القنصلية العراقية العامة في مونتريال تقيم امسية بمناسبة عيد الصحافة العراقية
    

أقامت القنصلية العراقية العامة في مونتريال مساء يوم 1/6/2014 أمسيتها الثقافية الرابعة عشر في بيت العراق بمناسبة الذكرى السنوية  الــ 145 لتأسيس الصحافة العراقية الذي سيصادف يوم 15/6 وقد تمت إستضافة الباحثة الدكتورة اروى عيسى حسن الياسري التي قدمت محاضرة بعنوان "الصحافة العراقية: نظرة تاريخية "، تناولت فيها الباحثة المراحل التاريخية التي مرت بها الصحافة العراقية منذ مرحلة التأسيس حتى وقتنا الحاضر.

في البداية قدم القنصل العام جاسم نعمة مصاول تقديماً تناول فيه بعض اقوال المشاهير عن الصحافة، ثم تطرق الى تاريخ الصحافة الذي يعود الى عصور قديمة، إذ يرجع تاريخها إلى زمن البابليين حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية لتعرف الناس عليها، وكذلك في روما. وفي أوائل القرن السادس عشر وبعد اختراع الطباعة من قبل غوتنبيرغ في مدينة ماينز بألمانيا ولدت صناعة الأخبار والتي كانت تضم معلومات عن ما يدور في الأوساط الرسمية، وكان هناك مجال حتى للإعلانات.

ثم تحدث السيد جاسم نعمة مصاول في تقديمه عن اخلاقيات مهنة الصحافةوضرورة ان يتمتع الصحفي بروح وطنية عالية ومبدئية صادقة وان لايتحول الى قلم مأجور.

وأشار الى معاناة الصحافة والصحفيين من الممارسات غير اللائقة التي يمارسها البعض بحقهم، كون الصحفي مرآة المجتمعات والشعوب والناطق الرسمي باسمها.

واختتم تقديمه بالقول، الا انه ورغم كل هذه الارهاصات فأن لصحافة العراق وصحافييها مواقف وطنية مشرفة في نشر الآراء والأفكار والحقائق وبث روح الوعي الوطني والقومي وتعبئة الرأي العام العراقي في كثير من المواقف التي تهم الوطن وشعبه.

ثم تحدثت الدكتورة اروى عيسى حسن الياسري في محاضرتها عن تاريخ الصحافة، إذ اعتمدت الباحثة الترتيب الزمني في العرض وكانت البداية مع الصحافة في العهد العثماني ومع جورنال العراق التي تعتبر اول صحيفة عراقية صدرت عام 1816 في عهد الوالي داود باشا  لكنها لم تنتشر كما حصل مع جريدة الزوراء التي اصدرها الوالي مدحت باشا  في 15 حزيران 1869، وكان الهدف منها اعادة الثقة بين المواطنين والسلطة ، لذا اعتبرت الزوراء اول صحيفة عراقية واصبحت الذكرى السنوية لصدورها عيدا للصحافة.

وذكرت الدكتورة اروى الياسري بأن الصحافة العراقية تطورت وانتشرت في العهد الملكي وصدرت العديد من الصحف التي تناولت موضوعات عديدة، وكانت هناك صحفا رسمية كالوقائع العراقية التي صدرت عام 1922، وصحفا خاصة أصدرها اشخاص او احزاب سياسية. في هذا الوقت صدرت الصحف السياسية التي تعبر عن مواقف المعارضة والصحف الناطقة باسماء الاحزاب التي كانت في الساحة السياسية انذاك، فضلا عن الصحف الادبية والصحف الهزلية التي اعتمدت اللغة المبسطة والكلمات الدارجة مما جعلها تنتشر وتحظى باهتمام ومتابعة القراء، وكذلك صدرت صحف تهتم بشرائح المجتمع كالصحف الخاصة بالمرأة والعمال والطلبة .. الخ.

وأشارت الى أن الصحافة استمرت بالتطور والانتشار عندما بدأ العهد الجمهوري الاول في عام 1958، وشهد هذا العهد اقرار قانون نقابة الصحفيين في 23 حزيران عام 1959. لكن ايضا في هذا العهد تم انشاء وزارة الارشاد التي انيطت بها مهمة الاشراف على وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والتي سيطرت على هذه الوسائل سيطرة تكاد تكون تامة.

وبعد أن سيطر حزب البعث البائد على الحكم في عام 1968، بدأ عهد جديد من السيطرة والمراقبة التضييق على الصحافة والصحفيين واصبحت كل الصحف والمجلات تحت سيطرة السلطة مباشرة ، وفي هذا العهد صدر قانون المطبوعات رقم 206 لعام 1968 الذي بقي ساري المفعول حتى سقوط النظام في 2003، وكان هذا القانون مليء بالممنوعات والخطوط الحمراء والعقوبات.

وتحدثت الدكتورة اروى الياسري في اخر فقرة من المحاضرة عن الصحافة العراقية بعد 2003 والانفتاح الذي يعيشه المجتمع الاعلامي الذي يتشكل اليوم من اكثر من 200 صحيفة ومجلة تصدر يوميا او اسبوعيا او شهريا ومايقارب 50 قناة تلفزيونية بين فضائية وارضية تتوزع على كل اللغات والاطياف الاثنية والدينية العراقية، كما توجد قنوات ارضية لكل محافظة من محافظات العراق ، واضافة الى الصحافة الورقية توجد الان مئات المواقع الاعلامية الالكترونية سواء كانت مواقع شخصية او تابعة لمؤسسات ثقافية او حكومية.

ثم جرى بعد ذلك نقاشا بين الباحثة والجمهور الحاضر تضمن اسئلة وتعليقات عن موضوع الصحافة في العراق.

وفي الختام تم تقديم شهادة تقديرية الى الباحثة الدكتورة اروى عيسى حسن الياسري لمساهمتها في احياء الامسية الثقافية في بيت العراق.

حضر الامسية عدد من المثقفين العراقيين والعرب نساءً ورجالاً من القاطنين مونتريال.

 

 

محرر الموقع : 2014 - 06 - 07