لماذا سأنتخب عبطان
    
واحدة من مصائب العراق هم أنصاف الكتاب والمثقفين الذين يَعرِضون انفسهم للبيع والشراء، ويتحولون الى موظفين بأجر أو دونه لمنافاة الحقيقة، والإنتفاض لولي النعمة المقتطعة من أفواه الفقراء والأيتام، ومعهم أشباه رجال سياسة باعوا ضمائرهم وتحدثوا بأوجه متعددة، الى أن أدخلوا الشعب بالتناقضات وشغلوه بالتقاطعات والصراعات، حتى يرتعوا بما جاد العراق من خيرات، وأوهموه بالفبركات والوثائق المزورة والإتهامات الساذجة.
هؤلاء أخرجوا أنفسهم من المسؤولية، وإتهموا الشعب بالجبن والغباء والفشل والفساد، وكلما تحدثهم عن فساد سلطتهم، يقولون أصبروا فأنتم من جاء بنا!
ما حدث في ملعب النجف؛ جزء من واقع شعبي ناقم على الطبقة السياسية، وإستذكار للتراكمات وعيش لحظة حقيقة، فإستُقبِل ممثل رئيس مجلس الوزراء بالهتافات ضد الفاسدين وبصخب شديد لم تعطيه فرصة إكمال كلمته ومدلولاتها، التي تسخيرها لكل الحكومة، بينما عبارات الترحيب والتصفيق والإعتزاز وقالوا: "عبطان أبو الغيرة"، لوزير الرياضة عبطان.
ما إن إنتهت الإحتفالية في الملعب، وتوقف البث المباشر، وإذا بعشرات المواقع تنقل صور مفبركة، ووسائل إعلام تتحدث بشكل غيرمنصف، وربما تتغير قناعة حتى الحضور، من الإيجاب الى السلب، نتيجة التضليل والإدعاءات، التي تتحدث عن أمكانية جمع هكذا جمهور لشخص واحد، وأن كان بالأمكان فلا يتجاوز العدد مئات، بينما كان الجمهور 40 ألف! وبصوت واحد هتفوا بعدما شاهدوا الإنجاز وأبهرهم العمران والتنظيم.
لو إن التصويت على صناديق الإقتراع في أرض الملعب في لحظتها، وكما كان يفعل الأغريق منذ قرون، ودون رتوش وبشجاعة دون تضليل وإغراءات ووعود كاذبة وتلفيق، وفي هذه الحالة سيسجل الوزير ما لا يقل على 90% من الجمهور أن لم يكن 100%، من شباب عاشوا سنوات يعانون من الفساد والفشل، وإنشغال بعض السياسيون طيلة دورتهم الإنتخابية بشراء الذمم والكذب وتغذية الجيوش الإلكترونية من أجل التمسك بالسلطة.
عبطان لم ينشر صوره في الشوارع، ولم يسهر لشراء الأصوات كغيره، ولم يتاجر لحزبه أو لنفسه برفضه رفع صورته في الملعب.
 
الجمهور عَيّنة عشوائية من شعب دون مؤثرات، وبما إن كلام المرجعية وسطي ومعتدل وخادم للديموقراطية ، وفي توصياتها الأخيرة بخصوص الإنتخابات كل إدعى تأييده للتوصيات فحتماً على الشعب أن يلتزم بتلك التوصيات دون تفسيرات مقتطعة لخدمة هذا أو ذاك، وسأنتخب عبطان لأنه رئيس قائمة وكما أشارت المرجعية، " فالعبرة كل العبرة بالكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الاجندات الاجنبية، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل انقاذ الوطن وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحلّ الأزمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنوات طوال. والطريق الى التأكد من ذلك هو الاطلاع على المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم" وأكرر عبارة "والطريق الى التأكد من ذلك هو الاطلاع على المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم"، وهنا إطلعت على مرشح شعرت أنه يملك مشروع ورؤية إقتصادية وتربوية مجتمعية نحو البناء ونبذ الفساد، وتأكدت أيضاً من رئيس القائمة، ولهذا سأختار قائمة عبطان.
 
 
واثق الجابري

 

 
محرر الموقع : 2018 - 05 - 11