متابعات كاتب ...
    
مُحسن ظافر آل غريب 
 
 
الإمامُ أبو عبدالله مُحمَّد بن إدريس الشّافعيّ المُطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ 767-820م) ثالث الأئِمَّة الأربعة عند أهل السُّنَّة والجَّماعة، صاحب المذهب الشّافعي في الفِقه الإسلامي، مُؤسس عِلم أُصول الفِقه، قالَ فيه الإمام أحمد: «كان الشّافعي كالشَّمس للدُّنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه إمامُ قريش ذكره النبي مُحمَّد بقوله: «عالِم قريش يملأ الأرضَ عِلماً». على رويّ حرف ياء وليس الهمزة، أنشأ المُسَيَّب بن عَلَس (ت 575م، قبل ظُهور الإسلام- عُيون الأخبار): 
 
.. وعين السّخط تبصر كُل عيب * وعين أخي الرّضا عن ذاكَ تعمى (نسَبَ الجّاحظ البصريُّ في كِتابه - الحيوان، ج3، ص 488،  البيتَ لرَوح أبو همّام، وجعل الجّاحظ  للمُسيَّب بن عَلس بيتًا آخر: 
 
تامت فؤادك إذ عرضتَ لها * حسنٌ برأي العين ما تـمِقُ (تامت فؤادك= استعبدته، تمق= تُحب) وذكر التوحيدي في كتابه (الصَّداقة والصَّديق، ص 188) أنّهُ لرَوح أبو همّام، مع: 
 
ولو يُمنى يدي تكرّهتني * إذًا لحسمتها بالنار حسما
 
، وأنشدَ عُمر بن أبي ربيعة: فتضاحكن وقد قلن لها * حسن في كُلّ عين مَن تودّ. 
 
وفي شِعر العرب، الغزل: وعين البُغض تُبرز كُلّ عيب * وعين الحُبّ لا تجد العُيوبا 
 
ويَقبُح مِن سواك الفعلُ عندي * وتفعلُه فيحْسنُ مِنك ذاكا. 
 
أرى العين عينَ السّخط عينًا سخينةً * ويا عينُ عينَ الرّضا ما أقرّها (عين سخينة= باكية، نقيض عين قريرة بردت سرورًا، جَفَّ دمعُها). 
 
ابنُ المُعتز في طبقاتِ الشُّعراء، ص 432، نسبَ بيتاً مِن الآتي إلى ابن ميّادة. وانتحله في ديوانه، إبراهيم الطَّباطبائي (العراق ت 1901م) وعين الرّضا عن كُلِّ عَيبٍ كليلةٌ * كما أنَّ عين السّخط تُبدي المساويا
 
، وعلى النهج أنشأ (مع أبيات أُخرى اُعتمِدت في كُتب التراث عدا ديوان الشّافعي)، عبدالله بن مُعاوية بن جعفر الطّالبي (ت 746م)، للحُسين بن عبدالله بن عُبيدالله بن العبّاس بن عبدالمُطَّلِب، وكان سَيّئ المذهب مطعونًا في دينه. أخبرني أحمد بن عبدالعزيز الجَّوهري، قال: حدّثني عليُّ بن مُحمَّد بن سُليمان النوفلي قال: حدَّثني إبراهيم بن يزيد الخشّاب، قال: كان ابن مُعاوية صديقًا للحُسين بن عبدالله بن عُبيدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب، وكان حُسين هذا وعبدالله بن مُعاوية يُرمَيان بالزَّندقة. فقال الناس إنّما تصافيا على ذلك، ثم دخل بينهما شيءٌ مِن الأشياء، فتهاجرا مِن أجله (عُيون الأخبار لابن قتيبة- ج3، ص 16، والكامل للمُبرِّد ج1، ص 180، والتذكرة الحمْدونية لابن حَمْدون، والعِقد الفريد لابن عبد ربِّه ج3، ص 348، والحيوان للجّاحظ ج3، ص 488. والأغاني لأبي الفرَج الأصفهاني، ج 12، ص 272 دارالفكر). أنشدَ الشّافعيّ  مُقتِعَاً أربعةَ أبياتٍ لمعاوية الطّالبي، وَردت في ديوانه (رويّ الياء- ص 91): 
 
