الشّاعِر مُصطفى جمال الدِّين، مِن قرية “مُؤمنين” في ذي قار
    

 

محسن ظافر آل غريب 
 
الشّاعِر مُصطفى جمال الدِّين، مِن قرية “مُؤمنين” في ذي قار 
----------------------------------------------------------
 
الشّاعِر مُصطفى جمال الدِّين، مِن قرية “مُؤمنين” في ذي قار، عمُّه ووالد زوجته «ميرزا عبّاس جمال» الدِّين إمام مسجد في البصرة. الإخباريون أصل التشيُّع لآل بيت النبيّ الكريم، يُشْكلون على مدرسة الأُصوليين المُحدثة في الإسلام، بأنّهم أخذوا فقههم واستنباطهم وأُصولهم ورجالهم ودرايتهم، أخذوها عن أعداء أهل البيت، والميرزا مُحمَّد الإخباري رمز مِن رموز صِراع الأصل والاُصول. يسمّونه مُذمَّ، كما سَمَّت قُريش جدَّه!. وقفة عند كتاب (قصص العلماء) للميرزا محمّد سليمان التّنكابني، فيها عرض موجز لصور ونماذج مُختلفة ممّا جاء في ترجمة الشّيخ جعفر كاشف الغطاء، وقفة عند كتاب (العبقاتُ العنبريَّة في الطَّبقات الجَّعفريَّة) للمرجع الشّيعي الشَّيخ مُحمَّد حُسين كاشف الغطاء، كتاب يتحدّث عن أُسرة آل كاشف الغطاء (عن الشَّيخ جعفر كاشف الغطاء، وأولاده) ولأجل هذا جاء ذكر [الطّبقات الجَّعفريّة] في عُنوان الكتاب.. تضمّنت الوقفة حديث عن العداء الشّديد الّذي يُكنّه الشَّيخ جعفر كاشف الغطاء لجماعة الإخباريين، خصوصاً المُتأخرين، ومِنهم الميرزا الإخباري، مع أنَّ كُلّ الّذي فعله الإخباريون أنّهم دعوا للتّمسك بحديث أهل البيت، فالإخباريون هم الّذين حفظوا حديث أهل البيت عليهم السَّلام، وأنَّ الصَّحابة لَعنَ بعضهم بعضاً، وسبَّ بعضهم بعضاً، وقتل بعضهم بعضاً، وعادى بعضهم بعضاً، فكيف تثبت لهم الوراثة والحُجيّة عن رسول الله؟، في حين أنّ الأمر نفسه ينطبق على علماء ومراجع الشّيعة أيضاً، فعلماء ومراجع الشّيعة أيضاً عادى بعضهم بعضاً، وسبَّ بعضهم بعضاً، وقتل بعضهم بعضاً في مُقدِّمات مِن نتائِجها البديهيَّة سياستهم المُتوجّهة إلى انتخابات 12 أيار الجّاري في العِراق الَّذي يحكمونه، فكيف تثبت النّيابة لهم عن إمام زماننا؟!. لو أردنا عمل مُقارنة بين موسوعيّة الميرزا الإخباريّ، وبين الكُتب الّتي ألَّفها العُلماء الّذين قتلوه، والَّذين لعنوه، والّذين خالفوه، سنجد فارقاً كبيراً بين موسوعيّة وعِلم الرَّجُل وبين أولئك الّذين قتلوه وكفّروه. وقفة عند رسالة الشَّيخ جعفر كاشف الغطاء الأُخرى، عُنوانها (كشف الغطاء عن معائب الميرزا مُحمّد عدّو العُلماء) وما جاء فيها أيضاً من سيل الشّتائم والافتراءات على الميرزا الإخباري. المُخطط الشَّيطاني في قتل الميرزا الإخباري، والفتوى الّتي صدرَت من المرجع الأعلى الشَّيخ موسى بن جعفر كاشف الغطاء في الأمر بقتله، والعُلماء الّذين أيّدوا الفتوى، وما اشتملت مِن أكاذيب وخُرافات. حديث عن الجريمة الكُبرى بحقّ الميرزا الإخباريّ، مِن لسان ابنه الميرزا علي وسماحته ممّن تبقى مِن عائلته، وما تحدّث عن الطّريقة الوَحشيّة الّتي قُتِل بها، وما جرى على مَن تبقّى مِن عائلته بعد الأسر والتّمثيل بجثّتهِ، ونهب ما كان في بيتهِ من كُتب وغيره، وقتل ولده وبعض تلامذته، ومُطاردة مَن تبقّى مِن أُسرته وهم نساء!، وفرارهم إلى الأهوار..!.
 
