الْمُفْسِدُ فِي الْأَرْضِ، خليفةُ صدّام وسلمان
    
محسن ظافر آل غريب 
الْمُفْسِدُ فِي الْأَرْضِ، خليفةُ صدّام وسلمان 
-------------------------------------
الْمُفْسِدُ فِي الْأَرْضِ، خليفةُ صدّام وسلمان{وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} (سورَةُ البقرة 220).{مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا * إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ.. يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ} (سورة المائدة 32- 33). النفس الزَّكيَّة القتيل مِن المدينة المُنوَّرة «مُحمد بن عبدالله بن الحَسَن» مِن أحفاد الإمام الحَسَن المُجتبى (ع)؛ شخصيَّة تحدّثت عنها الرّوايات، تظهر قُبيل ظهور الإمام المهدي (عج) بفترة ومِن ثمَّ تُقتل بين الرُّكن والمقام. ويُعدّ قتل “ النفس الزَّكيَّة ” من علامات الظُّهور. 
خاشُگجي، مولود المدينة، في 13 تشرين الأوَّل 1958م، قتيل بلد أصله تركيا في 2 تشرين الأوَّل 2018م. خطيبة خاشُگجي: عدم دفن جثمان جمال غير مقبول في الإسلام. بيان تركيا لحادث دخول خاشُگجي القنصليَّة السَّعوديَّة بتاريخ 2 تشرين الأوَّل 2018م، وخنقه وتقطيعه وفقاً لخطَّةٍ مُضمَرة مُسبقاً Ekim 2 Salı 2018: Cemal Kaşıkçı, nişanlısı Hatice Cengiz ile evlenebilmek için, Suudi Arabistan'daki eşinden boşandığına dair gereken evrakları almak üzere Suudi Arabistan'ın İstanbul Başkonsolosluğu'na girdi. Washington Post gazetesi, Kaşıkçı'nın Suudi başkonsoluğuna saat 1314'te girerken görüldüğü fotoğrafı paylaştı.
د. «عزّام سُلطان التميميّ» ناشطٌ سياسيّ وأكاديميّ فلسطيني بريطانيّ، وُلد في 15 آذار 1955م بمدينة الخليل بفلسطين، والده حارب ضدّ إسرائيل في فلسطين. عزّام صديق خاشُگجي، مُدير معهد الفكر السّياسي الإسلامي بلندن؛ فهو عضو بارز بالرّابطة الإسلاميَّة في بريطانيا وعضو مجلس إدارة قناة “ الحوار ” الفضائيَّة ويُقدِّم بعض برامجها وعلى غيرها مِن القنوات العربيَّة والإنگليزيَّة، يظهر كثيراً على شاشات “ الجَّزيرة ” الفضائحيَّة القطريَّة، بمحطتيها العربيَّة والإنگليزيَّة، وتنشر له بعض المقالات والآراء في صحيفة The Guardian البريطانيَّة. له مُؤلَّفات باللُّغة الإنگليزيَّة حول الفكر السّياسي الإسلاميّ والحركات الإسلاميَّة. 
تقرير مجلة "Foreign Policy" الأميركيَّة، نشرت مقالين لباحثين مِن مركز الدّراسات السّتراتيجيَّة، عن أخطاء الولايات المتحدة بتبني صدّام ضدّ إيران، Ryan Costello، وSina Tossi؛ حذرا مِن وقوع واشنطن بنفس الخطأ مع وليّ العهد السَّعودي محمد بن سلمان، وقالا ان "صحيفة The Wall Street Journal أوردت مُهاتفة بين محمد بن سلمان وصهر ومُستشار الرّئيس الأميركي ترمب، Jared Kushner، تحولت إلى جدل عنيف، هدد ابن سلمان خلالها بالبحث عن شُركاء جُدد، على خلفيَّة مقتل صحافي صحيفة  The Washington Post الأميركيَّة، جمال خاشُگجي"، وأعربا عن دهشتهما مِن " ردّ ابن سلمان النزق الذي يعبر عن شعوره بخيانة الغرب، غضب ابن سلمان واتّسامه بالجُّرأة على فعل ما يريد، تذكير لما فعله صدّام، وغضّ واشنطن الطَّرف عن أفعال، حتى غزوه الكويت عام 1990م، وأهميَّة استخلاص العِبَر مِن دعم صدّام ومخاطر عدم الرَّد وبقوّة على اغتيال خاشُقجي". ونقل التقرير عن الأكاديمي في معهد الدّراسات الدّوليَّة