السید السیستانی یتركهم في ظلماتهم يعمهون
    

وكان خطبة الجمعة الاخيرة فتحت شهية كتاب كتابات لهذيان اقلامهم المترجمة لافكارهم القابعة في نفوسهم وليس في عقولهم.ولو تمعنا جيدا بهذه الكتابات فانها تدل دلالة واضحة على علو مكانة السيد السيستاني.

sistani_200

منذ ان ظهر اسم السيد السيستاني الى العلن والى يومنا هذا كم من قلم تجرا وقذف سمومه وشتائمه واتهاماته للسيد السيستاني وفي المقابل لم يكن السيد البادئ او الراد عليهم ابدا بل تركهم في ظلماتهم يعمهون، بل يدعو الله عز وجل ان يغفر لهم وله ويهديهم سواء السبيل.

السيد السيستاني رجل من اهل مشهد وليس من سيستان كما يظن بعض الجهلة، بدا يتعلم القران في الخامسة من عمره، وتدرج في علومه حتى توجه الى مدينة العلم النجف الاشرف

في أوائل عام 1371 هـ لإكمال دراسته. وفي أواخر عام 1380 هـ عزم على السفر إلى موطنه ـ مشهد الرضا (عليه السلام) ـ وكان يحتمل استقراره فيه، فكتب له أستاذه السيّد الخوئي، وأستاذه الشيخ الحلّي (قدس سرهما) شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، وعندما رجع إلى النجف الأشرف في أوائل عام 1381 هـ ابتدأ بإلقاء دروس البحث الخارج في الفقه، وفي عام 1384 هـ بدأ بإلقاء دروس البحث الخارج في علم الأُصول، وبامر من السيد الخوئي أَمَّ المصلّين من يوم الجمعة 5 جمادى الأوّل 1409 هـ إلى الجمعة الأخيرة من شهر ذي الحجّة عام 1414 هـ حتى منع من الصلاة بامر العفالقة بحجة ترميم الجامع، يسكن في بيت قديم وليس القصر الجمهوري.

السيستاني انسان له حق ابداء الراي بكل ما يجري حوله كما هو الحق لكل مواطن في العالم بل ان بعض الحكام لا يكتفوا باعطاء الراي بل التدخل بمصدر القرار في بلدان اخرى ومنها العراق.

لماذا هذه الضجة ازاء اراء المرجعية بخصوص ما يجري في العراق ؟ وهذا ان دل على شيء فانه دليل واعتراف صريح من كل شاتميه بمكانته العلمية المرموقة ونظرته الثاقبة للامور التي يتحدث عنها نصحا او نهيا او تعقيبا او ثناء، وان ما يصدر منه له اثره على النفوس الخيرة ايجابا والشريرة سلبا.

منصب المرجعية لم يتسلط عليه السيد بانقلابات عسكرية كالتي تسمى ثورات وليست يمؤامرات او انتخابات وفاز بها، والحديث عن جنسيته فان السيد ليست من اهتماماته الجنسية لانها لا تعبر عن انسانية الانسان واصل القومية فانها عربية بدليل نسبه والقومية العربية ليست امتياز فالانسان هو انسان.

للمرجعية بيان وحكم شرعي وللمتلقي الخيار ولكل شكل تبعية على المتلقي في التنفيذ او العدم، فما ذنب السيد عندما ينصح الحكومة ولم تلتزم بل الطامة الكبرى في بعض الاحيان يعملون بخلاف ما يقول السيد، ما ذنب السيد عندما تؤولون كلامه لجهة غير التي قصدها ومن ثمة تقذفون كلامكم البذيء بحقه وهو بريء.

السيد السيستاني لم يمتدح او يحث على انتخاب جهة معينة بذاتها، السيد السيستاني لم يتدخل في اختيار مسؤول، السيد السيستاني له رؤيته في الاحداث التي من الممكن ان تحدث اذا بقي مسؤول ما في منصبه، واذا كانوا ينصبون المسؤولين امتثالا لامره فلماذا لاينفذون توصياته التي كما ذكر السيد الصافي في خطابه قبل الاخير لقد بح صوتنا ؟، واذا كان السيد هو من نصبهم يستطيع ان يغيرهم عندما لايلتزمون بدلا من تركهم، ولكن كل الظنون السيئة هي من اوهام الحاقدين .

بقلم: سامي جواد كاظم

محرر الموقع : 2016 - 02 - 09