“تمثيل العراق شرف للجميع”.. إقامة مسابقة النخبة القرآنية الوطنية الثانية عشرة برعاية الوقف الشيعي
    

من ذُرى المجد والولاء من ديار كرم الإمامة وفيضها الزاخر، من بقعة الطهر المُفعمة بالقداسة والإيمان، من رحاب الإمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد “عليهما السلام” انطلقت أمس الثلاثاء مسابقة النخبة الوطنية السنوية بنسختها الثانية عشرة لحفظ القرآن الكريم وتلاوته المؤهلة للمسابقات الدولية، التي أقامها المركز الوطني لعلوم القرآن برعاية ديوان الوقف الشيعي وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، تحت شعار: ( تمثيل العراق شرف للجميع ) بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس الإدارة، ومدير عام دائرة العتبات المقدسة السيد موسى الخلخالي وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة ونخبة من ممثلي المؤسسات والروابط القرآنية والمهتمين بالشأن القرآني في ربوع محافظات العراق كافة.

استهل حفل افتتاح المسابقة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت الفائز الأول بمسابقة النخبة الوطنية الحادية عشرة التي أقيمت في العام الماضي القارئ أسامة الكربلائي،ثم قراءة سورة الفاتحة المباركة ترحماً على أرواح شهدائنا الأبرار، ثم قراءة النشيد الوطني بعدها تلاوة للفائز الأول في الحفظ بمسابقة النخبة الوطنية الحادية عشرة الحافظ حسن عبد الرضا.

تلتها كلمة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري قائلا : ( في البدء لا بد لي من أن أشير إلى الاعتداء الأمريكي الأخير بالقصف الآثم لبعض قطعات القوات الأمنية العراقية في مدينة القائم العراقية حيث ندين كما أدانت المرجعية الدينية العُليا هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعاً من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية وأدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير منهم، كما وشدّدت المرجعية الدينية العُليا على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الرد على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف وان السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها وهي مدعوة إلى ذلك وإلى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الأقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية.

وأضاف: إن العتبة الكاظمية المقدسة تستضيف اليوم مسابقة النخبة السنوية الثانية عشرة لحفظ القرآن الكريم وتلاوته والمؤهلة للمسابقات الدولية، وهي الاستضافة التي تلت استضافتها السابقة للمسابقة المذكورة آنفاً بنسختها التاسعة عام 2017، وأشير إلى أن هناك ركنان أساسيان هما عماد كلّ مشروع إصلاحي يهدف إلى تغيير واقع معين هما: ” الفكرة القوية، والنموذج المطبق” والقرآن الكريم كمشروع إصلاحي لا يمكن استثنائه من هذه القاعدة، بل أنها تنطبق عليه أكثر من غيره فكلما ازدادت عظمة ذلك المشروع ازدادت الحاجة إلى هذه القاعدة، والقرآن الكريم وهو أعظم مشروع حضاري إصلاحي عرفته البشرية جمعاء منذ أن وجد الإنسان على الأرض فهو شامل لكلّ نواحي الحياة ومجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية.

وأوضح: أن من هذا المكان المبارك والبقعة الطيبة من جوار الإمامين الكاظمين الجوادين الهمامين أوصي أحبتنا وأبنائنا الذي أعطوا من وقتهم وجهدهم وفكرهم للغوص في بحر القرآن الكريم والارتشاف من عذب مائه واستنشاق عبير نسماته الطيبة أن يجعلوا القرآن ربيع قلوبهم بالتمسك بخط الأنموذج الأعلى، وأن يجعلوا كلّ ما يقدموه رغبة في مرضاة الله ومرضاة رسوله الكريم وآله الطيبين الطاهرين وأن يزدادوا لله شكراً على النعم عليهم من حفظ القرآن وتلاوته فبالشكر تدوم النعم ).

أعقبها كلمة رئاسة ديوان الوقف الشيعي ألقاها السيد مدير عام دائرة العتبات المقدسة والمزارات الشريفة السيد موسى الخلخالي نقل في مقدمتها تحيات معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي “دامت توفيقاته” وأمنياته بالتوفيق لجميع المشاركين في مسابقة النخبة وأن يمثلوا العراق في المسابقات والمحافل الدولية خير تمثيل، وأشار إلى أن ديوان الوقف الشيعي يولي اهتماماً كبيراً بكل الأنشطة والبرامج القرآنية التي يقيمها المركز الوطني لعلوم القرآن والمؤسسات القرآنية الأخرى في العتبات المقدسة والمزارات الشريفة في عموم العراق هذا مما انعكس ايجاباً على مستوى الأداء في عمل المركز من جهة وعلى المشتغلين في حفظ القرآن وتلاوته من جهة أخرى.

مؤكداً على أهمية التنسيق العالي بين جميع الفعاليات القرآنية في العراق لرصّ الصفوف وتحديد الأهداف وتوزيع الأدوار والعمل كفريق واحد للارتقاء بالمشاريع القرآنية إلى مصاف الدول الإسلامية المتقدّمة في هذا الجانب.

بعدها جاءت كلمة المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم ألقاها الدكتور رافع العامري بين خلالها قائلاً: نجتمع هذا اليوم في رحاب الإمامين الكاظمين “عليهما السلام” لنعيش هذه الأجواء القرآنية الرائعة.

موضحاً: أن هؤلاء الحفّاظ والقرّاء تم جَمعهم من مديريات وملاحظيات أوقاف المحافظات العزيزة عن طريق مسابقات أشرفت عليها لِجان تحكيمية لأكثر من (56) حكماً من أساتذة المراكز والجهات القرآنية في عموم العراق، وبعد تسجيل أكثر من (392) قارئاً وحافظاً، اشترك ما يقارب (200) منهم بين حافظ وقارئ في هذه التصفيات، وبحسب المقررات التي تم الاتفاق عليها في مُلتقى كربلاء الوطني تم اختيار للمسابقة النهائية (29) قارئاً، و(26) حافظاً ليتنافسوا على مرحلتين فيترشح الأوائل منهم إلى المسابقات الدولية وفق الدعوات التي تصل إلى العراق عن طريق الديوان الموقّر.

وأشار إن المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم عمد على إجراء مسابقات وطنية خاصة بالنساء وأخرى لطلبة العلوم الدينية وللمكفوفين، وكذلك لطلبة المدارس الثانوية من الذكور والإناث وإرسال الأوائل منهم إلى المسابقات الدولية.

وشهد حفل الافتتاح عرض فلم وثائقي عن دور المركز الوطني لعلوم القرآن الكريم والنشاطات والبرامج التي أقامها خلال السنوات السابقة.

كما تخلّلت الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين ، وأختتمت بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على السادة المشاركين ليختتمها القارئ علي عبد الستار بقراءة دعاء الفرج المبارك.

لتبدأ بعدها على بركة الله تعالى الاختبارات التنافسية للمشاركين في المسابقة والتي تستمر فعالياتها لمدة أربعة أيام وبواقع جلسة صباحية وأخرى مسائية.

محرر الموقع : 2020 - 01 - 01