والسّتراتيجيَّة، Dodge Tuby قوله، إن "صعود محمد بن سلمان وطريقته الشَّرسة التي كرَّسَ بها تسلّطه يذكران بالهجوم على المُعارضين داخل الحزب الحاكم عام 1979م من قِبَل الشّاب صدّام"، وان تركيز السّلطة بيديّ شاب طموح لا يمكن التكهّن به، يمكن أن يزعجنا الآن كما كان الحال آنذاك مع صدّام. وان الدَّعم الأميركي غير المشروط لصدّام ثمانينيّات القرن الماضي، ساعد على مُهاجمته لشعبه وجواره، وهدَّد لاحقاً المصالح الأمنيَّة الأميركيَّة، وأن علاقة الولايات المُتحدة مع صدّام بدأت عام 1963م، عندما قام مُستشار الأمن القوميّ السّابق Roger Maurice والمُخابرات المركزيَّ الأميركيَّة CIA في عهد G.F Kennedy وبالتعاون مع صدّام، بانقلاب ضدّ عبدالكريم قاسم، الذي قام قبل 5 أعوام بالإطاحة بالعائلة الملكيَّة المُؤيّدة للولايات المُتحدة. هذه العلاقة بدأت بالتوثق مع العراق في شباط 1982م، عندما قامت إدارة رونالد ريغان برفع الحظر عن اسم العراق بصفته دولة داعمة للإرهاب، الامر الذي فتح المجال أمام توفير الدّعم العسكريّ الأميركيّ للنظام العراقي، وحدث بعد 17 شهراً مِن بَدء الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة، آنَ وصلت القوّات العراقيَّة منطقة خوزستان الغنيَّة بالنِّفط جَنوب غربي إيران. ان Donald Rumsfeld اُرسل في كانون الأول 1983م، إلى العراق مبعوثاً للقاء صدّام وتطبيع العلاقات مع العراق، وفق The Washington Post، التعاون الأميركي مع صدّام شمل دعم حرب تبادل استخبارات واسع، وتزويد قنابل عنقوديَّة، من خلال شِركة تشيليَّة واجهة، ومُساعدة العراق للحصول على الأسلحة الكيماويَّة والبيولوجيَّة، وهذا لم يمنع صدّام من استخدام السّلاح ضدّ إيران وشعبه بعد توقف الدّعم الأميركي، والتقى Rumsfeld مع صدّام عام 1983م في وقت ظهرت فيه أدلَّة على استخدام العراق للسّلاح الكيماوي، فيما كشفت وثائق CIA، ان ثلثي الهجمات الكيماويَّة التي قام بها العراق في 18 شهر الأخيرة مِن الحرب تمَّت عندما زاد التعاون الأميركيّ العراقي، بما في ذلك الهجوم على بلدة حلبجة الكُرديَّة، التي قتل فيها 5 آلافمدني. ومِن المُفارقة سيكون ضرب حلبجة في آذار 1988م مبرراً لإدارة  George W. Bush لغزو العراق عام 2003م، وتطهير العراق مِن أسلحة الدّمار الشّامل التي لم تكن موجودة. الولايات المُتحدة تردّد النغمة ذاتها عندما تناقش العلاقات الأميركيَّة السَّعوديَّة، رغم مقتل الصَّحافي خاشُگجي، والهجوم المُدمّر على اليمن، حيث أعلن وزير الخارجيَّة Michael Pompeo قبل فترة أن السَّعوديَّة (حليف ستراتيجي مع الولايات المُتحدة، وأن السَّعوديين كانوا شُركاء هامين في العمل معنا). لم يكن مُفاجئا أن عشيَّة غزو الكويت شعر صدّام بأنه يحظى بدعم غير مشروط مِن الولايات المُتحدة، وقد تعزَّزت هذه النظرة مِن لقائه مع السَّفيرة April Glaspie، قبل أُسبوع الغزو، ان الولايات المُتحدة أخطأت بدعمه وظل الخطأ يلاحقها، فهي لم تحشد 500 ألف جُندي لإخراجه من الكويت فقط، بل وضعها الدّعم على طريق الحرب والغزو عام 2003م للإطاحة به، وكلفها ذلك المليارات وآلاف الضحايا، بل وأكثر من هذا، فأدّى إلى تغيير ميزان القوَّة في المِنطقة لصالح إيران وظهور تنظيم الدّولة. وان إدارة ترمب Trump تقوم باستخدام المُبررات ذاتها التي قُدّمت سابقاً لدعم صدّام، فقد صادق ترمب على حملة التطهير التي قام بها وليّ العهد