غضَبُ وعجَبُ ووجدانُ وصَبرُ الجّمال الجَّميل
    

محسن ظافر آل غريب

 
غضَبُ وعجَبُ ووجدانُ وصَبرُ الجّمال الجَّميل
-------------------------------------------
 
غضَبُ وعجَبُ ووجدانُ وصَبرُ الجّمال الجَّميل، “ حديث الرُّكبان ” عِبرَة وعَبرَة للإنسان غادَرَ أخيه والأوطان، ولسعادَةِ «سُفراء الأوطان». جزيريُّ مُعسر مِن مدينة حائل، اضطرَّ إلى شَحن ناقته في سيّارة ليبيعها في مَزادِ بيع الجّمال في العاصِمة الرّياض، فاشتراها تاجر بـ240 ألف ريال سَعودي. وبعد نحو شهر، أفاق البائع من نومه لصَلاة الفجر، وإذا بناقته التي باعها تدور حول دارته، وما إن شاهدته حتى هروَلَت نحوه تتمسح به، فلم يتمالك نفسه من البكاء مُتعجّباً مِن هذه الناقة التي قطعت نحو ألف كيلومتر مِن الصّحاري والوديان والجّبال والقُرى؛ ما أحلى الرُّجوع إليه!.
 
رَحَل الضّال “ عبدالرّزاق عبدالواحد ” وهو ينشد لزوجتِه اُمّ خالد:
 
.. وَأعلَمُ لا بَيْتي سَيَلْتَمُّ شَمْلُهُ * وَلا أهْلُ بَيْتي عائِدينَ لِمَنْزِلي
 
وَلا صَفْوُنا يا أُمَّ خالِدَ راجعٌ * ولا ضِحْكَةٌ إلا لمَحْضِ التَجَمُّلِ
 
وَلكنَّها يا أمَّ خالِدَ حَسْرَةٌ * هِثِمْتُ بِها ضِرْسي وَقَطَّعتُ أنْمُلي
 
ولو كانَ في سَفْحِ الدُّموعِ تَعِلَّةٌ * غَزَلْتُ دموعي طولَ عُمْري بِمِغزَلِ
 
وَأيْنَ، وَهَيْهاتَ الرُّجوعُ لِبَيْتِنا * لأولادِنا النّائينَ في كلِّ مجْهَلِ
 
وَحِيدَيْنِ نَبقى أُمَّ خالِدَ هَهُنا * نَحِنُّ حَنينَ النُّوقِ للزَمَن الخَلِي
 
أجَلْ.. كلُّ هذا الهَمُّ يَوما سَيَنجَلي * فَقُل لِلَّتي تَرنُو إليكَ: تَحَمَّلي
 
أجَلْ.. كلُّ هذي النَّار يَوماً سَتَنطَفي * وَتُبقي نِفاياتِ بِها العُمْرُ يَمْتَلي.
 
عن وفاء الزَّوجة روى ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان، مادة "حوضى"؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج3 ، ص 278؛ وكتاب بشير يموت، شاعرات العرب، ص 438، الأبيات للطيفة الحدانيَّة (ص 344):
 
يا صاحب القبر يا مَن كان ينعم بي * عيشًا ويكثر في الدُّنيا مُواساتي
 
قد زرتُ قبرك في حَليي وفي حُللي * كأنني لستُ مِن أهل المُصيباتِ
 
أردتُ آتيك فيما كنتُ أعرفه * أن قد تسرّ به في بعض هيئاتي
 
لما علمتك تهوى أن ترانيَ في * حَليٍ وتهواه من ترجيع أصواتي
 
فمن رآني رأى حيرى مولهة   *  عجيبة الزّي تبكي بين أمواتِ!.
 
وروى الأصمعي البصريّ (ابن طيفور: بلاغات النساء، ص 58؛ بشير يموت: شاعرات العرب، ج1، ص 208) أنَّ رَجلاً مِن ضبّة أعجبَ بمنظر ومنطق امرأة، فسألها:
 
- ألكِ بعل؟
 
- كان فدُعي إلى ما خُلق له، فنِعم البعل كان.
 
قال: فهل لكِ مِن بعل لا تُذم خلائقه، ولا تُخشر مواقفه؟
 
فأطرقت، وقالت وهي تذرف دُموعًا:
 
كُنا كغصنين في أصل غذاؤهما * ماء الجَّداول في روضاتِ جنّاتِ
 
فاجتث خيرَهما من جنب صاحبه * دهرٌ يكرّ بفرحاتٍ وترحاتِ
 
وكان عاهدني إن خانني زمني * أن لا يضاجع أنثى بعد مَثواتي
 
وكُنتُ عاهدته أيضًا فعاجله * ريب المَنون قريبًا مُذ سُنيّاتِ
 
فاصرف عنانك عمن ليس يردعها * عن الوفاء خلاف في التحيّاتِ!.
 
في الرّابطين أدناه اُنموذجان مِن YouTube:
 
https://www.youtube.com/watch?v=JWejc8uJpYU
https://www.youtube.com/watch?v=uHYb0M5k1eo
 
 
اُنموذجٌ آخر: حنينُ الرَّئيس التركي “ إردوغان ” إلى وَحيّ روح الصَّحراء، بالعودَةِ إلى خطِّ حرف الضّاد العُثمانيّ رمز الأصالَة المُعاصِرَة (بديلاً لحرف أتاتورك اللّاتيني اللّاديني!) في لُغة القُرءان.. 
 
رئيس جامعة بوزمان بيتر الكاثوليكيَّة المَجريَّة برُفسير «سرومي سبولج» في تصريح للمركز الخبريّ في العتبة العلويَّة" تشرفتُ اليوم بزيارة مرقد الإمام علي وهذه الزيارَة الثانية لي لأعظم وأوَّل شخصيَّة إنسانيَّة دعت إلى السَّلام بين شعوب العالَم، مِن خلال قراءتنا لكِتاب نهج البلاغة وأقوال أمير المُؤمنين (عليه السَّلام) تبيَّن لنا، إن الإمام علي (عليه السَّلام) يُمثّلُ رمزاً دينياً لجميع الأديان ورسالة إنسانيَّة للعالَم أجمع يجب إن تُحترم".
محرر الموقع : 2018 - 03 - 18