وعين الرّضا عن كُلّ عيب كليلة * ولكن عين السّخط تُبدي المساويا= المساوئا 
 
وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي *  ولستُ أرى للمَرءِ ما لا يرى ليا 
 
فإن تدنُ مِنّي، تدنُ مِنكَ مَوَدَّتي * وإن تنأَ عَنَّي، تلقني عَنكَ نائيا 
 
كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيهِ حَيَاتَه  * وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا. 
 
وإنّ حُسينًا كان شيئا مُلفَّفا (مُلففًا= مُغطًى، والتمحيصُ الاختبار) * فمحّصه التكشيفُ حتى بدا لِيا وأنتَ أخي ما لم تكن لي حاجة * فإن عرضتْ أيقنتُ أن لا أخا ليا. 
 
ومن الأبيات التي أُضيفت في بعض هذه المصادر: 
 
فلست براءٍ عيبَ ذي الودّ كلِّه * ولا بغضَ ما فيه إذا كنت راضيا 
 
فلا زاد بيني وبينك بعدما * بلوتُك في الحاجات إلّا تماديا.
 

صحيفة The Guardian البريطانيَّة، نشرت مقالةً للكاتبة الصَّحافيَّة “ هادلي فريمان ” حيال ملف المُهاجرين ركز على قرار السّمسار الأميركيّ ترمب عزل الأطفال المُهاجرين عن أُسرهم. المقالة بعُنوان مُباشر «قسوة ترمب على الأطفال صدمتنا لكنها لا ينبغي أن تفاجئنا». تقول فريمان إن سياسة الرَّئيس الأميركي دونالد ترمب بفصل أطفال المُهاجرين غير القانونيين إلى بلاده عن أُسرهم تحمل اسمه شخصيَّاً لكن الأمر الأشنع أنها تُنسب إلى الولايات المُتحدة الدَّولة. وتُشير فريمان إلى العديد من الأصوات التي ترفض سياسة ترمب داخل الولايات المُتحدة الَّتي تقول إنها لاتُعبر عن الهُويَّة الأميركيَّة وتنقل عن صديقتها الأميركيَّة صاحبة الاتجاه التحرري قولها "ليست هذه سياستنا ولا هُويتنا ولا تصرفاتنا". وتعتبر فريمان أن جميع القَصَص التي تخرج في نشرات الأخبار الآن مِن الولايات المُتحدة قَصَص مُدمّرة ولايمكن وصفها إلّا بأنها لطخة في ثوب وتاريخ أميركا؛ مُوضحة أن الأطفال الذين يبلغون مِن العُمر خمس سنوات يُنتزَعونَ مِن أحضان اُسرهم بدعوى أن المُوظفين الأميركيين سيعطونهم حمّاماً وبعد ذلك يخبرون الأُسر بأنهم لن يروا اطفالهم مرَّة أُخرى. وأن الأُمهات يتعرضنَ للترحيل إلى مراكز بعيدة ويتركون أطفالهم خلفهم عُنوَةً دون أيّ وسيلة اتصال بينهم ويتمّ حبس المِئات مِن الأطفال في مُعسكرات وراء سياج حديدي حين يبكون استصراخاً لأُمَّهاتهم ثم يطلّ مسؤول بقرنيه يتندر على ما يحدث قائلاً إن بكاء الأطفال بمثابة "Orchestra Music". وتخلص فريمان إلى أن ترمب يُمارس سياسات عُنصريَّة وحملة مُعادية للأعراق الأُخرى، ويستغل الصُّورة النمطيَّة للمُهاجرين الَّتي تكوَّنت على مدار عقود مِن الزَّمن الأمر الذي يجعلَ البعض راضين عمّا يقوم به وهذه النتيجة. 
محرر الموقع : 2018 - 06 - 22