الدعوة الى مقاطعة الانتخابات ماذا تعني
    

 ان أدلاء المواطن بصوته في حالة اختيار المسئولين في وضع خطة لبناء الوطن وسعادة الشعب  حق لكل عراقي وواجب عليه لهذا على كل مواطن ان يطرح رأيه ووجهة نظره ويقول كلمته الحرة بهذا الشأن من هذا يمكننا القول يمكن للمواطن ان يتخلى عن حقه لكنه يعتبر مقصرا اذا تخلى عن واجبه  فعدم أدلاء المواطن بصوته تخلي عن واجبه وهو عدم طرح رؤيته وجهة نظره في بناء العراق وسعادة العراقيين مهما كانت تلك الرؤية  المهم انه طرح قناعته الذاتية بدون خوف من احد ولا مجاملة لاحد   فعدم طرح وجهة نظره رؤيته  فأن دل على شي فدليل على انه  انسان سلبي غير مهتم بأمور وطنه وشعبه مشغول بنفسه ووضعه الخاص  فمثل هذا لا يهمه الذي يذهب الى مراكز الانتخابات او الذي  لا يذهب ولا يهمه من يحكم او لا يحكم ومثل هذا ربما كثيرون في كل البلدان في العالم وفي المقدمة الدول المتطورة والراقية في مجال الديمقراطية والانتخابات  ومثل هؤلاء  لا يشكلون اي نوع من الخطر  ولا يجوز تحميلهم اي نوع من المسئولية  او اي تقصير    بل الذي يتحمل مسئولية  موقف هؤلاء الغير مبالي والغير مكترث هي القوى  السياسية الحكومة التي ابتعدت عن مواطنيها 

لكن المشكلة الخطرة التي نواجهها ان هناك مجموعات معادية للشعب العراقي مجموعات مأجورة وضعت نفسها في خدمة اعداء العراق وخاصة ال سعود وكلابها داعش الوهابية هدفها افشال العملية السياسية السلمية في العراق لان نجاحها يشكل خطرا على احتلال ال سعود وحكمهم للجزيرة   لهذا فكل من يدعوا الى مقاطعة الانتخابات انه مأجور وخائن وعميل فما نسمع من دعوة الناس وتحريضهم لمقاطعة الانتخابات من امثال  هيئة النفاق والمنافقين بعض ثيران العشائرية الشيعية  شيوخ الدين امثال الخالصي الطائي القحطاني الكرعاوي الصرخي وغيرهم الكثير فهؤلاء لا يعبرون عن وجهة نظرهم هؤلاء يشعلون نيران فتنة ويستهدفون في دعوتهم  الغاء اختيار العراقيين الغاء الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية والعودة الى الدكتاتورية الى حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة

 المعروف جيدا ان الانتخابات هي الخطوة الاولى في بناء الوطن  وسعادة الشعب وبدونها لا بناء  للوطن ولا سعادة للشعب  والديمقراطية تعني ان الشعب كله يحكم وهذا يعني كل الافكار وكل وجهات النظر وكل من له خطة وبرنامج عليه ان يطرحه    كي تتفاعل وتتلاقح هذه الافكار لا تتصارع  ونتيجة لذلك تنتج الثمرة التي يجب الاخذ بها هناك حقيقة علينا ان نفهما ونتحرك بموجبها كلما كانت الافكار ووجهات النظر المطروحة كلما خرجنا بفكرة اكثر صوابا وصحة ونضوجا

وهذا الاسلوب متخذ من قبل كل الشعوب الحرة  وتعتبره اسلوب انساني حضاره  ورفضه ومقاطعته تعني دعوة الى الوحشية والعبودية   لهذا لم نسمع في الدول المتقدمة التي تحترم الانسان والحياة  اي مجموعة تخدم دول معادية  لشعبها ووطنها تدعوا الى مقاطعة الانتخابات بل العكس نرى هناك الحاح شديد على اجراء الانتخابات وحمايتها من اي حالة   تؤدي الى افشالها مثل التوزير  الاحتيال  شراء الاصوات

نعم الانتخابات ليست هي كل  الديمقراطية  لكنها الاساس الذي تبنى عليه الديمقراطية   فالديمقراطية بناء كأي بناء في الحياة  لابد من اساس قوي ورصين والانتخابات هي الاساس الذي  يبنى عليه بناء الديمقراطية  وهذا يعني بدون الانتخابات لا ديمقراطية   هذا من جهة ومن جهة يتطلب بناء الديمقراطية بناة ديمقراطيون مبدعون  متخلقون بقيم واخلاق الديمقراطية    والا لا ديمقراطية ولا ديمقراطيون

فأعراف العشيرة وشيخها لا يبني اي  ديمقراطية   ولا يخلق اي ديمقراطي   والذي لا يرفع شعار  لا اكراه في الرأي في الدين في وجهات النظر لا يبني ديمقراطية ولا يخلق ديمقراطي  والذي يرى رأيه وجهات نظره هي  التي يجب ان تسود وغيرها اقل درجة  لا يبني ديمقراطية ولا يخلق ديمقراطي

فالديمقراطي بناء ولا يبنيها الا الديمقراطيون    ومن اسس الديمقراطية مشاركة كل الشعب في صنع القرار وفي اختيار من ينفذ ذلك القرار

ومن هذا  يمكننا القول ان   الدعوة الى مقاطعة الانتخابات تعني الدعوة الى الغاء الديمقراطية  تعني الدعوة الى عودة الدكتاتورية وحكم الفرد الواحد العائلة الواحدة  لهذا يجب اليقظة والحذر من هكذا دعوة ومن ورائها ومن يدعوا اليها

نعم هناك سلبيات وهناك مفاسد وهذا لا يعود الى  الانتخابات وانما يعود  لنا

لاننا غير مهيئين اي لم نتخلق باخلاق الديمقراطية

مهدي المولى

محرر الموقع : 2018 - 05 - 09