هل جزاء الاحسان الا الاحسان
    
بقلم الشيخ الدكتور خلف الحچامي
هل جزاء الاحسان الا الاحسان
روى لي أحد البدو أنَّ احد الرعاة عثر على ذئباً مريضاً فكان يقوم بنقع الخبز بالزيت الحيواني (الدهن الحر) ويغذيه حتى شفي ذلك الذئب ،وفِي ليلة من الليالي جاءت عاصفة شديدة وشتت اغنام الراعي فبدأ يبحث عن أغنامه في ظلمة الليل فوجد الأغنام مجتمعة وحولها أربعة ذئاب وقفت تحرسها ولَم تلمس أحدها ونظر فعرف صاحبه الذئب الذي كان يطعمه الخبز أحد هذه الذئاب فاخذ اغنامه بعد ماذبح أحد الأغنام وقدمه للذئاب .
صدقت هذه الحكاية أم لا فلها مثيلاتها الكثيرة تتحدث عن الوفاء بين الانسان والحيوان
والمنصف الذي عاش لاجئاً في بلدان الغرب يردد دوماً ويعلم اولاده على الوفاء لهذا البلد الذي آوه
واحترمه .
كل ذلك لانقول من المنطلق الإنساني لأنَّ ذلك اشترك فيه الانسان والحيوان بل هوطبع فطري للخليقة عاقلة وغيرها .
فلاولى بالمسلم أنْ يتحلى بالإحسان لمن احسن اليه وتتأكد الاولية اذاكان المسلم جاراً وعلى نفس المذهب الرباني وقد ضحى بنفسه من اجل الدفاع عن بلد الآخر معتقداً أنَّ حمايته حماية مذهب الحق فهذا الاحسان لايعدله شي آخر
وقد قيل قديماً
الجود بالنفس أقصى غاية الجود
إنَّ نقطة دماء أي شهيد من الجمهورية الاسلامية في العراق لاتعادلها كل ماتقدم الادارة الأميركية إنْ قدمت للعراق ، وأسلحتها لاتعدل طلقة من السلاح الإيراني للعراق ذلك أن الأمريكان قدمو ا السلاح للعراق بتلكأ وتباطئ شديد حتى اذا بانت علامات النصر تظاهروا بمساعدة العراق وقت الارتياح وعدم الحاجة الملحة والشديدة لسلاحهم ، وكانوا في نفس الوقت يدعمون ويحتضنون داعش كيف لا وهم من أسسها وهذا واضح للقاصي والداني ويعرفه العدو قبل الصديق
اما الايرانيون فكان يوصلون السلاح لحظة بالحظة ونفس يوم الطلب
ونعرف جيداً أنَّ الفصائل الشيعية مدعومة من قبل الجمهورية الاسلامية بكل فصائلها وأحزابها معنوياً ومادياً مابعد الاحتلال بغض النظر عن تقاطع وتطابق آرائها مع الجمهورية الاسلامية
وقد يقال إنَّ التماهي مع القرار الامريكي هي مسألةبراغماتية للتعاطي العملي لمصلحة العراق ،
ولكن المتيقن منه أن الامريكي لايهتم بمصلحة الحلفاء الا بقدر مصلحته فأمامنا تركيا الحليف في الناتو كيف حاصرها وإمامنا حكام آل سعود كيف يكيل ترامب لهم الاهانات تلو الاهانات والابتزاز بطريقة حقيرة
والشيء الأهم أنَّ الوقوف مع الحق ضد الظلم سمات الفرد الشيعي لأنه عانى من الظلم كثيراً كيف اذا كان هذا المظلوم ابن جلدته يُحاصر من اجل القضايا الاسلامية والعربية وأهمها القدس وتقسيم العراق وسوريا ؟.
بقي أنْ نقول إنَّ كثير اً من دول العالم ومنها الأوربية وبعض الدول الخليجية وقفت بالضد من سلبية ترامب وقراراته
لماذا أنت يا رئيس وزراء العراق !!!؟؟؟.
 
الشيخ الدكتور 
خلف الحچامي 
حاصل على الدكتوراه في الأنثربولوجيا الثقافية والبلاغة 
حاصل على كورسات الدكتوراه في الاعلام بمايسمى الدكتوران 
درَّس في العديد من الكليات والمعاهد 
في اللغة والإعلام والشريعة
محرر الموقع : 2018 - 08 - 13