أوروبّا قلعة تعرِّض حياة اللاجئين للخطر
    

أشارت منظَّمة العفو الدوليَّة المدافعة عن حقوق الإنسان في تقريرها هذا الشّهر، إلى أنّ القارّة الأوروبيّة تحوَّلت إلى قلعة تعرّض حياة الكثيرين من المهاجرين الفارّين من مناطق النزاعات حول العالم للخطر، فسياسات الاتحاد في مجال الهجرة ومراقبة الحدود، تمنع اللاجئين من الحصول على حقّ اللّجوء في أوروبا، ما يعرّض حياة هؤلاء للخطر المميت، وهم الَّذين يقومون برحلات شديدة الخطورة في البحر وغيره للهجرة.

وجاء هذا التّقرير غداة اجتماع وزراء الداخليَّة الأوروبيين، الَّذين يرفض معظمهم تعديل قواعد اللّجوء؛ ففي الفترة الممتدّة بين العامين 2007 و2013، خصّص الاتحاد الأوروبي أكثر من 8,1 مليار يورو لحماية حدوده الخارجيّة، في حين خصّص فقط مبلغ 700 مليون يورو لتحسين أوضاع اللاجئين المزرية على أراضيه، بحسب تقرير منظّمة العفو الدّوليّة، التي اتهمت الدّول الأوروبيّة بالتغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرّض لها هؤلاء المهاجرون، في حين كان هؤلاء يقصدونها على أساس أنها دول راعية لهذه الحقوق ومحترمة لها.

ولفت التَّقرير إلى أنّه خلال النّصف الأوّل من العام2014 ، لقي أكثر من مئتي شخص مصرعهم في البحر المتوسّط، وأنَّ مئات آخرين اعتبروا في عداد المفقودين، ومنذ العام 2000، تحدَّثت منظّمة "أمنستي إنترناشيونال" عن 23 ألف قتيل على الأقلّ.

وجاء في التّقرير أيضاً أنَّ المسؤوليَّة عن موت هؤلاء المهاجرين الَّذين يحاولون الوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، هي مسؤوليّة جماعيّة، وأنّ نصف هؤلاء المهاجرين يحاولون الوصول إلى دول الاتحاد بطرق غير شرعيّة، هرباً من أتون الصّراعات والفقر في بلدانهم.

وكانت إيطاليا التي تواجه بحريتها تدفّقاً غير مسبوق للاجئين، قد طالبت في وقت سابق بمساعدة الدّول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لمواجهة هذه الأزمة المتفاقمة، مؤكّدةً أنّ البحر المتوسّط ليس بحرها لوحدها، فيما عبّر البابا فرنسيس عن أسفه للمآسي التي يعيشها المهاجرون، حيث قام بزيارة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطاليّة لتكريم مئات المهاجرين القادمين من أفريقيا، والّذين لقي الكثيرون منهم حتفهم، وهم يحاولون عبور مياه المتوسّط إلى أوروبا.

محرر الموقع : 2014 - 07 - 23