أئمة أهل البيت ليسوا بحاجة لكم
    

من المحتمل أن ينتقل وباء الكورونا القاتل إلى الأشخاص الذين يعملون في القطاع الصحي الذي هو حائط الصّد الأول لهذا الوباء اللعين، وقد ينقل هؤلاء اﻷشخاص الوباء إلى عوائلهم قبل أن يعرفوا أنّهم قد أصيبوا بهذا الوباء.

هذا أمر لا مفرّ منه، وحكم هؤلاء وعوائلهم كحكم الذين يقاتلون في سبيل الله والمدافعين عن أوطانهمـ وقد قال الله تعالى (من أحيا نفسا فكأنّما أحيا الناس جميعا). فالواجب الشرعي والديني والأخلاقي يوجب على الجميع التصدّي للوباء كلّ من موقعه حين ينتشر الوباء بين الناس. وأول عمل للتصدّي لهذا الوباء هو عدم الخروج من البيوت إلا للحالات القصوى والضرورية جدا. وهذا واجب ديني وشرعي قبل أن يكون واجبا وطنيا وأخلاقيا.

أمّا أن يخرج الجهلة من بيوتهم في ظل انتشار الوباء بين الناس تحت ذريعة تأدية الشعائر الدينية وزيارة قبور الأئمة عليهم السلام، فهذه جريمة بحق الناس والمجتمع ورمي للنفس بالتهلكة.

فمن المؤكد أن يكون الكثير من هؤلاء الزائرين يحملون المرض قبل أن تظهر أعراضه عليهم. ومن المؤكد أنهم سينقلون المرض إلى من يحتّكوا بهم من الزائرين غير المصابين، وجميع هؤلاء سينقلون المرض إلى عوائلهم.

ما قامت به إدارة العتبة الكاظمية بفتح أبواب الصحن الكاظمي الشريف أمام الزائرين هو جريمة بحق الناس والدين والعقيدة، وستظهر نتائج هذه الكارثة بعد أيام حين يتساقط الناس في الشوارع موتى. وبما أنّنا مقبلين على مناسبات دينية كبرى مثل زيارة المبعث النبوي وزيارة النصف من شعبان، فإنّني أدعو كلّ مراجع الدين في العراق إلى إصدار فتاوى واضحة وصريحة بتحريم الخروج من البيت لأداء هذه الزيارات الدينية والاستعاضة عنها بالزيارة عن بعد حفاظا على أرواح الناس ومنعا لانتشار الوباء.

البقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورات القصوى هو الدين وهو العقيدة وهو الحب الصادق للأئمة الأطهار عليهم السلام، فكونوا أنصارا واعين لأئمتكم عليهم السلام ولا تكونوا جهلة ورعاعا وسببا لانتشار الوباء وموت الناس. فلا سبيل للنجاة من هذا البلاء غير التباعد الاجتماعي وتيّقنوا أنّ الأسوأ لم يأتي بعد.

أياد السماوي

محرر الموقع : 2020 - 03 - 22