه ابن رشد بكتاب “ تهافت التهافت ”.

 

فاصِل:

 

في الفِردوس المفقود الأندلس؛ الرَّسّام الإسبانيّ الشَّهير Bartolomé Esteban Murillo (وُلِدَ في مدينة Svilla في إشبيلية في كانون الثاني 1617- تُوفي في إشبيلية في 3 نيسان 1682م)، باروكي مِنَ العَصر الذهبيّ وزعيم مدرسة إشبيلية، المركز الفني الثاني لإسبانيا في القَرن 17م بعد مدريد، بخِلاف أسلافه ومُجايليه في الأندلس، لم يُغادِر إشبيلية ولم يحصل على أيّ ترتيب مِنَ المحكمة الإسبانيَّة، رُغم دينيَّة رسوماتِهِ مِثل “ العذراءُ الوَرديَّة ”، تمَيَّز في رَسم الطُّفولَة السَّليبة والفلّاحين الكادحين ومِثل لَوحَة “ مُتسوّل الشَّباب ” في مُتحف اللُّوفر Louvre في باريس، وبراءَة الطّفولَة في لوحة «الطّفلَة البائعة The Little Fruit Seller 1670 -1675» رُغم الكدح تبتسِم جَذلى تعدّ النُّقود بمُشارَكة شَقيقِها مِاسِك سَلَّة الفاكهة،  للَّوحة أبعادٌ ثلاثة على خلفيَّة التدرّج اللَّوني العُصقر المُخضوضِر انسَجَمَ ولون العِنب والسَّفرجل الأصفر، حَسَب اُسلوب استقراء نقد فني Feldman Method، للمُجتمع في عَرضِهِ.

 

“أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (سورَةُ التَّوبَة 109)، وحسَب السَّيِّد المَسيح على نبيّنا وعليه السَّلام: “اثنان أحدُهُما بنى دارَةً على الرَّمل وآخر على الصَّخر، فجاء إعصارٌ وطوفان فهويَت دارَةُ الرَّمل دَمدَمَت مُدَوّية، أمّا دارَة الصَّخر صَمَدَت”.

 

بعد 14 عام مِنْ حَرب الكويت، رَملٌ وقملٌ ودُمَّل، جاءَ مُؤتمرُها في يوم الحُبّ العالَميّ 14 شباط 2018م لِإعمار العِراق.

 

https://kitabat.com/2018/02/16/الفلسَفةُ-كالتَّصوّف-عقيدة-فاسِدة/

 

محرر الموقع : 2018 - 02 - 17