طائرة العبادي تهبط في الحنانة‎
    
حسين نعمة الكرعاوي

 

كل السيناريوهات المطروحة كانت تشير الى ان خيارات العبادي أصبحت محدودة، كحظوظه التي باتت تتقلص يوما بعد اخر، خصوصا وسط ضجة الاجواء الإقليمية الحاصلة اليوم، فليس من مصلحة العبادي التحرك نحو الأطراف الداخلية التي تستمد قوتها من الند الإيراني، بالتالي فان تحركاته ستقتصر على خيار قطع تذكرة الحنانة حتى وآن كانت الشروط المفروضة من سائرون قاسية نوعا ما.
لو عدنا لخارطة ما قبل ٢٠١٤ سنجد أن العبادي كان جزء لا يتجزأ من دولة القانون وانه المرشح الثاني بعد المالكي، ناهيك عن الكتل التي كانت منطوية تحت عباءة القانون، والتي ابرزها بدر والفضيلة وبعض القوى الاخرى، لكن معادلة ٢٠١٨ كانت تتطلب تجزئة تلك القائمة لبيان الاستحقاق الانتخابي لكل طرف، ولكن هذا الأمر لم يغير السيناريو كثيرا، فبدر عادت بوجهة الفتح إلى القانون بشكل أو بآخر، إلا أن العبادي أستقر في مكان لا مفر منه وسط الخيارات المتلاشية، ليستقر بقافلة النصر بلا اي تحالف سوى بعض التفاهمات مع سائرون، إلا أن التحرك الإقليمي الاخير من قبل أمريكا ضد إيران، نوعا ما حدد خارطة تحرك العبادي، خصوصا عندما أعلن تأييده العقوبات على إيران، الأمر الذي أسقط خيار تحالفه مع الفتح والقانون، ولكن لغة العناد ستتناثر في الحنانة حتى وان كانت ضمانات الولاية الثانية معدومة، فالصدر لم يضع الاربعين شرطا اعتباطا، وإنما كان يدرك تماما بأن الكرة ستكون بملعبه يوما ما، وما تلك الشروط الا لإضعاف الحراك التحالفي للجهات الاخرى، وكسب النفس المرجعي بعد غياب العلاقات معها منذ سنوات، فالرهان الذي سيخوضه سائرون يحتاج لقاعدة تشريعية وجماهيرية، خصوصا اذا جاءت رياح الحكومة بما لا تشتهي سفنه.
كل ما تم ذكره لن يوصلنا الى ما نصبوا الوصول اليه، فتعقيدات منصب رئاسة الوزراء لم تنتهي بعد، فالضبابية تلقي بظلالها على الكتلة الاكبر التي ربما سينتهي حديثها عند وصول طائرة العبادي الى الحنانة لينضم الى التحالف الثلاثي "سائرون والحكمة والوطنية" وينهي جدال الكتلة الاكبر، فتبريرات نتائج العد والفرز اليدوي لم تعد تؤتي أكلها، خصوصا وان حجم التغيير في تلك النتائج لم يتجاوز الاثنين بالمئة.
كل المعطيات الموجودة حاليا تمضي بنا في طريقين لا ثالث لهما، الطريق الاول يتجه بنا لمرشح التسوية الذي لم ترسم الكتل السياسية ملامحه لغاية اليوم وربما يكون خارج نطاق الاسماء المطروحة، والطريق الثاني يعيدنا للوراء ليمنح الفرصة للعبادي في أستشناق عبير الولاية الثانية اذا ما توجهت الانظار الى بديل اكثر حنكة وشجاعة، ولكي لا نظلم المرشحين الاخرون لهذا المنصب من سيناريوهات منصب رئاسة الوزراء والمتمثلين بهادي العامري مرشحا عن الفتح وطارق نجم عن دولة القانون، نكتفي بذكر الاعتراضات التي يواجهونها من الداخل او الفيتو الممنوح لهم من الخارج.

 

 
محرر الموقع : 2018 - 08 - 16