أميركا أم الصين.. مع ارتباط اليوان بالدولار من يتلاعب بقيمة عملته حقاً؟
    

من يتلاعب في عملته؟ الولايات المتحدة أم الصين!، هذه هي الإشكالية التي برزت على السطح في الآونة الأخيرة وبخاصة في ظل الاحتكاكات التجارية بين الاقتصادين الأكبر عالمياً.
ووفقاً لرؤية تحليلة نشرتها وكالة "بلومبرج أوبينيون"، فإنه ينبغي على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ينظر في المرآة: الصين ليست هي الدولة التي تتلاعب في العملة.
وتطلب الولايات المتحدة من بكين إبقاء قيمة اليوان مستقرة كجزء من المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم، وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبرج نيوز نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر.
وتتخوف واشنطن من أن الصين يمكن أن تضعف عملتها من أجل مواجهة تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية المرتفعة على الواردات من البلاد.
لكن هذا التصور ليس عادلاً، فعلى الرغم من النزاع التجاري إلا أن بنك الشعب الصيني قام بربط اليوان بالدولار بشكل فعال، ليتتبع دورة الورقة الخضراء.
ومنذ عام 2015، يحاول البنك المركزي الصيني تحريك ربط عملته إلى سلة من العملات دون نجاح كبيراً يذكر في هذه المسألة.
ولا يزال المواطنين الصينين يربطون قيمة عملتهم بالدولار، لذا عندما يضعف اليوان بسبب قوة الورقة الخضراء، فإنهم يبدأون في تحويل أموالهم إلى الخارج.
وفي أغسطس الماضي، عندما كانت العملة الصينية تتجه نحو 7 يوانات لكل دولار، فإن بنك الشعب أعاد إدخال ما يسمى بمعامل التعديل المضاد للدورة الاقتصادية، معترفاً بأن محاولته للابتعاد عن ربط عملته بالدولار قد باءت بالفشل.
وتتمثل الحقيقة في أن الولايات المتحدة إذا أرادت أن يكون اليوان مستقراً فإنها بحاجة لتثبيت الورقة الخضراء أولاً.
وقام الرئيس دونالد ترامب مراراً بانتقاد بنك الاحتياطي الفيدرالي عبر صفحته الشخصية في "تويتر" بسبب زيادة معدلات الفائدة ولم يخفِ رغبته في الدولار الضعيف.
وقام رئيس الفيدرالي جيروم باول بتغيير مسار السياسة النقدية في ديسمبر الماضي، مما يشير إلى أنه قد يكون أكثر حذراً بشأن زيادات معدل الفائدة في المستقبل.
وفي أجزاء أخرى من العالم، يمكن أن ينظر بسهولة إلى سلسلة الأحداث الأمريكية هذه على أنها تلاعب في العملة.
وبالنظر في العقود الآجلة لمعدل الفائدة على الأموال الاحتياطية، وتشير عقود لآجل 3 أشهر إلى أن السوق تحول من توقع رؤية زيادتين آخرتين في معدل الفائدة هذا العام إلى عدم رفع الفائدة على الإطلاق.
وتعتمد قيمة العملة على فروق معدلات الفائدة في الداخل والخارج، والسؤال؛ كيف تبقي الولايات المتحدة الدولار مستقراً؟.
وتثير السياسة النقدية للولايات المتحدة علامات تعجب في الخارج، فعلى عكس الصين حيث يتباطأ النمو الاقتصادي، يظل الاقتصاد الأمريكي وتوقعات التضخم عند مستويات قوية.
وبالتالي؛ لماذا يختار مسؤولو البنك المركزي الأمريكي هذا الوقت للحديث عن إبطاء عملية تقليص الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي؟، هل يتخارج البنك المركزي الأمريكي من دورة التشديد النقدي في وقت مبكر للغاية؟.
بالتأكيد، العالم يرغب في وجود يوان مستقر، فمن شأن بدء الصين في تخفيض قيمة عملتها للحصول على مزايا تنافسية أن يثير مأزقاً كبيراً لكل الدول الأخرى لكن على الولايات المتحدة أن تحل مشاكلها أولاً.

محرر الموقع : 2019 - 03 - 14