ومُلاحقته لمُنافسيه المحليين، وأعطاه تفويضاً مفتوحاً لسحق الحوثيين في اليمن، وتحويل قَطر لدويلة، ومُعاقبة كندا بسبب تغريدة، وقبل ذلك احتجاز رئيس الوزراء اللّبناني، وكان اغتيال خاشُگجي الواضح التصرّف المُتهور الأخير لوليّ العهد الذي فشلت الإدارة في الرَّد عليه. غُبّ اغتيال الصَّحافي خاشُگجي، حذرت الإدارة ودون حياء أن مُعاقبة السَّعوديَّة سيعطل جهود الإدارة لمُواجهة إيران، وفي الوقت الذي يجب فيه استنزاف إيران، إلّا أن هذا لا يعني تجاهل التهديد المُتزايد في المِنطقة: أي الطُّموح غير المُقيَّد لوليّ العهد السَّعودي، الَّذي يقود عمليَّة تدمير اليمن، ونحر صحافي معروف لتعزيز سلطته. حذار مِن السَّماح لصعود محمد بن سلمان إلى السّلطة دون مُواجهة أيّ تداعيات أو عواقب مِن واشنطن لسلوكه الفاضح، لأن المُحتمل إرهاب المِنطقة بذات الشّاكلة الَّتي فعلها صدّام، ولو كان قتل خاشُگجي دون أدنى احترام للقيم والأعراف الدّوليَّة أو ثمن سياسي، فذلك دليل على قواعد سَعوديَّة مُبتكرة للُّعبة الَّتي يُواجهها العالَم لتكون أكثر تهديداً مِن صدّام. على إدارة ترمب التحرّك الآن، والتبيان للعائلة السَّعوديَّة المالكة أنها ستواجه عواقب خطيرة للعُدوان وإنهاء الدّعم غير المشروط، الحد الأدنى على الولايات المُتحدة وقف مُشاركتها في اليمن، وتعليق صفقات الأسلحة، وفرض عقوبات بناء على قانون Magnitsky Act، ولكل المسؤولين الَّذين شاركوا في قتل خاشُگجي". 
برصاصتين مِن مُسدس Browning 9 ملم 1910FN، بلجيكي نصف أوتوماتيكي، مُطلقهما الطّالب الشّاب الصّربي «غافريلو برينسيب Gavrilo Princip»، ليقتل وليّ العرش الإمبراطوري النمساوي-المجري Archduke Franz Ferdinand of Austria، في 28 حزيران 1914م، مع وزوجته صوفي، دوقة هوهنبيرغ Sophie, Duchess of Hohenberg، حين كانا في زيارة رسميّة لمملكة صربيا، وليتسبب بقيام الحرب الكونيَّة الأُولى بعد شهر الَّتي تسببت بحيفٍ لألمانيا ترتبت عليه الحرب الكونيَّة الثّانية. رصاصتان ثمّ حربان!. 
كذلك ترتبَ على استقدام الأنگلوساكسون؛ صحيفة Daily Mail البريطانية، في عددها الصّادر في 31 تشرين الأوَّل 2018م: إن "عناصر الفدراليَّة الاميركيَّة وجهاز التحقيقات الفيدرالي، قبضت لاجئاً عراقيّاً يُدعى أحمد سُهاد أحمد يُقيم في ولاية توسان اريزونا الاميركيَّة بتهمة تعليم عناصر امنيَّة مُتنكرة، كيفيَّة صُنع قنابل مُتفجرة وسلاح دمار شامل لاستخدامها بهجوم ارهابيّ في المكسيك".  Iraqi revugee Ahmad Suhad Ahmad who Planned to carry out terror attacks with bombs he built in Las Vegas was caught in elaborate FBI sting teaching agents to make IEDs with skills he learned in Iraq. 
https://www.dailymail.co.uk/news/article-6335911/Iraqi-refugee-two-BOMBS-Las-Vegas-condo-caught-FBI-sting.html
تداعيات ترتبت أيضاً.. في 31 تشرين الأوَّل 2018م، كشفَ المَرجِع الدِّيني الاعلى آية الله العُظمى السَّيّد علي الحُسيني السّيستاني، خلال لقائه في النجف الاشرف مع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلاميَّة في ايران الشَّيخ محسن الاراكي، إن سماحته قال ان "مِن مصلحة العراق أن يبقى مُوحَّداً.. إيران قدَّمت مُساعدات "مُؤثّرة" لإحلال الأمن والإستقرار في العراق".
https://www.youtube.com/watch?v=IZZyMJs5xng  
محرر الموقع : 2018 - 10 - 31