لدى الميرزا الإخباري كتابهُ (كشفُ القِناع عن عورَة الإجماع)، لكن بعد الجَّريمة، قام حفيده السّيد رؤوف جمال الدِّين (والد المُعارض المُعمَّم أياد) بنشر هذا الكتاب بعد تغيير عُنوانه إلى (كشف القِناع عن حُجّيَّة الإجماع) تفادياً للإثارة.. وهذا العنوان الثّاني هو نفس العنوان لكتاب كتبه الشّيخ أسد الله التّستري الكاظمي (أحد الّذين وقّعوا على فتوى قتل الميرزا الإخباري) وكتابه هذا هو ردّ على كتاب الميرزا الإخباري (كشف القناع عن عورة الاجماع).
 
الجَّريمة الّتي شهدناها مقتل الشّيخ النّمـر، قطعوا رأسه، لكنّهم لم يُمثّلوا بجسده، ولم تُشرَّد عائلته، ولم نسمع أنَّ أحداً مِن قَتَلتهِ أو من الوهابيّة أقام حفلة عُرس بمناسبة مقتلهِ. فقط المرجع الأعلى الّذي أقام حفلة عُرس بعد أن قطعوا رأس الميرزا الإخباري. حديث الإمام الجواد صلوات الله وسلامه عليه: (كأنّي بجرائد شتّى بأسماء شتّى لا أرى بهم رشداً، ولا لدينهم صيانة، كلّما مالوا إلى جانب انحدر مِنهم الآخر، يعارضهم رجل طبرسي فيُصلب ويقتل). وكأنّها تُشير إلى حادثة الشَّيخ فضل الله النّوري، فالشّيخ فضل الله النّوري من طبرستان. جريمة قتل الشّيخ فضل الله النّوري، حين قتلوه يوم ميلاد أمير المؤمنين عليه السّلام، على خلفية تفسيق الشّيخ كاظم الخراساني (صاحب الكفاية) له بسبب إعراض الشَّيخ فضل الله النّوري عن تأييد صاحب الكفاية..!
 
مقارنة بين قتله، وقتل السّيد مجيد الخوئي على يد الصَّدريين وهم شيعة، صحيح أنّهم مثّلوا بجثّته – حسب ما نُقل – لكن لم يُقطع رأسه، ولم تُشرَّد أُسرته، ولم نسمع أنّ أحداً من الصَّدريين أقام حفلة عُرس فرحاً بذلك.
 
وقفة عند المحقق الكركي، ونهايته مسموماً على يد أطراف في المُؤسَّسة الدّينيَّة، وأطراف في السّلطة الصَّفويَّة، في يوم الغدير حينَ جاء لزيارة سيّد الأوصياء عليه السَّلام..! وسبب قتله أمران: أنّ قسم من العلماء كان يرفض النهج الّذي عليه المُحقق الكركي، مِنهم مَن يُخالفه في الفقه، ومَن يخالفه في (إظهار البراءة). فالمحقق الكركي عُرف عنه إظهار البراءة العلنيّة من أعداء أهل البيت بشَكل واضح، ومِن أشهر كُتبه في إظهار البراءة كتاب (نفحاتُ الّلاهوت في لَعن الجّبت والطّاغوت). الأمر الأوّل: سياسي.. بأنّ بعض السّياسيّين ما كانوا يقبلون بما يقوم به المُحقق الكركي مِن تعيينات وعزل وإدارة في الدَّولة الصَّفويَّة. الرّابط رجاءً:
محرر الموقع : 2018 - 05 - 04