سليم الحسني وتشويه التجربة الديمقراطية
    
سفيان الكعبي 
التجربة الديمقراطية في العراق الجديد، هي المكسب الحقيقي والتركة الثقيلة التي يجب الحفاظ عليها، فهي ثمن دماء الشهداء، المضحون والمظلومون، والحفاظ عليها يعتبر من أسمى الغايات، فهي ملك الشعب الذي يستحق ان يحضى بنظام ديمقراطي، يكون انعكاساً حقيقياً لتطلعاته وطموحاته، وان كانت التجربة متعثرة في بداياتها، فهذا لا يعد سبباً وجرماً يستوجب شنقها ! 
 
سليم الحسني في مقاله ( اما سائرون الكتلة الأكبر او الفوضى )، يذهب الى ان السفارة الامريكية هي من ترسم خارطة طريق التحالفات السياسية، وتشكيل الحكومة للسنوات الأربع القادمة، وهذا يمثل فهم سطحي جداً لواقع ما تسير عليه الأمور، حيث غض الطرف عن المؤثرات الاخرى التي تتمثل بالنجف وإيران والقوى السياسية الرافضة للسيطرة الامريكية، ولا اعلم كيف ان عقلية فذة كالتي يحملها السيد الحسني تقع في مثل هذا المطب، الذي يعكس ضياع البوصلة وعدم القدرة على قراءة المعادلة الداخلية والخارجية بفهم واعي وعميق، ان أردنا ان نأخذه على محملاً حسن . 
حينما يرفض السيد الحسني نتائج الانتخابات في متن مقاله، وما يترتب عليها من قرارات للمحكمة الاتحادية، والعد والفرز بشقيه الالكتروني واليدوي، فانه يذهب الى الطعن بشرعية الانتخابات، والتي تعتبر العمودي الفقري للنظام الديمقراطي، وبالتالي فتح المجال امام سلب التجربة الديمقراطية الاساس الذي تستند عليه، وهو ما يجعلنا نبتسم لبلاهتنا لوهلة لحسن ظننا به، ولا نعلم كيف يود السيد الحسني ان يعبر عن رغبة الجماهير في اختيار السلطات التشريعية والتنفيذية التي تمثله؟، ان لم يكن ذلك عن طريق الانتخابات، او قد يكون قد وجد طريقة اخرى للتعبير عن ذلك ! 
الاعلام المرتزق ممن يحاول إيجاد ثغرات وهمية لضرب التجربة الديمقراطية، يعتبر العدو الابرز للشعب العراقي، لانه لا يقل خطورة عمن يهدد مستقبله بقوة السلاح، لانه يهدد مسيرة شعب بالتشويه والطعن في خياراته، ليكون بمثابة سلاحاً موجه الى صدر الديمقراطية في العراق، ليعيدنا الى استفتاء الـ( ١٠٠٪؜ ) !
محرر الموقع : 2018 - 08 - 12