ورطة العبادي شبيهة بورطة صدام
    

 لو دققنا في ورطة السيد العبادي في سرعة قراره الذي اتخذه  وهو الالتزام بالعقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي ترامب على ايران  لاتضح لنا انه قرار متسرع وغير عقلاني كما ان الاسباب التي دفعته هي نفسها التي دفعت صدام لغزو الكويت     لا شك ان هناك مجموعة ورطته ودفعته لاسباب خاصة او نظرته القاصرة صورت له امور غير واقعية مثل يزداد قربا من الرئيس الامريكي  من بقره الحلوب ال سعود وبالتالي يمكنه ان ينال رئاسة الحكومة مرة ثانية لهذا اسرع واعلن التزامه بقرار العقوبات واذا به يتفاجأ بواقع جديد يتصدى له بقوة لا قدرة له على مواجهته

وهذا القرار شبيه بقرار الطاغية المقبور صدام المتسرع بغزو الكويت  ومن الطبيعي هناك مجموعة لها اهداف خاصة هي التي ورطت صدام وهي نفسها التي ورطت العبادي وكانت النتيجة تدمير العراق وذبح العراقيين فهل ورطة العبادي ستحقق ما حققته ورطة صدام    لا ادري لان قرار العبادي يمكن معالجته

لا ادري ما هي  الظروف التي دفعت العبادي الى اتخاذ مثل هذا القرار الخاطئ   والذي لا مبرر له ان دل على شي فأنه دليل على حماقة من اتخذه ورعونته وعدم فهمه للواقع العراقي وردة الفعل الشعبية الواسعة والكبيرة لان هذا القرار تجاهل تام دور ايران في مساعدة الشعب العراقي وانقاذه من بين انياب الكلاب الوهابية  كلاب ال سعود وعض اليد التي طعمت الشعب العراقي وحمته ودافعت عنه ولا زالت تطعمه وتقاتل دونه

لا يعني  اننا نطلب من العبادي ان يكون معاديا لامريكا ويعلن الحرب  لا طبعا فامريكا لها دور كبير في تحرير العراق من عبودية صدام وازلامه وفي وصول هذه الحكومة الى الحكم ولولا امريكا لا سمعنا ولا شاهدنا  اي شخص من هؤلاء ولأستمر العراقيون تحت ظل عبودية صدام وخاصة الشيعة بل انها اي امريكا انقذت الشيعة من اخطر مؤامرة كانت تحاك ضد الشيعة في العراق بدعم وتمويل من قبل ال سعود  وتنفيذ الطاغية المقبور صدام وهي تنفيذ شعار لا شيعة بعد اليوم الا ان امريكا بتحريرها العراق والعراقيين وانقاذ الشيعة بل اعادوا العراق الى اهله الى العراقيين بعد ان كان ملك عائلة عشيرة فرد

وهذا يعني ان ايران لها فضل  على العراق والعراقيين وامريكا لها فضل على العراق والعراقيين والخلاف والصراع بين ايران والعراق ليس في صالح العراق والعراقيين  لهذا على العراق ان يكون دوره مهمته هدفه انهاء هذا الخلاف والصراع

وهذا يعني العراق وقع بين صديقين متخاصمين  لكل منهما فضل كبير في تحرير العراق وبقائه  وهذا يعني ان موقف العراق محرج وصعب يتطلب حكمة وشجاعة وتضحية ومعرفة الحق  من كل جوانبه

وهذا يعني على العراق ان ينطلق     من منطلق عقلاني بعد درس الوضع دراسة عميقة واستشارة اهل العقول

وعلى العبادي  ان يتأنى في اصدار قراره بعض الوقت فهذه السرعة  في اتخاذ قراره وهو الالتزام بالعقوبات الامريكية على ايران  حتى انه سبق بقر ترامب ال سعود وال نهيان وغيرهم فانه اغضب وبشدة ايران والقوى الشعبية العراقية    

وفجأة  نرى العبادي  يتراجع عن قراره  وهو في حالة ارباك  محاولا منح قراره بعض الألوان لارضاء الطرفين حتى اصبح ينطبق المثل الشعبي المعروف  الذي يقول عذره اقبح من فعله فلم يقنع حكومة ايران بل اثار غضبها اكثر حتى انها رفضت استقبال العبادي   كما ان ترامب هدد العبادي اذا لم يلتزم بقرارات العقوبات الامريكية سنفرض عليك عقوبات شبيهة بالعقوبات المفروضة على ايران

 

كان المفروض بالعبادي كما قلنا ان يتريث في اتخاذ اي قرار بل يكون محايدا  ويتصل بكل من امريكا وايران محاولا التخفيف من شدة الازمة الناشبة بين ترامب وايران وعدم تفاقمها    وبظهر بمظهر الوسيط النزيه الصادق بين امريكا وايران

فهذا الموقف سيكون مقبولا من قبل ايران ومن قبل امريكا خاصة ان موقف ترامب ضد ايران موقف رد فعل وانفعالي ومثل هكذا موقف فانه يرحب بكل من يتقدم كوسيط ومثل العبادي مقبول اكثر لانه صديق لامريكا وصديق لايران ومن مصلحة العراق ان تنتهي الازمة بين ايران وامريكا وعدم تطورها وتعقدها  

فتعقد الازمة وتطورها الى حالة الحرب يعني جعل العراق ميدان هذه الحرب والعراقيين وقودها وهذه حقيقة لا يمكن انكارها

لهذا فموقف العراق المحايد وحامل رسالة   السلام والوساطة بين الطرفين هو الموقف المقبول والمرضي من قبل الطرفين

وهكذا يمكننا ان نتجنب ورطة صدام

مهدي المولى

 

محرر الموقع : 2018 - 08 - 17